دعا حزب المؤتمر الشعبي العام (شريك في الحكومة) جماعة الحوثي إلى إعلان برنامجهم السياسي ورؤيتهم للدولة، وأكد رفضه للفيدرالية الشطرية أو المذهبية. وقال الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام أحمد عبيد بن دغر أن المركزية الشديدة المتبعة في نظام الحكم في اليمن دمرت النسيج الاجتماعي، وراكمت الأخطاء والأحقاد، حتى كادت تقضي على الوحدة الوطنية، مشيرا إلى ضرورة البحث عن النظام السياسي الذي يحقق الاستقرار في اليمن وينزع عوامل الفتنة –حد تعبيره. وألقى بن دغر كلمة المؤتمر الشعبي العام في احتفالية نظمها الحزب اليوم بصنعاء احتفاء بالذكرى الثلاثين لتأسيسه عام 82م. وأكد بن دغر أن حزب المؤتمر سيناقش مع فرقاء الحياة السياسية في مؤتمر الحوار الوطني القادم كل الموضوعات "منفتحين على كل الرؤى، طالما كانت القاعدة هي مصلحة الوطن والشعب اليمني ليس لدينا سقوفاً أو خطوطاً حمراء أو شروطاً مسبقة". مشددا على رفض المؤتمر أن تكون الدولة القادمة فيدرالية بين شطرين أو بين مذهبين. وأضاف: "نرفض في شأن هذه الدولة القادمة أمرين محددين، دولة فيدرالية بين شطرين، أو دولة فيدرالية بين طائفتين، نرفض الأولى لأنها الخطوة الأخيرة نحو الانفصال، ونرفض دعاتها دعاة فك الارتباط على اختلاق أطروحاتهم، ومواقفهم ونرفض الثانية لأننا ندرك أن نهايتها هي الأخرى هلاكاً لليمن، وهدراً لنضالات أبنائه الأبرار على مدى قرن أو يكاد من الزمن وتدميراً لكيانه وهويته وتاريخه". وقال أن المؤتمر سيعمل "من أجل رأب الصدع الذي اتسعت رقعته مع أهلنا في المحافظات الجنوبية والشرقية"، مؤكدا الوقوف معهم ضد أي شكل من أشكال الظلم أو الإقصاء أو المصادرة للحقوق والحريات. وخاطب بن دغر أبناء المحافظات الجنوبية قائلا: "تذكروا أخوتنا في الجنوب أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فالوحدة ملكنا جميعاً ومصيرها يتوقف علينا جميعاً، فليس من حق طرف أن يقرر وحده مصير الوحدة، كما تذكروا أن الأخطاء التاريخية القاتلة إذا ما حدثت فإن تداعياتها لا يعلمها سوى علام الغيوب، وأن آثارها ستكون كارثية على اليمن كله". ودعا بن دغر الحوثيين إلى إعلان برنامجهم السياسي ورؤيتهم للدولة، مؤكدا رفض الحزب أن يضطهد أحد بسبب مذهبه أو معتقده. وخاطب جماعة الحوثي قائلا: "نحن نربأ بكم أن تجروا اليمن إلى صراع طائفي، سوف يدمر مقومات الدولة والمجتمع، نقولها لكم". وأضاف: "ونقولها لإخواننا خصومكم حلفائكم بالأمس في الحركة الإسلامية إن اليمن أمانة في أعناقكم، وأننا لنرى وميض نار طائفية تزحف علينا، فأطفؤها أنتم وحلفاء الأمس قبل أن تأكل الأخضر واليابس، فإن أكثر الحروب الأهلية تدميراً للأوطان هي الحروب الطائفية، فهي لا تبقى ولا تذر، وإننا نعتقد بأن قياداتكم تدرك هذا، ونتوقع منها موقفاً إيجابياً في الحوار الوطني". واستطرد: " إن كانت شكواكم من ظلم أو عسف أو اضطهاد مس أو يمس عقيدتكم أو بعض حقوقكم في الحرية والعيش بأمان كما نبأ إلى علمنا فإننا معكم نرفض أن يضطهد أحد بسبب مذهبه، أو معتقده أياً كان". وأكد بن دغر دعم حزب المؤتمر لكل خطوات الرئيس عبدربه منصور هادي في توحيد الجيش والأمن تحت قيادة عسكرية وسياسية واحدة. واعتبر أن الخطر الماثل "هو في استمرار هذا الخصام الذي لا معنى له ولا مصلحة فيه للشعب أو الوطن". وقال إن توحيد الجيش والأمن "هو تحدي حقيقي وكبير أمام القوى الوطنية، فالسلام الحقيقي والدائم لا يمكن صناعته إلا في ظل وجود جيش وطني موحد ومهني مهمته الدفاع عن الوطن، لا الخوض في السياسة". وأشار إلى أن التجربة العسكرية الطويلة والخبرة السياسية "المميزة" للرئيس هادي تمكنه من إنجاز هذه المهمة وتجاوز هذا التحدي. وأضاف: "فتجربته، وحب الناس له، وشرعيته الدستورية المستمدة من إرادة الشعب تعطيه الحق وتمنحه التفويض على اتخاذ القرار".