خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    من هو اليمني؟    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي نارى: الترجي والأهلي يتعادلان سلباً في مباراة الذهاب - من سيُتوج بطلاً؟    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    التفاؤل رغم كآبة الواقع    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على الصراري:الإشتراكي غير قابل للتأجير والفدرالية هي الحل
نشر في الاشتراكي نت يوم 09 - 05 - 2012

قال الأخ علي الصراري عضو الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني أن اليمن تكاد تخرج من عنق الزجاجة بعد عزل صالح الذي ضل على سدة الحكم 33عاماً، وأضاف أن الثورة السلمية حققت نصف إنتصار وهذا الإنتصار قابل للزيادة والإكتمال خلال عملية التحول التدريجي مشيراً إلى أن الحوار الوطني هو الجسر الذي نستطيع أن نعبر من خلاله إلى المستقبل.
وأكد الصراري أن القضية الجنوبية سياسية بإمتياز لأنها تتعلق بتاريخ الجنوب الذي حاولت بعض القوى طمسه مشيراً إلى أن الفدرالية هي الحل.
تفاصيل أجوبة الصراري على مجموعة من قراء صحيفة اليقين ومتابعين ومهتمين ينشرها "الاشتراكي نت" كما وردت إلينا من الصحيفة
* عبده عبدالله الشغدري:ما قراءتك للمشهد اليمني السياسي الثوري؟
- المشهد السياسي اليمني يمر الآن بمرحلة دقيقة للغاية، وأعتقد أن طبيعة المخاضات التاريخية هي هكذا تجعل البلد فعلاً على شفا الهاوية ولكن يمتد أمامها أفق واسع نحو المستقبل. أعتقد أن اليمن تكاد الآن أن تخرج من عنق الزجاجة بعد أن استطاعت أن تعزل علي عبدالله صالح من سدة الحكم وأن تجري انتقالاً شرعياً للسلطة، ولكن السلطة نفسها في الواقع لم تنتقل حتى الآن.. لا زال علي عبدالله صالح يتحكم بالعديد من أدوات السلطة وبالذات في القوات المسلحة والأمن، ولا يزال يقاوم التغيير ويسعى لتعطيل القرارات والتوجهات والإجراءات التي تهدف إلى نقل السلطة وتمكين القيادة الجديدة من ممارسة دورها كقيادة لهذه الدولة. الواقع أن التغيير الثوري كان مشروعاً وكان ممكناً ولكن لظروف عديدة هذا المشروع لا أقول أُجهض ولكن هذا المشروع لم يتمكن من أن يلعب دور الحسم، لكن لا زال العمل الثوري أحد أدوات التغيير القائمة في اليمن، ولا يزال الشباب المتواجدون في الساحات يلعبون دوراً مهماً في صناعة المستقبل.. وأعتقد أنهم الآن يدخلون ضمن معادلة موازين القوى، وسيستمر هذا في المستقبل. ولهذا أنا أطالب الشباب المتواجدين في الساحات بأن لا يتخلوا عن دورهم، عليهم أن يستمروا؛ لأن استمرار عملية التغيير ووصولها إلى تحقيق أهدافها مرهون بقدرتهم على البقاء في الساحات وعلى أن يشكلوا واحداً من عوامل توازن القوى على الساحة اليمنية.
