ثمة صنفان من المولعين لدينا في اليمن : الأول: مولعٌ بالحوار والمسار السياسي, وهؤلاء هم ممن كانوا يوسمون بالمعارضة وغدوا من (المتقاسمين الجدد)! وهم كمن يعولُ على سراب بقيعة؛ لأن استقراء خبرة مسارهم السياسي وحواراتٍهم السابقة مع الآخر الخصم, قد كانت للحمل الكاذب أقرب, ومن المحزن أنهم لا يتعظون! أما الصنف الثاني: وهم الخصوم والحاكمون الآفلون, هؤلاء يجيدون المكر, ويحترفون الخداع والتحايل؛ فهم لا يحاورون, بل يناورون ويخاتلون! تجدهم يلوكون مصطلحات الحوار والسياسة, وأيديهم إلى الزناد أقرب, ومن المؤسف أنهم لا يتعظون , ولا يتوبون ! يا أنصار الثورة وأنصار المسار السياسي معاً : لقد خبرتم وخبرنا خصومكم وخصومنا, وتبين لنا ولكم , أنهم بارعون في القنص والقتل, بل ومازالوا مولعين بهما, وإن تدثروا بعباءة الحوار, وتصنعوا لغة السياسة! فماذا أنتم صانعون؟ إذا كان المؤمن لا يُلدغ من جُحر مرتين؛ فنحن مؤمنون وثائرون, ولن نُخدع من خصمٍ مرتين, أو نُلدغ منه ثلاث وأربع ! نعم: نحن نعترف بالآخر الخصم ونتسامح تجاهه؛ بشرط توقفه عن غيه وإمعانه في القتل, وكذا يتعين محاسبة الجلاد وإنصاف الضحية. وهذا لن يتأتى إلا بنصرة الثورة, وتحقيق أهدافها, لا خذلانها, والتعامل معها كأزمة, بل كمشكلة! لسنا دعاة حربٍ وقتل, ولكننا في الوقت ذاته لن نقبل بأن نكون ضحايا باستمرار لجلادٍ يستأسد ويفسد يوما تلو آخر, ولا يتعظ أو يُردع! نعم فقد آن الأوان لمحاسبة الجلاد , وإنصاف الضحية . وحينئذٍ , فليتحاور المتحاورون . ختاما: أيها الشركاء إذا كنتم مولعين بالسياسة, وبالحوار لذاته, والخصوم مولعين بالقهر والقتل؛ فنحن ما عدنا نطيقُ ولعكم وولعهم؛ فتضحياتنا كبيرة, وإذا كان ولا بُد من الولع, فولعنا بالثورة أقوى, وليكن لكلٍ من�'ا وَلَعُه, وإن غداً لناظره قريب, أيها المولعون.