مذهلة هي الردود والتعليقات "الإيجابية" الصادرة عن شباب الثورة والناشطين فيها والشخصيات السياسية والتكتلات الحزبية (اللقاء المشترك) حيال القرارات التي أعلنها قبل ساعات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بشأن توحيد كل من الجيش والأمن. وربما الآن –فقط- نستطيع فهم تباطؤ الرئيس في اتخاذ هذه القرارات التي ظل الشعب اليمني ينتظرها طيلة عام كامل، ولا يزال ينتظر بقيتها، خاصة وأن أحمد علي صالح ما يزال قائدا للحرس الجمهوري، وأكثر الألوية التي تتبعه –إن لم يكن جميعها- قد تعينت قياداتها على أسس جغرافية وعلى أسس الولاء الشخصي لصالح ونجله. أي أن عدم الاستجابة للمطالبة الشعبية –بما فيها المطالب المنصوص عليها في المبادرة الخليجية وآليتها- وترك الناس حتى يبلغ بهم اليأس منتهاه، يضمن تأييدهم الجارف والأعمى بمجرد صدور القرار، ويفرغ احتقانهم!! كل ما يهم الناس في هذه القرارات ويجلب لهم الفرحة والسعادة هو قرار إقالة يحيى محمد عبدالله صالح ليلحق بمن سبقوه من رموز "العائلة" المقالين، وهو بالفعل قرار جالب للسعادة وفي غاية الأهمية، إلا أنه لا يكاد هناك من يقف متأملا ليرى إن كنا بهذه القرارات والقرارات المثيلة السابقة نقدم حلا للمشكلة، أم نحل المشكلة ونؤسس لأخرى تحمل ذات الشكل والطابع!؟ من هذه الزاوية يمكن النظر إلى هذه القرارات الأخيرة والأخرى الصادرة سابقا، لبدو الرئيس هادي -من خلالها- وكأنه يزيح "عائلة" ويحل محلها "منطقة"، أو يحل محلها "تيار" بتعبير آخر. ويلفت الانتباه في هذه القرارات –على سبيل المثال- تشكيل "مجموعة الصواريخ" التي قضى القرار "بارتباطها هيكليا" بالقائد الأعلى للقوات المسلحة، ولا يزال منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة لصيقا بمنصب رئيس الجمهورية!! وذات الأمر بالنسبة ل"ألوية الحماية الخاصة". أما "العمليات الخاصة" فقد قضى القرار "بخضوعها عمليا" للقائد الأعلى!! وهكذا، يبدو الرئيس هادي كما لو أنه يضحك الشعب اليمني بقرار، ويضحك عليهم بمئة قرار!! [email protected]