ثمة أقلام انغمست في وحل الارتزاق. فنانون وكتابا نحروا إنسانيتهم قربانا في معبد أنصاف المثقفين الذين يتحكمون في صيرورة ثقافتنا ويدينون بالولاء المطلق لبقايا أنظمة تعادي كل ما يمت بصلة إلى الفكر الحر الخلاق.. يحدث هذا في وطننا العربي كما يحدث في كل البلدان التي تفتقد لروح الديموقراطية وتسودها منظومات حكم قمعية ورجعية ومنغلقة على نفسها. إنهم يبحثون عن الشهرة وبأي ثمن، لكن سرعان ما تنكشف سوأتهم ويظهر للجميع كم هم فقراء أخلاق ومثيري شفقه.. ما الذي جعل الكاتب الروسي الشهير ليو تولستوي يرفض جائزة نوبل حين عرضت عليه في دورتها الأولى؟ وجاء رده مكللا بالقناعة والثقة العالية بالنفس "شكرا لكم وأرى من الأفضل أن تمنحوا كل هذا المال لناس القوقاز الفقراء الذين يموتون جوعا، فهم أولى بها" لقد كان موقنا أن قيمة الفن الخالد لا يمكن أن تتوقف على جائزة مرموقة أو تكريم عابر، وأن شهرة هذا الفن ستنبع من داخله، من شموله، من انسانيته من عظمته وعمقه وثرائه.. ولذلك لن تفلح أرقى جوائز الكوكب في تجميله وتحسينه إن افتقد هذه الخصائص.