* محمد جمال: هناك من يقول بأن الثورة انتصرت، بل ويحتفي بذلك، وآخرون يرون أن الثورة لم تنتصر وإنما أجهضت أو تم سرقتها واختطافها، فماهو رأيك أنت؟
- أنا لست مع هذه الأحكام الحدّية التي تتحدث إما عن فشل كامل أو عن انتصار كامل. أعتقد أنه من الصعب أن نجد عبر التاريخ نماذج يتحقق فيها فشل كامل أو انتصار كامل؛ الأحداث التاريخية الكبرى أيضاً هي تنتهي إلى نوع من المساومات.. صحيح أنها تبدأ كخطوة وكانعطافة ثم بعد ذلك تبدأ عملية المراجعة التي تجعل هذا الانتقال يأخذ بعض موروثات الماضي؛ لأن هذا الماضي ليس سيئاً بالمطلق، ولا يمكن التخلص منه بالكامل، بل لابد من القبول باستمرار بعض أشكال هذا الماضي.. هذا هو تواصل الحياة. أعتقد أن ما حدث في اليمن ربما يكون التعبير الأكثر دقة هو أن نقول مثلاً "نصف انتصار" أي لم نحقق انتصاراً كاملاً وإنما حققنا نصف انتصار، ولكن هذا الانتصار قابل للاكتمال من خلال عملية انتقال تدريجية باتجاه تحقيق أهداف الثورة. ولهذا أنا أقول أنه إذا كنا نستطيع أن نحقق أهداف الثورة بدون آلام وبدون مآسٍ وبدون أن ندفع كلفة كبيرة فهذا الأضل؛ لأنه سيجعل ثورتنا أيضاً نموذجاً يحتذى به.. لأننا في اليمن قد جربنا العنف مرات كثيرة ودفعنا أثماناً غالية جداً، وكنا نكتشف في نهاية المطاف أننا لم نصنع أشياء كثيرة. أي أن التغيير حدث ولكن لم يكن هو التغيير المنشود الذي كنا نطمح إليه، وكنا نضطر بعد ذلك إلى أن نجري بعض المراجعات.. هذه المراجعات كانت تتناول في كثير من الحالات وقائع العنف وما نجم عنه من خسائر بشرية ومن أوضاع اجتماعية ونفسية معقدة. ولهذا أقول أنه إذا استطاعت ثورتنا وشبابنا وأيضاً القوى السياسية المكونة للثورة أن تستمر في عملية التغيير التدريجي بكلفة أقل وبنتائج مضمونة فهذا سيكون أفضل، وسيقدم الثورة اليمنية كنموذج ممتاز نستطيع أن نباهي به أمام بلدان الربيع العربي.
* عصام علي: هناك من يساوي بين من انضموا للثورة وبين من قتلوا الثوار، فما قولك في ذلك؟
- أنا لا أساوي بين من أعلن انضمامه للثورة وبين من وجه السلاح إلى صدور الشباب.. فعلاً هناك فرق حتى ولو كان هناك تاريخ مشترك لهؤلاء، لكن في هذه اللحظة التاريخية افترق هؤلاء وكل منهم أخذ خياراً مختلفاً. ولهذا أنا أحيي من أخذوا هذا الموقف باتجاه التغيير وغيروا أنفسهم وساندوا التغيير في البلد، وهذا يعطيهم أفضلية بالتأكيد على أولئك الذين لا زالوا حتى هذه اللحظة متشبثين بأساليب النظام القديم ولا زالوا يمارسون القتل من أجل أن يستمروا في الحكم. لا مجال للمقارنة بين هؤلاء وأولئك.
* حسان أحمد: ما تعليقك على الجدول الزمني للفترة الانتقالية وتشكيل لجنة تواصل أو لجنة استشارية لرئيس الجمهورية؟
- أي مقترحات تتعلق بالزمن هي مقبولة، ولكن ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار أنه إذا اكتشفنا أن هذا الوقت غير كافٍ لإنجاز المهمات المطروحة أمام الحوار فينبغي أن تمدد الفترة الزمنية.. ولا ينبغي أن نضع أنفسنا تحت رحمة الزمن، ولكن يجب أن نطوّع الزمن لاحتياجاتنا. ولهذا أقول بأنه لا توجد مدد زمنية جبرية، ولكن نحن نمتلك هذا الزمن وعلينا أن نستثمره استثماراً أمثل وأن ننجز مهمتنا حتى ننتهي منها.
