تتواصل في هذه الأثناء في تشيلي عملية انقاذ العمال المحاصرين على عمق سبعمئة متر تحت الأرض وذلك بعد نجاح كبسولة الانقاذ في إخراج 9 من العمال المحاصرين. وفي حال استمر نسق صعود العمال على حاله اي بمعدل نحو ساعة لكل منهم تشمل نزول كبسولة الإنقاذ المعدنية واعداد العامل, فان عملية انقاذ العمال ستنتهي في غضون 24 ساعة. وتجرى تباعا فحوص طبية مبدئية على العمال في المستشفى الميداني الذي أقيم لهذا الغرض، ثم تقوم مروحيات بنقلهم إلى مستشفى آخر لتقديم الرعاية الطبية الكاملة. وقال أطباء إن بعض العمال يعانون من توتر زائد وآخرون من السكري ومشاكل في التنفس، كما يخشى أطباء من إصابتهم بأمراض جلدية نتيجة الفترة التي قضوها على عمق مئات الأمتار تحت الأرض. وكان فلورينسيو افالوس(31 عاما) هو اول العمال الذين جرى انقاذهم، وفور وصوله إلى سطح الأرض علت الصيحات والهتافات ابتهاجا بسلامته. وضم افالوس امام كاميرات التلفزيون التي كانت تبث الحدث مباشرة, ابنه البالغ من العمر سبع سنوات ثم زوجته مونيكا والرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا والعديد من مستقبيله عند فوهة البئر. ثم تم اقتياده سريعا الى مستشفى ميداني اقيم في المكان حيث خضع لسلسلة فحوصات. وتبعه بعد حوالي ساعة زميله ماريو سيبالفيدا(39 عاما)، ومن ثم لحق بهما زميلهما الثالث خوان ايلانيس( 52 عاما) ثم توالى إنقاذ العمال الواحد تلو الآخر. ثقة في النجاح وكان سيبالفيدا يحمل لدى خروجه حقيبة بها بعض من صخور المنجم أعطاها على سبيل الذكرى لعمال الإنقاذ. وبعد إجراء الفحص الطبي حرص سيبالفيدا على عقد مؤتمر صحفي لتوجيه التحية لعمال الإنقاذ، وقال إنه كان واثقا من نجاح عملية الانقاذ. ووصف رئيس تشيلي العملية بالمعجزة مبديا ارتياحه وقال "أول عمالنا اصبح معنا كنا على يقين انهم على قيد الحياة واننا سننقذهم قلنا اننا سنعثر عليهم وعثرنا عليهم والان نقول اننا سننقذهم سالمين وسنفعل". وفي هذا السياق اصدر البيت الابيض بيانا عن الرئيس الامريكي باراك اوباما جاء فيه ان قلوب وصلوات الشعب الامريكي تتجه الى عمال المنجم المحاصرين والى عائلاتهم.واعرب اوباما عن فخره وأعتزازه بالخبراء الامريكيين الذين يساهمون في عملية الانقاذ. انطلاق العملية وكانت تجارب اجريت في آخر لحظة اخرت لعدة ساعات بدء عملية الانقاذ حيث نزل أولا المنقذ مانويل جونزالسس عبر "الكبسولة" المعدنية. رئيس تشيلي حرص على تهنئة العمال بعد خروجهم وبعد ربع ساعة وصل جونزاليس إلى قاع المنجم حيث استقبله العمال بالتصفيق امام كاميرا تم نصبها في المكان. ثم تجمع العمال من حوله للاستماع الى توجيهاته في ورشة اقيمت تحت الارض رفع فيها علم تشيلي. ثم بدأ المنقذ مساعدة أول العمال على اتخاذ موقعه في الكبسولة. وقد وضع المنقذون ترتيب صعود العمال مسبقا على قاعدة اعطاء الاولوية للاكثر "مهارة" ثم "الاضعف" واخيرا "الاقوى" القادرين على تحمل طول الانتظار. ويستغرق صعود الكبسولة في بئر حفر خلال 33 يوما, 15 دقيقة بيد انه مع تحضير كل رحلة يتطلب الامر نحو ساعة لصعود كل عامل. وتم إرسال ملابس خاصة للعمال يرتدوها خلال عملية الصعود داخل الكبسولة، وكانت هذه الملابس من نفس النوع المصمم خصيصا لرواد الفضاء وبها أدوات لمراقبة درجة حرارة الجسم وسرعة التنفس ومعدل ضربات القلب. وكان العمال وهم 32 تشيليا وبوليفي واحد, علقوا في منجم النحاس والذهب بسان خوسيه في صحراء اتاكاما شمالي تشيلي تثر انهيار. وبالاضافة الى 800 شخص من اقارب واصدقاء العمال, تدفق اكثر من الفي صحافي من العالم باسره الى الموقع لتغطية "النهاية السعيدة" لعملية نجاة تحت الارض غير مسبوقة. ومن المقرر ان يصل الرئيس البوليفي ايفو موراليس صباح الاربعاء الى المكان لاستقبال مواطنه كارلوس ماماني لدى اخراجه من البئر. وخلال شهرين اصبح العمال ال 33 نجوما عالميين فارسلت لهم قمصان موقعة من نجوم عالميين لكرة القدم ومسبحات من البابا بنديكتوس السادس عشر واجهزة "اي بود" اهداهم اياها رئيس شركة آبل ستيف جوبز لمساعدتهم على تحمل معاناتهم التي اصبحت مصدر الهام لمخرجين سينمائيين. يذكر انه بعد سبعة ايام من حدوث الانهيار, اعتبر وزير المناجم لورنس جولبورني ان فرص العثور على العمال احياء "ضئيلة جدا". لكن تحت ضغط الاهالي الذين اعتصموا في المكان غداة حدوث الانهيار, واصل رجال الانقاذ جهودهم حتى تمكن مسبار في 22 أغسطس/آب من التقاط رسالة كتبت على ورقة تحمل عبارة اصبحت شهيرة "نحن بخير جميعنا ال33 في الملجأ" تحت الارض
صور لعملية الانقاذ الرئيس التشيلي يستقبل اول المنقذين من المنجم المنهار