تصاعد التوتر مؤخرا بين جماعة الحوثي في صعدة وحزب الإصلاح اليمني الشريك بحكومة الوفاق، الذي شكا من تزايد اعتداءات الحوثيين التي تطال أعضاءه ومقراته، بينما حذر مراقبون من تأثير أي صراع بين الطرفين على أعمال مؤتمر الحوار الوطني. وكان الإصلاح اتهم مسلحي الحوثي بارتكاب "اعتداءات همجية" بصعدة، وقال إنهم يقومون بأعمال "ترويع وانتهاكات صارخة بحق أبناء صعدة، تمثلت باقتحام مساجد ومنازل المواطنين والتضييق عليهم وتقييد حريتهم واعتقال العديد منهم وممارسة أبشع صنوف التعذيب بحقهم بالسجون والمعتقلات الحوثية". واللافت هو اتهام حزب الإصلاح للحوثيين بأنهم "جماعة إرهابية"، بل إنه اعتبر أن ما تقوم به في صعدة، يعد جزءا من مشروع الفوضى والعنف "يرمون من خلاله لجر البلاد لمربع الاحتراب، وإحباط مشروع الثورة الشعبية السلمية". أخونة الدولة في المقابل اعتبر البرلماني عبد الكريم جدبان، عضو مؤتمر الحوار الوطني عن جماعة الحوثي، أن اتهامات الإصلاح للحوثيين باستخدام العنف والقوة وارتكاب الانتهاكات ضد المواطنين، كلها كذب وافتراء. واتهم جدبان في حديث للجزيرة نت حزب الإصلاح بالضيق بالآخر، وقال إن الإصلاح يسعى ل"أخونة" الدولة والسيطرة على مفاصلها، ومحاولة فرض "مناهج تكفيرية وهابية بالمدارس والجامعات". كما اتهم الإصلاح بتجنيد أكثر من مائة ألف من أعضائه بقوات الجيش والأمن، وذلك "بإطار محاولتهم السيطرة والاستحواذ على السلطة، وأشار إلى أن الإصلاح الآن بات هو المسيطر على الحكومة اليمنية، ومجلس الوزراء يأتمر بأمره". وقال جدبان إن "أنصار الله" -وهو الاسم الذي يطلقه الحوثيون على أنفسهم- يشاركون بمؤتمر الحوار الوطني، رغم أنهم كانوا يعارضون المبادرة الخليجية، ولكنهم ارتضوا الذهاب للحوار من أجل الخروج بالوطن لبر الأمان، وأن يشارك الجميع بصنع مستقبل البلد. انتهاكات من جانبه اعتبر فؤاد العلوي مدير منظمة "سواء" لمناهضة التمييز، بتصريح للجزيرة نت أن ما يجري بصعدة من تشريد واعتقالات وقتل لمخالفي جماعة الحوثي يعد انتهاكا صريحا لحقوق الإنسان، كما يعد اضطهادا دينيا عنصريا، يخالف المواثيق والمعاهدات الدولية. كما انتقد ما أسماها "تناقضات" الحوثيين، وقال إن "جماعة الحوثي ترفع شعار الدولة المدنية، مع أن زعيمها "عبدالملك الحوثي" يعد من الثوابت الدينية لدى أتباعه، كما أن هذه الجماعة ما زالت غير مستعدة لتكون حزبا سياسيا مثلها مثل بقية الحركات الدينية ك"السلفيين" الذين كانوا يحرمون الحزبية". وعبّر عن خشيته من انقلاب جماعة الحوثي على نتائج مؤتمر الحوار الوطني بحال كانت نتائجه غير منسجمة مع مشروعهم، وقال "إنهم يأملون من مؤتمر الحوار أن يفضي لتقاسم للسلطة وللجغرافيا، وإن تحقق ذلك فستكون الجماعة قد وفرت على نفسها تكاليف الدخول بحرب غير معلومة النتائج". بدوره يرى الباحث السياسي غائب حواس أن الحوثيين استغلوا مشاركتهم بمؤتمر الحوار الوطني لتوسيع نفوذهم بالمناطق المجاورة لصعدة، ونشر خلاياهم المسلحة بالعاصمة صنعاء ومحافظات ذمار وتعز، ومناطق بجنوب البلاد. كما عاب على الإصلاح والقوى السياسية والحكومة القبول بدخول الحوثيين مؤتمر الحوار الوطني، قبل أن يفرض عليهم التخلي عن السلاح والعنف، وطالب باتخاذ موقف قيمي وقانوني من مليشيا الحوثي التي قال إنها تمارس العنف والاضطهاد والانتهاكات اليومية ضد سكان محافظة صعدة، وبغياب وجود الدولة وأجهزتها الأمنية والإدارية.