بالنسبة للجنة الاستشارية للرئيس فأنا مع تشكيلها، ولكني أيضاً مع توسيعها وإشراك بقية الأطراف. وما دام أنها لجنة استشارية فلا ينبغي أن تشعر الأطراف الأخرى أنها قد أقصيت من هذا الموقع؛ لأننا داخلين على حوار وطني ولا بد أن يشعر الجميع بأنه ليس هناك مستوى أول ومستوى ثاني بين أطراف الحوار. ولهذا أنا شخصياً أؤيد توسيع اللجنة لتضم ممثلين عن بقية الأطراف.
* ندى جميل: ما هي رؤيتكم في الاشتراكي أو المشترك للحوار في ضوء المعطيات الراهنة؟
- نحن نعتقد أن الاتفاق على قضايا المستقبل هو موضوع رئيسي وليس تكتيكياً، بل يتعلق باستراتيجية الحياة. ولهذا الحوار حول قضايا المستقبل هو حوار مطلوب، ليس من أجل نصل إلى توافق شكلي، ولكن من أجل أن نصل إلى حلول جوهرية للمشكلة. لأننا عبر حقبة طويلة من الزمن على الأقل منذ ثور 26 سبتمبر1962م وحتى هذه اللحظة لم ندخل في حوار مشابه حول قضايا المستقبل، مع أن الجميع كان يتكلم عن قضايا الحوار، وكان الجميع يرى بأن قضايا المستقبل تحتاج إلى حوار وطني واتفاق، وكانت تدور حوارات ولكن هي أقرب إلى المفاوضات منها إلى الحوارات. وعلينا الآن أن ندخل في حوار جدّي نشعر فيه جميعاً بالتكافؤ والندية وبحيث أنه تطرح الرؤى بصورة كاملة وغير منقوصة، ويدور حوار بحيث نعرف ما هي الأفضليات من كل الرؤى المطروحة من أجل أن نختار الأفضل وأن نقتنع بأنه لم تملَ علينا صيغة معينة ولكن شاركنا في إنتاج هذه الصيغة من خلال أننا ناقشنا كل ما هو مطروح وبالتالي توصلنا إلى ما نعتقد أنه يمثل جوامع مشتركة. ولهذا أنا أعتقد بأن الحوار الآن ينبغي أن يتعامل معه الجميع باعتباره الجسر الذي من خلاله نستطيع أن نعبر إلى المستقبل. ولهذا لا فرق بين صغير وكبير.. بين قوة كبيرة وقوة صغيرة.. بين قوى ذات منشأ تاريخي وبين قوى نشأت حديثاً؛ لأننا جميعاً لا بد أن نعبر هذا الجسر؛ وسنعبر فرادى، ولهذا أعتقد بأن علينا أن نقبل بعضنا بأوزاننا المختلفة وبمستوياتنا المختلفة.. نقبل بتكافؤ وبندّية؛ لأن هذا هو الذي سيمكننا من أن نصوغ مستقبلاً أفضل للجميع.
* صالح محسن: كيف تتقدمون كحزب اشتراكي ب(12) مطلباً وأنتم أصلاً دعاة للحوار؟
- ما طرحناه في الواقع هي مطالب إجرائية وليست أهدافاً أو شروطاً، وإنما هي عبارة عن إجراءات تمهد للحوار وتخلق أجواء إيجابية؛ لأن هناك آلاف الناس الذين تعرضوا للظلم والاضطهاد والغبن ومورس تعسف بحقهم، ولا بد من أن يستعيدوا هذه الحقوق، وهي حقوق طبيعية للمواطن.. بعد ذلك نستطيع أن نتحاور في الصيغة السياسية وفي صيغة المستقبل حول النظام السياسي وشكل الدولة ونحن متحررون من الضغوط التي فرضت علينا في ظروف سابقة. فهذه القضايا لا ينبغي تأجيلها سواء نجح الحوار أو لم ينجح؛ فمثل هذه الأمور هي حقوق مواطنة ينبغي تلبيتها بأي حال من الأحوال.
