تلتهم سكينتنا نيران حرائقه الاّخذة في التصاعد والإتساع يوما بعد اّخر, تحرق أعصابنا محارقه بحق السكان الأصليين في المناطق الخاضعة لسيطرة آلته الحربية الهوجاء, ومليشياته المتحمسة لزراعة الأرض بألغام الموت لتحصد عشرات اليمنيين الأبرياء الذين لا يملكون تفسيرا للأمر يواسون به فزعهم سوى أن الدولة تخلت عن واجب حمايتهم دونما سبب .. وتركتهم فريسة سائغة لسباع الحوثي التي لا ترحم ..!! ما هذا الذي يحدث ؟! هل أصبح إرهابي مران مخيفا, ومرعبا للدولة إلى الحد الذي صار مسموحا له بأن يقتل ويعبث ويتمرد على مرأى ومسمع من الدولة, ويضع عليها شروطه المذلة في مقابل أن يملئ جسمه كرسيا يظن أنه خصص لمقعده الطاهر ! وبدونه سيفشل الحوار الوطني ! ويجهض مشروع التغيير ! وتنتكس الثورة ..! ويجد في شروطه الخرقاء هذه فرصته لاستعراض هيام روحه الخبيثة بمدينتنا ,ومغازلتها بالعزف على وتر مظلوميتها, على ذلك النحو الشائه الذي اعتاد عليه دائما.. ياااا الله ما هذا الغباء, وهذه السخافة ! من قال للحوثي بأن تعز تتطلع برجاء إلى تكرمه بوضع مأساتها على قائمة شروطه للدخول في الحوار الوطني ؟ شيء ما يحدث لا يروق لي أيها السادة ! ثمة من خدع الحوثي, ورسم في مخيلته صورة مغلوطة عن هذه المدينة, فالأذكياء لا يلعبون السياسة على ذلك النحو من الغباء الذي يبدوا عليه الحوثي حينما يغازل مدينتا. ثمة تعز أخرى غير تلك التي جرى حشوها على عجل في رأس"السيد " أثناء نوبة هيام مجنون لتناسب مقاسات حلمه المريض, تعز كبيرة ,سامقة, لا تستوعبها مخيلات الصغار ولو كانوا ( سادة ), تعز نظيفة لا تتشرب اللوث أيا كان سياسيا, أو ثقافيا, أو فكريا..( ثمة تعز لا تبيع يا حوثي )..! على عجل وضع الحوثي شروطه ال (10 ) للمشاركة في الحوار الوطني القادم ثم أدار ظهره بأنفه نفختها سنوات التخاذل الرسمي, ودخل غرفة العمليات العسكرية التابعة له للإشراف على مجريات حرب مقدسة وحامية الوطيس تخوضها مليشياته مع صهاينة عاهم وكشر وكتاف ودماج ! استحضر الآن شريط الذاكرة القديمة فتغمرني موجة من الأسى والحسرة, قبل أربع سنوات فقط كانت الدولة تفرض شروطها المذلة على الحوثي الباحث عن النجاة, في وسط أرض محروقة, ومفخخة بالمصائد تطوقها من كل الجهات ألوية الجيش الوطني الباسل وبالرغم من المؤامرات التي حيكت له في ( مطابخ القائد الأعلى للقوات المسلحة سابقا), للزج به في محرقة صعدة مجردا من كل أشكال العتاد العسكري الحديث ,فقد خرج هذا الجيش منتصرا, وفرض شروطه لإنهاء القتال على أرض المعركة, وقبل بها الحوثي آنذاك ذليلا صاغرا معلنا رضوخه لشرعية القانون, والتزامه به كتعبير واضح وجلي عن خيبة قارصة تجتاح أعماقه بعد هزيمة نكراء مني بها, كبحت جماح نزعة التمرد المستفحلة في أعماق نفسه الموغرة بالأحقاد والشرور, وروحه الأسيرة لمغامرات الشيطان الرجيم.! وضعت الدولة يومها ممثلة بالجيش الوطني ستة شروط لإنهاء القتال , فيما الحوثي يضع اليوم ( 10) شروط على طاولة الدولة فما الذي تغير بعد هذه السنوات القليلة التي مضت ؟ العصابة هي ذاتها العصابة ما تزال خارجة عن الشرعية والنظام والقانون! فقط هي اليوم أكثر تسليحا, وأقوى عودا, وأكثر نزوعا للتمرد والسيطرة واستعباد الناس ! هل غابت الدولة , أم تلاشت فكرة فرض هيبة الدولة من أذهان المسؤولين ؟ لست بوقا للفتنة, ولا أنا داعية حرب, بل إنسانا غيورا على وطنه ودولته, وانعكاسا لهذه الغيرة أرى أنه من المعيب أن تسقط فكرة كهذه من أذهان القابضين على زمام السلطة في البلد, كما أنه من العار أن تصبح مسألة كهذه عرضة للمساومة, ثمة نظام ينتهك في صعدة وقانون في مهب السخرية والعبث .. وثمة أروح بريئة تتخطفها رصاصات القتل في ( قارة الشمال )الخارجة عن سيطرة الدولة, والخاضعة عمليا لسيطرة فرق الموت التابعة لعبد الملك الحوثي ..! لست متحاملا على الحوثي ولا غيره .. لا أكن الحقد لأي إنسان في هذا العالم, وليس لدي من الوقت ما يكفي لكراهية الناس, لكنني أجد في الرجل ما يستفز ضميري, ويثير كوامن غيظي, ولهذا لا أحد يتوقع مني بالطبع أن أكيل المديح لقاتل, ولا أن أضع الفل على رقبة جزار لا يرحم ! خليق بي أن أشري الفل من حر مالي ,وأنثره فوق قبور ضحايا مليشيات الحوثي ,الذين حصدتهم ألغامه القاتله, وغادروا عالمنا قسرا في أوقات مبكرة من أعمارهم ...! في حجة يوجد حوثي أخر غير الذي نجده في منشورات توزع بكثافة على ساحات الثورة.. يرتبط اسمه هناك بالموت, وتستفز ذاكرة أبناء حجة مشاهد الأشلاء المتطايرة, والجثث المتفحمة تحت الرمال وفوق الألغام مع كل بروز لصورة السيد على شاشات التلفزة, وفي واجهات الصحف وحيطان المواقع الالكترونية ! لا أتعمد استثارة كراهية ثوار تعز ضد الحوثي, الذي يغازل مدينتنا هذه الأيام على نحو مثير للشفقة. فإرهابي مران الذي يحل بالألغام والجنازير .. المشاكل التي تقف عائقا أمام نزعته التوسعية لا يمكنه أن يحظى ب ( سنتيمتر واحد ) احترام في قلوب أبناء هذه المحافظة المدنية المسالمة ..! ما يؤلم حجة ودماج يؤلم تعز, والعكس وليس هناك من فرق بين مجازر الحوثي ومجازر قيران, فكلاها مجازر, ويتعين علينا جميعا إدانتها, والمطالبة بتقديم مرتكبيها إلى قاعات المحاكم, لينزل بهم قضاء الثورة عقوبته, ويقول فيهم كلمته الفاصلة .. والحاسمة !!