الوثائق التي نشرها موقع “ويكليكس” والمسربة إليه من الخارجية الأمريكية بينت أن اللقاءات والاجتماعات السرية التي تمت بين الشيخ حميد الأحمر وبين السفير الأمريكي بصنعاء ومسؤولين أمريكيين آخرين كانت كثيرة، ولم يتم الإعلان عنها في وقتها ولا فحوى ما دار فيها بين الجانبين، على خلاف اللقاءات المعلنة الأخرى التي تعقد بين سفراء ومسؤولين أجانب وبين قيادات حزبية من المشترك أو المؤتمر أو غيرهما. وثائق و"يكليكس" الأخيرة التي أرسلت من السفارة الأمريكية بصنعاء إلى الإدارة الأمريكية في العاصمة واشنطن، هي عبارة عن محاضر تم فيها تسجيل ما دار بين حميد الأحمر والمسؤولين الأمريكيين في الاجتماعات التي تمت خلال عام 2009م بين الجانبين.. واللافت فيها أمران أساسيان الأول كثرة تلك الاجتماعات واللقاءات التي تم الكشف عنها، وذلك على عكس ما اعتاد حميد الأحمر تكراره أمام الرأي العام اليمني عن عدم ركونه إلى الأمريكيين وعدم حرصه على إجراء اتصالات معهم حول الشأن الداخلي اليمني، والأمر الثاني في هذه الوثائق هو مضمونها، حيث تبين تلك المحاضر أن حميد الأحمر كان يناقش الأمريكيين في أدق التفاصيل في الشأن اليمني، إلى جانب أنه كان يطلعهم على خططه السياسية وشركائه في تنفيذها على أرض الواقع، فقد قال للأمريكيين مثلاً في نهاية عام 2009 أنه يعتزم تنفيذ خطة لإرباك الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وبما يؤدي إلى إسقاط نظامه وتمهيد الطريق لحزب الإصلاح لتولي السلطة، وأن ذلك سيتم باستقطاب اللواء علي محسن، وهذا ما تم في الأخير عن طريق إعلان علي محسن تمرده العسكري في 21 مارس 2011.. وقال حميد للأمريكيين إن خطته لإرباك الرئيس وتنحيته عن السلطة تعتمد على نشر الفوضى، ولكنها ستكون فوضى إيجابية حسب وصفه. حسب إحدى محاضر الاجتماع سأل السفير الأمريكي السابق الشيخ حميد عن رأيه في اللواء علي محسن وهل سيكون رئيساً مقبلاً؟!!... فرد حميد: إنه فاسد وارتكب جرائم كثيرة وامتص جزءاً من النفط اليمني، وهو مفيد لنا كونه مسيطراً على الجيش ويكره الرئيس علي عبدالله صالح، ولكن لا يمكن أن يكون رئيساً لأننا لا نريد أن يكون الرئيس عسكرياً.. إذن من سيكون الرئيس القادم؟!!.. هكذا سأله المسؤول الأمريكي، فكان رد الشيخ: أنا.. لماذا لا يكون أنا؟!!. وقد لفت انتباهي في هذه الوثيقة تناقض الشيخ حميد فيما يقوله للرأي العام اليمني عبر الصحف والقنوات الفضائية، وما يؤمن به حقيقة ويتكلم به في الاجتماعات الخاصة واللقاءات السرية مع الأمريكيين.. فمنذ عام 2008م وحتى اليوم وهو يقترح أمام الرأي العام وعبر الصحف والتلفزة أن يكون الرئيس القادم جنوبياً لضمان وحدة اليمن، بينما يقول في الاجتماعات السرية: “أنا ، لماذا لا يكون أنا”?!!.