وأنا لا أتحدث هنا عن أولئك الذين تضرروا خلال الفترة السابقة فهذا من حقهم أن يتحدثوا عن أنفسهم، ولكن أقول أن هؤلاء سيجدوا غضاضة في حالة عدم إعادة حقوقهم إليهم وربما تكون استجابتهم أقل للحوار. ونحن نريد أن تكون هناك مشاركة إيجابية واسعة في الحوار وقبول حقيقي، ولهذا كثير من المشكلات ينبغي أن تحل؛ لأن المطلوب حلها ليس بعد الحوار ولكن أيضاً قبل أن يبدأ الحوار.
* (000443796): البعض يصف المطالب الاثني عشرية للاشتراكي بأنها مجرد مغازلة متأخرة للجنوب؟
- نحن ربما لا نجيد هذا النوع من الغزل، ربما هذا معروف عننا أننا لا نستطيع أن نغير في مطالبنا وشعاراتنا بسهولة.. ولكن أقول منذ أن نشبت الحرب والحزب الاشتراكي يتحدث بهذا المنطق على الدوام، وكان يتبنى هذه القضايا التي هي ليست طارئة علينا؛ وإذا عدنا إلى ما صدر عن الحزب من بيانات ووثائق وتقارير سنجد أن الحزب خلال العشرين السنة الماضية كان يتحدث عن هذه القضايا باستمرار.
*ياسمين عبده: طالبتم مؤخراً بالاعتذار، ولكن لم تحددوا الجهة المطلوب منها الاعتذار، فممن تطالبون الاعتذار؟
- من الذين حاربوا؛ وعليهم أن يعتذروا لضحايا تلك الحرب. وأعتقد أن هذا أمر طبيعي ما دمنا بصدد حوار وطني وما دمنا بصدد العمل من أجل نتفق على صيغة المستقبل؛ لأن هذا المستقبل ينبغي أن يكون خاليا من الحروب، يجب أن يكون مستقبلاً قائماً على التعايش وعلى الصيغة الديمقراطية في موضوع السلطة وقائماً على ضمان حقوق المواطنة. إذاً، مادام الأمر كذلك لا ينبغي أن نرحّل مشكلات الحروب إلى هذا المستقبل.
*ا(000325860): كيف تشيدون بمقاومة اللجان الشعبية إلى جانب الجيش، بينما البعض يرى أن إشراك المواطنين في معارك عسكرية سيؤدي إلى صراعات وانتقامات وفيد ونهب، أي تكرار لما حصل في حرب 94م؟
- أنا أعتقد أن الحرب على الإرهاب لن تكون ناجحة إذا اقتصرت على الأساليب العسكرية والأمنية ومالم يشارك فيها المواطنون، وإذا لم تدر حرب على ساحات الثقافة والفكر والإعلام والاقتصاد والمجتمع ضد الإرهاب فلن تكون معركة ناجحة. ولهذا أقول أنه مالم يتم إشراك المواطنين في هذه المواجهة وتحويل الصراع ضد الإرهاب إلى صراع شامل نخوضه في كل مكان وفي كل الساحات، فلن نستطيع أن نحرز نجاحاً حقيقياً. ولهذا تمجيدنا لمشاركة الناس في هذه المواجهة له معنى؛ لأننا بالضبط نريد أن نقول أنه لا يكفي أن نواجه الإرهاب بالجيش والأمن ولكن ينبغي أن يواجه في كل مكان وبكل الناس.
* جميلة علي: برأيك لماذا أقدمت القاعدة على إطلاق سراح الجنود الأسرى؟
- أولاً هذا السؤال يوجه للقاعدة أو ما يسمون أنفسهم بأنصار الشريعة، ولكن في تقديري أنهم أرادوا أن يظهروا أنهم تجاوبوا مع مطالب الناس وبأنهم يتمتعون بقدر من الرحمة.. وربما البلد كسبت أرواح (73) جندياً لكنهم كسبوا سمعة طيبة. وأنا أعتقد أنه لا ينبغي أن نتوقف عند هذه النقطة؛ لأنها جاءت في سياق مساجلات حرب وليست في إطار ممارسات سياسية معينة أقنعوا الناس بها.
