كل يوم يمر بعد سقوط نظام على صالح يوضح لنا أكثر بأن اليمن يرقد على بحيرات من النفط ولقد أكدت التقارير الصادرة من الجهات المختصة في الداخل وفي الخارج بأن محافظتي مأربوالجوف تحتويان على كميات هائلة من النفط كما أن مناطق عديدة مثل تهامة وسواحل البحر الأحمر ومناطق عديدة في حضرموت وشبوة وسقطرى تم التنقيب فيها وتم اكتشاف كميات هائلة من النفط ولكن لسبب ما يعرفه رجالات النظام السابق جيداً توقفت معظم شركات النفط عن العمل وغادرت اليمن وظل بعضها يعمل حتى يومنا هذا وبمشاركة الفاسدين من أركان النظام السابق وبعض شيوخ القبائل من الذين كتب ووزع لهم نظام صالح آباراً من باب العطايا المحرمة والتي لا يقرها شرع ولا قانون فهو يعطي مالا يملك لمن لا يستحق لكسب ولاء المشايخ وزعماء القبائل الفاسدين. تقرير هام جداً قرأته للباحث الروسي سيرجي نيكالايف من جامعة بطرس بورج وهي واحدة من أكبر الجامعات الروسية وهو باحث متخصص في سياسات الخليج والجزيرة العربية يقول أن وراء كل القلاقل والحروب في اليمن هي شركات النفط التي تنهب ثروات اليمن بمساعدة الفاسدين من المسئولين في الدولة من النظام السابق وعليك أيها القارئ أن تعلم بأن ما نهبته هذه الشركات النفطية مدعومة بحكوماتها الغربية قد وصل إلى 400مليار دولار (أربعمائة مليار دولار) منذ العام 1994 وحتى يومنا هذا. وقدر التقرير بأن كمية النفط اليومية التي تستخرج حالياً من الحقول الحالية هي أكثر من مليون برميل يومياً ولا يصل لخزينة الدولة منها سوى 230 ألف برميل فقط, أي أقل من الربع, والباقي يذهب لمافيا الشركات النفطية والتي ترمي بدورها الفتات للفاسدين الذين سهلوا لهذه الشركات الاستيلاء ونهب ثروات بلادهم. نوه التقرير المذكور أيضاً أن هناك قطاعات نفطية واسعة لم يعلن عنها بعد مثل القطاعات 93-94-95-96 في سقطرى وقطاعات 46-61- 62-63 في خليج عدن وقطاعات 22-23-24 في البحر الأحمر وأيضاً قطاعات عديدة في الجوفومأرب وفي تهامة كلها قطاعات غنية بالنفط ولا يعلم نظام الحكم الجديد شيئا عن حجمها الحقيقي وكميات النفط فيها ابتداءً من الرئيس هادي ورئيس وزرائه باسندوه مروراً بوزير النفط فهؤلاء لا يعلمون الحجم الحقيقي لكميات النفط في اليمن وتدار منظومة النفط في اليمن عن طريق هذه المافيا اتي تتكون من الشركات الأجنبية ومن يشاركها من الفاسدين من رجال الحكم السابق والفاسدين من شيوخ القبائل في اليمن. وتطرق التقرير أيضاً للتفجيرات المستمرة لأنابيب النفط في اليمن ووصفها بأنها لعبة سياسية وتضارب مصالح بين المتنفذين في الدولة من المسؤولين السابقين والحاليين وتلك الشركات العاملة في حقول النفط اليمنية من جانب ولاعبين جدد يريدون أن يحصلوا على نصيبهم من هذه الثروة السائبة من جانب آخر هذه الثروة التي لا تسيطر عليها الدولة والتي أشغلت بشكل متعمد في الحروب والقلاقل مثل الحراك الجنوبي وعمليات الاغتيالات والقلاقل الداخلية الأخرى والتي تفتعلها هذه الشركات بمساعدة وتنفيذ وإخراج نظام علي صالح والذي يلعب الدور الأكبر في مسلسل نهب ثروات اليمن. تطرق التقرير عن ثورة التغيير الشبابية فقال أن التغيير لا بد أن يكون شاملاً وأن أي ثورة لا بد أن تعمل على التغيير في كل المجالات وكان يجب عليها أن تنهي حقبة الماضي بشكل كامل ولكن الثورة في اليمن تم احتواؤها من الأطراف النافذة التي تتحكم في الثروة وتتحكم في حياة الناس. ويرى الباحث الروسي كذلك بأن الحوار الوطني هو عملية ورقية لن تغير من الواقع الفعلي شيئاً يذكر سوى في بعض الصراعات التي تجري بين القوى النافذة على الساحة اليمنية والتي يتضرر منها الشعب اليمني وليس هؤلاء المتنفذين. تقرير مهم جداً قد لا تكون المعلومات التي وردت فيه صحيحة 100% ولكنه أماط اللثام عن العديد من الحقائق و أوجد اجابات للعديد من الموضوعات والحقائق التي كانت غائبة وسلط الضوء على الأسباب الخفية للصراع في اليمن وكشف بأنه صراع مصالح نفوذ مالي وتحكم في ثروات اليمن عن طريق السيطرة على مقاليد السلطة وهذا ما يفسر لنا استماتة الرئيس السابق واسرته والفاسدين من حوله وتشبثهم على الاستمرار في السلطة حتى يحافظوا على الاستمرار في نهب ثروة البلاد. نتمنى من القائمين على السلطة في اليمن حالياً بأن يعيدوا لليمن ثرواته المنهوبة عن طريق تحجيم هذه الشركات والضرب بيد من حديد على هؤلاء الفاسدين والعابثين بأمن اليمن وسلامته فاليمن غني جداً بثرواته النفطية والغازية والمعدنية والسمكية والزراعية ولكنه فقير جداً في أبنائه المخلصين والوطنيين والمحبين له.