إن هناك أناس طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون و لا يقولون إلا ما قيل لهم ولا يفهمون إلى ما يملى عليهم من قبل شياطين الأنس الذين تغلبوا على شياطين الجن وفاقوهم بمراحل وإلا فما معنى أن تقول لأحدهم قال الله قال رسول الله فيقول لك قال زعطان وقال فلتان من منظريهم الذين سخروا علمهم وقوتهم وسلطانهم وأموالهم في سبيل أن يعيثوا في الأرض فساد بدعوى الثورة التي هي بريئة منهم . لقد كان بيان علماء اليمن طعنه نجلاء في نحور أولئك الذين يتاجرون بالدين ويتخذونه سلما لأطماعهم ووسيلة للانتقام من خصومهم وسبيل لتصفية حساباتهم مع الآخرين ونحن على ثقة بأن أولئك النفر من شياطين الإنس لم يسمعوا لبيان ولم يقرءوه وإنما اتخذوا موقف العداء للعلماء لمجرد أنهم قالوا قال الله وقال رسول الله وهذا رأي الدين بالرغم من أولئك الدجالين الذين هاجموا العلماء هم أكثر الناس تمسحا بالدين وأكثر الناس استخدام للدين لتحقيق أغراضهم الدنيوية فلما جاء العلماء الحقيقيون الأفاضل بالقول الفصل لم يعجبهم وهاجوا وماجو وتوعدوا العلماء بالويل والثبور وعظائم الأمور ونعتوهم بأقذر الصفات ولم يخجلوا من أنفسهم فقد أعمى الغضب بصائرهم ولو أنهم قرءوا البيان بعين البصيرة لوجدوا أن العلماء لم يأتوا بشيء من عندهم وان البيان قد تم أخذه من مصادر التشريع الإسلامي النقي الطاهر الذي يمنع إراقة دم مسلم ويمنع إخافة المسلم ويمنع انتهاك الأعراض وسلب الممتلكات . نعم لم يعجبهم بيان علماء اليمن لأن هذا البيان وضع النقاط على الحروف وعرى أولئك المتمسحين بالدين والذي يدعون أنهم محتكرون للدين وأن غيرهم على ضلال بل إن كبيرهم الذي علمهم السحر أفتى على رؤوس الأشهاد أن المواطنين الساكتين الذين لم يخرجوا في المظاهرات أنهم خارجين من الملة أعوذ بالله من غضب الله كيف يأخذ الله العقول فيصيرها هباء منثورا هل يجوز أن يقال عن الشعب اليمني بأكمله أنه خارج من الملة أعوذ بالله من غضب الله هذا عالمهم أفتى بردة الشعب اليمني وهو يخطب في شارع الستين فلما اجتمع علماء اليمن المعتبرين وأصدروا بيان فيه نصيحة دينية للحاكم والمحكوم غضبوا وفقدوا أعصابهم وتطاولا بكل وقاحة على علماء الأمة الذين هم ورثة الأنبياء . لقد وصلنا إلى فترة من الزمن لم يكن أحد يتصور أن نصل اليها فالعلماء الحقيقيون يهاجون وينعتون بأقذر الصفات والجهلة والمتنطعين يتم تقديسهم والاحتفاء يتفاهاتهم ولا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم.