هناك سلوكيات يجب على قيادات الحراك الجنوبي أن تنأ عنها وأن تتبرا منها وهي - رفض أي حركة او مسيرة لأي مكون غير الداعي لفك الارتباط - لأنه ومن غير المعقول أن يعيش الجنوب يسير من قهر الى قهر ولأنه لا توجد في قوامس السياسة دكتاتورية محمودة وأخرى مذمومة. كلها مذموم وفاعلها مذموم ايضا ولا توجد اهداف وغاية نبيلة تتحقق بطرق واساليب ملتوية. ما حدث اليوم لأبناء المسيمير من تقطع على يد انصار الحراك في منطقة كرش لهو مدعاة للاستهجان من ناحية والاستغراب من ناجية أخرى. هل من المعقول أن يسير الحراك في الخط الذي سار عليه المخلوع علي صالح من قبل في الظلم والقهر وتكميم الأفواه ولا صوت يعلو فوق صوته. ابناء المسيمير ليسوا دحابشة بل هم من الجنوبيين الخلص ولهم الحق الكامل في التعبير عن آرائهم وإن كانت مخالفة لرأي المجموع. ستبقى القضية الجنوبية تتناوشها الايادي من كل جانب اذا كانت هذه الطريقة التي يتعامل بها الحراك مع المعارضة له بل ستفت في عضد الجسد الجنوبي لأن أبناء الجنوب سيتساءلون عن الديمقراطية التي يتغنى بها بعض القيادات كيف سيمارسونها عليهم بعد ذلك إذا وصلت السلطة الى اياديهم هل سيكون كل من قال كلمة تلقى اليه التهم الجاهزة (عميل للاحتلال).أدعوكم الى أن تمارسوا الديمقراطية سلوكا قبل ان تكون معرفة وثقافة، دعوا حرية الرأي واحترام التعدد والتنوع هو النهج لحركتك. ستحققون بها كل اردتم بما فيها خيار فك الارتباط دون الدعوة الى كفاح مسلح ودون استجداء الحلول ممن لا يعرفونها ولا يؤمنون بها. لماذا التخوف والتوجس من مسيرة سيقيمها حزب الاصلاح أو أحزاب المشترك؟ اليس المؤتمر هو من ظلمكم واتباعه أعوانا للاحتلال وسماسرة له؟ فلماذا التفرد بحزب الاصلاح والتشويه المتعمد له؟ أنتم تقولون بأنه لا يوجد له أنصار وليس له شعبيه فلماذا القلق ينتابكم. في الصحف والمجلات والفضائيات وفي المقايل والاسمار ليس لكم حديث سوى مسير سيقيمها حزب الاصلاح. أنا اقول دعوا حزب الاصلاح يظهر حجمه الحقيقي ستحققون شيئين اثنين. احترام الرأي والرأي الاخر والذي سيكسبكم اعتزاز وثقة لدى الغير سيحكم عليكم الاخر بأنكم ديمقراطيون. عندما يتم إلغاء مسيرة مناهضة لفك الارتباط بدعوة انها ستمارس تضليل للرأي العام والعالمي والاقليمي في اعتقادي هذه سذاجة لأن رأيكم قد عرف من قبل وفي ساحات التصالح والتسامح ووصل الى كل دول الاقليم والى المجتمع الدولي. مليونية التصالح والتسامح في ساحات العروض القت بضلالها على دول الاقليم وكانت الباب الاوسع والتي حركت الدوائر في الدول الغربية ولكن ولان هناك حاجة في نفس يعقوب رفض تلك الدول أن تقول كلمة واحدة تجاه تلك المليونية. لكني أقول ما سيصل اليه المجتمع الدولي هو ان هذه الحركة غير قابلة للتعايش مع غيرها وهذا مضر للحراك والذي تحدث بأكثر من مناسبة أنه سيحكم الجنوب بديمقراطية وفدرالية من عدة اقاليم جنوبية. ما مارسه انصار الحراك اليوم في كرش مع مسيرة المسيمير وكذا مع الشيخ سالم الخضر والذين يعرفونه كل أبناء كرش بما فيهم الحراكييون لأنه من نفس المنطقة كرش وكان مديرا للتربية هناك وعضو مجلس محلي عن كرش فكيف يتم التعامل معه بهذا الاستخفاف. عندما قام انصار الحراك واطلقوا عليه النار وتناوشت سيارته رصاص الحراك من كل جانب والحمد لله انه لم يصب بأذى والا لكانت كارثة في المنطقة هل يعتقد من قام بهذا الفعل أنه نصر القضية الجنوبية وأن المجتمع الدولي والاقليمي سيوقع بعدها على فك الارتباط – هذه الدول لا تعرف الا مصالحها فقط فلا هي مع الوحدة اذا تضررت مصالحها ولا هي مع فك الارتباط اذا هددت مصالحها ايضا – في كرش الكل معه قبيلته ولكل قبيلة وسائلها واذا ما أضرمت النيران لا سمح الله فلن نستطيع اخمادها واذا ما أخمد اللهب بقي الجمر تحت الرماد.