* أمجد محمد: كيف تفسر استيلاء القاعدة على أكثر من محافظة في غضون أيام، بينما عجزوا عن دخول مدينة مثل لودر أو مودية مثلاً؟
- الواقع أن هذا السؤال ينبغي أن يوجه لأكثر من طرف؛ لأن دخول القاعدة إلى عدد من المدن كان يثير أسئلة حقيقية عن سهولة سقوط هذه المدن بيدهم وعن سهولة سقوط المواقع العسكرية واستيلاء الجماعات المسلحة على الأسلحة الثقيلة.. هذه كلها سوف تستثير شكوكاً قوية. ولا أعتقد أن عناصر القاعدة يمتلكون سحراً معيناً كان يمكنهم من المباغتة والاستيلاء على هذه المدن والمواقع العسكرية والأسلحة، ولكن كان هناك من يتواطأ معهم ويمكنهم من ذلك.
*عبدالكريم الأهدل: هل لديكم -كحزب اشتراكي- مقاتلين في اللجان الشعبية بأبين؟
- أعضاؤنا هم مواطنون، ولا يستبعد أن يكونوا قد انخرطوا ضمن هذه اللجان، لكن أنا لا أستطيع أن أتحدث بصورة رسمية عن مشاركة رسمية في هذه المعارك.
* ثانياً: ما موقف الحزب الاشتراكي من دعاة فك الارتباط، ومن السامعي وأحمد سيف حاشد؟
- ليس لنا موقف، ونحن لا نُؤثم أحداً بسبب رأيه أو بسبب ما يدعو إليه.. نحن دعاة حوار، ونعتقد أنه من حق أي كان أن يقول ما يشاء، ونحن على استعداد أن نتناقش في ما يطرحه. نحن مفتوحون على الآخرين ومستعدون أن نتقبل منهم وسنحاول أن نقنعهم بوجهة نظرنا.. ولهذا نحن لا نلغي الآخرين ولا نؤثمهم بسبب آرائهم ومواقفهم.
القضية الجنوبية
* محمد أبو القاسم المشرع (ريمة- السلفية): ما هي مقترحات الحزب الاشتراكي التي سيقدمها لمؤتمر الحوار الوطني وخاصة فيما يتعلق بمعالجة القضية الجنوبية؟
- أولاً ينبغي الاعتراف بأن هناك قضية جنوبية، هذا قبل أن ندخل في تفاصيل معالجتها. موضوع الفيدرالية فأعتقد أنها شكل من أشكال بناء الدولة وهي حلّ للشمال مثلما هي حل أيضاً للجنوب؛ لأن الشمال يحتاج إلى إعادة النظر في طبيعة الدولة المركزية التي كان الناس يشكون منها عبر التاريخ. وأيضاً أعتقد أن إحدى المشكلات التي واجهت الوحدة اليمنية هو هذا النظام المركزي الذي تسبب في كثير من المشكلات والاحتقانات.. وهنا لا بد من مراجعة هذا الوضع.
أما بالنسبة للقضية الجنوبية فهي لها معالجات كثيرة ربما تكون الفيدرالية هي واحدة من هذه المعالجات، ولكن القضية الجنوبية هي أولاً قضية سياسية؛ لأنها تتعلق بالتاريخ السياسي للجنوب، ومحاولة طمس هذا التاريخ ومحاولة إظهار أن الجنوب هو عبارة عن جغرافيا بدون ناس، أو أنه لم يكن لها تاريخ!! وهذا غير صحيح. ولو عدنا إلى التاريخ سنجد بأن الصحافة بدأت في الجنوب وبالذات في عدن.. الأحزاب نشأت في الجنوب- سواء في عدن أو حضرموت التي يعود فيها تاريخ الأحزاب إلى الثلاثينات من القرن الماضي.. نجد أن الحركة الثقافية والفنية والفكرية أيضاً كانت مزدهرة في الوقت الذي كانت فيه كثير من مناطق اليمن لا تزال تغط في نوم عميق. ولهذا عندما جاءت حرب 94، وكان هناك توجه رسمي لطمس التاريخ السياسي للجنوب عملياً، كان يراد تصوير الأمر بأنه لم يكن هناك شيء موجود في هذا البلد إلا الشيء الذي ابتدعه واخترعه الحكام المنتصرون في 94م.
