إيران والحوثيون: انكشف الدور الإيراني في اليمن في العام 2011م أي منذ بداية اندلاع الثورة الشعبية السلمية على نحو غير مسبوق فقد ظل في السنوات السابقة يقتصر على الدور الإعلامي, وظهر تدخلها الإعلامي والسياسي السافر في دعمها غير المحدود للجماعة الحوثية. والواقع أن الحوثيين لا ينكرون علاقتهم بالسياسة الإيرانية وإعجابهم غير المحدود بها وبأدوارها في المنطقة, وإن أنكروا تبعيتهم لها ولا ينتظر منهم أومن سواهم أن يعلنوا غير ذلك, بيد أن مجمل المعطيات على الصعيد الإعلامي والسياسي والمالي تؤكد فرضية ذلك التأثير, وقيام تلك التبعية لاسيما مع التطورات الأخيرة التي أفضت إلى فتح جبهة كبيرة للحوثيين, حيث لا مبرر حقيقي لهم لإحداث تلك المجازر وارتكاب مختلف الفظائع وإعلان حرب ضروس شاملة بينهم وبين أبناء المنطقة من القبائل هنالك ذهب ضحيتها العشرات أكثرهم من طرفهم سوى تنفيذ أجنده خارجية(إيرانية) . إيران تدعم الحوثي بالأسلحة لإ نه إذا سيطر الحوثي على أكبر مساحة جغرافية في اليمن فإن ذلك يحقق مشروع إيران الاستعماري التوسعي وهو إقامة دولة شيعية في اليمن تنطلق منها إيران كقاعدة للسيطرة على السعودية والخليج, لذلك تسعي إيران لإ يجاد قوة تعمل على تهيئة المجتمع ثقافياً وسياسياً واقتصادياً لإحداث الانسجام والتوافق مع البيئة المذهبية لإيران لتحقيق هدف السيطرة لاحقاً. كذلك فإن إيران تدعم الحراك الجنوبي المسلح بالأسلحة وقد ضبطت سفن إيرانية محمله بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة لدعم الحراك الجنوبي المسلح والحوثيين ولم يعد ذلك خافياً على أحد. وكذلك تدعم إيران المخلوع ونظامه, ولقد دعم المشائخ الموالين للمخلوع علي عبدالله صالح الحوثيين وسهلوا سيطرتهم على المناطق التي يسيطرون عليها في حاشد. مشروع الحوثي هو مشروع إنقلابي يسعي للهجوم على العاصمة صنعاء والإنقلاب على النظام الجمهوري ومكتسبات الثورة السلمية وإعادة النظام الكهنوتي الأمامي وبذلك يتركز الحكم في اليمن بيد أسرة أو عائلة بيدها السلطات المطلقة ونعود إلى التخلف وقد أصبح من المستحيل أن تعود عجلة التاريخ إلى الوراء بعد أن قدمنا مئات الشهداء, فقد التقت أهداف هذا الثالوث وهم الحوثيون وبقايا نظام صالح والحراك الجنوبي المسلح والذين ينفذون الأجندة الإيرانية .