انتهى الناشطان الحقوقيان عاد نعمان ورضوان فارع من إعداد دراسة واستطلاع رأي بعنوان "الثورة في اليمن . . . حلم التغيير" استهدفا من خلالها 100 شاب وشابة من مختلف قيادات الأحزاب والحركات والتكتلات والائتلافات والمستقلين في ساحات الاعتصام بعموم مديريات محافظة عدن، جنوبي البلاد .ونُفذت الدراسة التي جاءت برعاية البرلمانيين الدكتور عبدالباري دغيش والشيخ سلطان السامعي بتوزيع استمارات الاستبيان على الشباب المستهدفين، التي تحتوي على العديد من المحاور والأسئلة المباشرة وغير المباشرة حول مسار الثورة وأهدافها ومطالبها ومظاهرها وبؤرها والمخاوف التي يمكن أن تؤثر في استمرارها ومآلها ومآل السلطة وتطلعات الشباب فيما يتعلق بشكل النظام والدولة المقبلة . وفي تصريح صحفي قال القائمان على هذه الدراسة إن إجراءها في هذه الفترة من الثورة جاء في موعد وصلت فيه الثورة إلى مرحلة من النضج وصار كل شيء واضحاً وجلياً واكتملت تكويناتها . وأشارا إلى أن هناك ندوة أو مؤتمرا سيعقد في وقت لاحق لإعلان وعرض النتائج النهائية، وعبرا عن رغبتهما في تعميم الدراسة على بقية المحافظات . وكان الناشط الحقوقي عاد نعمان والصحافي رضوان السامعي قد أجريا الاستبيان نفسه في ساحة الحرية بمحافظة تعز، إلا أن الأجهزة الأمنية اعتقلتهما أثناء عودتهما من تعز إلى عدن، وصادرت كل الوثائق التي بحوزتهما واتهمتهما بالعمالة والتخوين، وتم التحقيق معهما لمدة نصف ساعة والإفراج عنهما بعد أن أخذت جميع بياناتهما ليتم استدعاؤهما متى ما بث في الوثائق وحققوا فيها . أهداف الثورة وانفصال الجنوب أظهرت النتائج الأولية للدراسة أن 60% من الشباب يرون أن الثورة التي يشهدها اليمن حالياً تتجه إلى ما آلت إليه الثورة المصرية ب "تنحي الرئيس مبارك ومحاكمته واستمرار المطالبة بإسقاط بقايا رموز النظام السابق"، فيما يرى 14% أنها تتجه إلى دخول اليمن في حروب أهلية شبيهة بتلك التي في ليبيا، فيما يرى 12% أنها تتجه إلى ما آلت إليه الثورة التونسية، أي هروب الرئيس والمطالبة بتسليمه ومحاكمته واستمرار المطالبة بتصفية بقايا النظام . وأشارت الدراسة إلى أن 48% من الشباب طالبوا بتحقيق أهداف الثورة كافة و36% بتحقيق بعض الأهداف و12% بإبرام صفقة مع النظام واللقاء المشترك . فيما طالب 52% برحيل الرئيس وسقوط النظام و26% بقيام نظام جديد و10% بتقاسم السلطة مع بقايا النظام و6% برحيل الرئيس وبقاء النظام و2% بقاء الرئيس وسقوط النظام ومثله 2% بقاء الرئيس والنظام . وأوضحت الدراسة أن 48% من الشباب يرون أن محافظتي صنعاءوتعز بالتناصف من أهم المحافظات بانطلاقة الثورة واستمرارها، تليهما محافظة عدن بنسبة 20% ثم محافظة إب بنسبة 14%، الحديدة بنسبة 10%، الضالع 4%، أبين ولحج في آخر قائمة المحافظات ب 2% لكل منهما . كما اعتبرت الدراسة أن 23% من الشباب يرون أن ساحة الحرية بمحافظة تعز تعد من أهم ساحات وميادين الاعتصام التي ساهمت بشكل كبير بعمليات التصعيد الثوري، تليها ساحة التغيير بمحافظة صنعاء بنسبة 22% ثم ساحة الشهداء بمديرية المنصورة في محافظة عدن بنسبة 16% وساحة الحرية بمديرية كريتر بذات المحافظة بنسبة 12% ومخيما مديرية المعلا والدرويش بمديرية خور مكسر في محافظة عدن ثم ساحة الشعب في محافظة الحديدة وساحة الحرية بمحافظة حضرموت . ولفتت الدراسة إلى أن 48% من الشباب المستهدفين بالاستطلاع طالبوا بنظام برلماني بعد نجاح الثورة، فيما طالب 32% بنظام مزدوج بين برلماني ورئاسي الذي حصل على 2%، وبينت الدراسة أن 46% من الشباب طالبوا بدولة ذات حكم محلي واسع أو كامل الصلاحيات (لا مركزي)، فيما طالبت نفس النسبة 46% من الشباب بدولة فيدرالية ذات إقليمين شمالي وجنوبي و6% بدولة مركزية و2% رفضوا الإجابة . وفيما يتعلق بالعلاقات بين أطراف ومكونات الثورة، أشارت الدراسة إلى أن 32% يرون أن هناك علاقة جيدة بين الشباب وأحزاب المعارضة، فيما يرى 28% أنها ممتازة و24% أنها ضعيفة، أما بالنسبة للعلاقة بين الشباب والخطاب الديني يرى 44% من المستهدفين أنها جيدة و36% يرونها ممتازة و18% مقبولة . وأضافت أن 32% يرون أن هناك علاقة مقبولة مع شيوخ القبائل و38% يرونها معدومة مع الحوثيين، مشيرة إلى أن 38% من الشباب يرون أن هناك علاقة ممتازة مع الحراك الجنوبي و22% يرونها جيدة؛ فيما يجد 28% من الشباب المستهدف أن هناك علاقة جيدة مع الفئات التي لم تنخرط بعد في الثورة وتتخذ موقفاً محايداً، و24% يراها ضعيفة و20% معدومة . وقالت إن 34% من الشباب يجدون أن العلاقة بين الشباب في كل ساحة من المحافظة ممتازة، فيما يرى 32% أن العلاقة جيدة و22% ضعيفة، لافتة إلى أن 21% من الشباب يعتقدون أن العصيان المدني هو من أهم مظاهر الثورة والتصعيد السلمي، فيما يرى 19% أن الوقفات الاحتجاجية تأتي في المرتبة الثانية وأتت الاعتصامات السلمية في المرتبة الثالثة بنسبة 18%، ورابعاً ب 14% المسيرات، وخامساً الزحف ب 12% و7% للبيانات والشعارات . وفيما يتعلق بمطالب الثورة بعد نجاحها وسقوط النظام، أظهرت الدراسة أن حل القضية الجنوبية بما يرضي أبناء الجنوب وتقرير مصير الارتباط تعتبر من أهم مطالب الثورة بل من أولويتها، يليه إقامة وبناء دولة مدنية ركائزها بديهيات ومقومات الديمقراطية من العدل والمساواة، ثم صياغة دستور جديد بالشراكة بين الشمال والجنوب وإعادة الحقوق المنهوبة للجنوبيين والتعويض المادي والمعنوي لأهالي وأسر شهداء الجنوب، لافتة إلى أن 4% من الشباب يرون أنه من المهم كمطلب أساسي لثورتهم إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية ومثلهم 4% يرون أهمية الانفصال بين الشمال والجنوب .