هذه واحدة من القضايا، لكن هناك أيضاً قضايا أخرى؛ فهناك الوجه الاقتصادي للقضية الجنوبية. والمعروف أن النظام الذي كان سائداً في الجنوب هو نظام لا أقول اشتراكي وإنما ذو توجه اشتراكي، وكانت حياة الناس مصممة وفقاً لمقتضيات نظام اقتصادي مختلف.. نظام اقتصادي لا يسمح بالملكيات الخاصة الكبيرة. ولهذا كان غالبية الناس يشتغلون لدى الدولة كموظفين وكعمال في القطاع العام ويعيشون على الأجور التي يتسلمونها، وكانت الدولة وفقاً لهذا النظام الاقتصادي تنهض بمسؤوليات حياتية كبيرة، منها توفير العمل لكل الناس وتوفير التطبيب المجاني لكل الناس، وتوفير التعليم المجاني لكل الناس، وتوفير الخدمات المختلفة باعتبارها جزءاً من المسؤوليات الاقتصادية للدولة. ولكن بعد أن تحققت الوحدة لم يعد من الممكن أن يستمر هذا النظام؛ فغالبية الناس في المحافظات الجنوبية تضررت مصالحهم. بمعنى أن الدولة لم تعد مسؤولة عن تقديم العمل والسكن والتطبيب المجاني والتعليم المجاني إلخ، وصار كل واحد عليه أن يوفر هذه الاحتياجات بنفسه.. في الوقت لم تكن الملكيات قد ذهبت إلى أصحابها من أبناء الجنوب، بل جاء أناس آخرون طارئين على هذا الوضع جاؤوا ليستولوا على الأرض وعلى المصانع وعلى مؤسسات القطاع العام بل ويطردوا الموظفين من هذه المؤسسات ومن تلك الأراضي، وأضافوا بعد الحرب أن طردوا الموظفين العسكريين والمدنيين والأمنيين، وهذا كله أدى إلى كارثة حياتية حقيقية كبرى بالنسبة لسكان المحافظات الجنوبية. إذاً، لا بد من معالجة هذه المسألة، ولا بد من تمكين الجنوبيين من امتلاك الجنوب كالأراضي والمؤسسات، ولا بد من إعادة المؤسسات التي نهبت، وبدلاً أن تذهب للعاملين فيها ذهبت لملاك جدد لم يأتوا لتشغيل هذه المؤسسات وإنما جاءوا من أجل تصفيتها ويحولوها إلى مال سائل.
أيضاً هناك مظاهر اجتماعية وثقافية للقضية الجنوبية؛ فبعد الوحدة كان هناك هجمة شرسة على الحقوق التي حصلت عليها النساء في الجنوب، وأعادوا مرة أخرى النساء إلى ما يمكن تسميته ب(عصر الحريم). ولهذا فعلاً لا بد من معالجات حقيقية تأخذ بعين الاعتبار ما كان قد حقق من منجزات في المستوى الاجتماعي والثقافي؛ بمعنى عندما تحصل النساء على حقوق معينة فلا ينبغي التراجع عن هذه الحقوق وإنما ينبغي تعميمها. وما حدث بعد حرب 94 كانت هجمة شرسة تشوّه وتشهّر بكل ما حصل عليه الناس والنساء وتستخدم سلاح الدين في هذه المعركة، وبالتالي لا بد من إعادة الاعتبار للحقوق التي انتهكت.. وعلى هذا قس أشياء كثيرة.
متنوعة
* قحطان الشعيبي: بموجب مبادرة الخليج هل سيشارك المشترك أو قوى الثورة في إدارة الدولة وتقاسم نواب الوزراء والسفراء ورؤساء ووكلاء الهيئات والمؤسسات ومحافظي المحافظات والوكلاء؛ لأنه لن يحدث أي تغيير إن لم تكن أحزاب المشترك مشاركة في ذلك؟
- ربما هذه النقطة ليس فيها تفاصيل لا في المبادرة ولا في الآلية التنفيذية، ولكن أقول ما دام الصيغة تتحدث عن شراكة فينبغي أن تكون شراكة منصفة، لكن لا ينبغي أن تلغي صيغة الشراكة الطابع المهني للوظائف، وينبغي أن يشغل الوظائف المؤهلون لشغلها حسب الكفاءة.
* علي ناصر عبدالله: هناك من يقول أن الإصلاحيين يريدون الاستئثار بكل مفاصل الدولة، والسيطرة على المؤسسات الرسمية بما فيها المعسكرات، فما صحة ذلك؟
- لا يوجد لدي تفاصيل عن هذا الموضوع، ولذا لا أستطيع أن أرد بشكل محدد.. ولكن أقول إذا كان مثل هذا التوجه موجود فهو سيكون خطأ تاريخياً؛ لأننا الآن بصدد إصلاح الدولة وإصلاح الأوضاع برمتها، والإصلاح هو شريك في هذه العملية منذ البداية لا ينبغي أن يكرر الخطأ الذي وقع فيه الآخرون.
* هلال اسماعيل الشغدري(ماوية):ما زال الفاسدون في أماكنهم، فهل الثورة تدوير؟ أم تغيير؟
- أنا تطرقت لذلك في بداية هذا الحوار، ومع ذلك أقول أننا نمر الآن بصيغة انتقالية، وهذه الصيغة هي أتاحت الفرصة للجميع بأن يتواجدوا ويتشاركوا في هذا الوضع. ولكن إذا كان هناك فساد فلا أعتقد أننا سنتشارك في الفساد، ولا بد أن يكون مفهوماً لدى الجميع أن الفساد لا بد من أن يخرج تماماً من البلد ومن الدولة، ولا بد أن نلاحق الفاسدين بصورة قانونية. ولهذا أقول أنه في الوقت الذي نحن فيه شركاء لكن يجب أن نتفق على برنامج معين لمحاربة الفساد.
* (000097596): ما صحة الأخبار التي تقول بأن خبراء أمريكان يشاركون في هيكلة الجيش مع اللجنة العسكرية؟ وهل هذا تدخل في الشؤون الداخلية لليمن من وجهة نظركم؟
- أنا في تقديري بأن هذه معلومات غير دقيقة لأن هيكلة الجيش هي مسألة يمنية بحتة، وإذا كان هناك إمكانية للاستعانة بخبرات أجنبية فنحن نستعين بالخبرات الأجنبية في أمور كثير في حياتنا، ولا داعي للتحسس تجاه هذه المسألة.. لكن إعادة هيكلة الجيش والأمن ستتم برغبة يمنية وبإرادة يمنية ولتحقيق أهداف داخلية وليست لتحقيق أهداف خارجية؛ ولهذا يمكن أن يكون هناك استعانة ولا غضاضة في ذلك.
الحوثية
* الحميدي الحاج (عتمة): لم نسمع موقفاً واضحاً وصريحاً من الحزب الاشتراكي حول ما يحدث في صعدة وحجة؟ وما تعليقك على الوثيقة الفكرية للحوثي؟ وما موقف الاشتراكي من السامعي ومواقفه الأخيرة؟
- نحن أولاً منذ أن اندلعت الحرب الأولى في صعدة في عام 2004، ونحن ضد الحرب وكنا نؤكد على الدوام أن الحرب ليست حلاً لأي مشكلة من مشاكل البلاد، وهذا الموقف كان موقفاً معلناً باستمرار من جانبنا ولا يزال هذا هو موقفنا حتى هذه اللحظة. ونحن ضد نقل حروب الماضي معنا إلى المستقبل، ولهذا نحن ضد استمرار النزاع المسلح تحت أي ذرائع وخاصة الذرائع المذهبية.. وأي تذرع بأسباب مذهبية لممارسة العنف فهي كارثة حقيقية بحق هذا البلد، ونحن ندينها وندين كل من يرفع لواء الحروب المذهبية؛ لأننا نعرف خطورة هذه الحروب على البلد وسوف تدمر كل شيء.. هذا هو موقفنا المبدئي بصورة عامة. من ناحية أخرى نحن على قناعة تامة بأن الحرب التي انفجرت عام 2004م ضد الحوثيين كانت حرباً ظالمة، وقد استهدف هؤلاء لأسباب غير مشروعة ولم يعلن حتى عنها.. يحاربون أناساً بسبب عرقهم وبسبب مذهبهم! وكنا نحن نحذر من المشاركة في تلك الحروب وحذرنا كل الأطراف التي كان يصوغ لها إمكانية أن تشارك فكنا نحذرها بأن هذه الحرب ظالمة وخاسرة ولا ينبغي خوضها بأي حال من الأحوال. نحن كنا نتعاطف مع الحوثيين لأنهم كانوا يخوضون حرباً دفاعية ويواجهون غطرسة القوة وكانوا يضحون من أجل فك تلك القبضة، وكنا مع حق المواطنين في اختيار مذاهبهم ولا ينبغي أن يعاقب المواطن بسبب منطقة مولده أو الأسرة أو القبيلة التي ولد فيها، يجب احترام المواطن مهما كان مذهبه أو نسبه أو منطقته.
* منصور محمد حبيب: ما هو سرّ التناغم والتواصل بينكم أنتم والحوثيين من خلال صحفكم التي كأنها الناطقة باسم الحوثي؟ ولماذا أكثر أعضائكم يكنّون الحقد والكراهية للزنداني وللإصلاح بالذات، ويؤكدون أن الثورة القادمة ضد الإصلاح وأنهم أخطر من النظام البائد؟
- لا يوجد هناك سر، ولكن تستطيع أن تقرأ هذا من خلال مراجعة تارخنا.. نحن كنا دائماً ضد الظلم، وعندما يتعرض أناس للظلم فمن الطبيعي أن نتعاطف معهم. فالمسألة ليس فيها جانبا خفي أو مؤامرة أو شيء من هذا القبيل.. مادام هؤلاء تعرضوا لحرب ظالمة فكان لا بد أن نتعاطف معهم؛ لأننا كنا أيضاً ضحايا لحروب ظالمة.
بالنسبة للشق الثاني من السؤال فنحن لا نمارس الحقد،بل نرى أن أسوأ ما في الإنسان هو أن يمارس الحقد وأن تكون لديه تقييمات مسبقة تجاه شخص ما أو جهة معينة؛ فهذا غير صحيح أننا ننطلق من مواقف كراهية للزنداني.
أما بالنسبة للإصلاح فقد دخلنا معه في تحالف، فكيف سنكرهه ونحن حلفاء.. ومنذ أن قام اللقاء المشترك ونحن معاً ولا زلنا حتى هذه اللحظة نسير معاً ونسجل مواقف مشتركة، بل نشعر بأن هناك قدراً كبيراً من التناغم بيننا وبين الإصلاح بالرغم من وجود تباينات وهو أمر طبيعي؛ فنحن نعمل معاً. ونحن نقدر التحالف الذي دخلنا فيه، وأستطيع أن أقيمه بأنه أهم تحالف تاريخي شهدته المنطقة العربية.
* ذياب الدباء: نلاحظ أن هناك تبايناً بين أحزاب المشترك وخاصة حزب الحق المقرب من الحوثيين؛ حيث يتبنى سياسة إعلامية وثورية تضر بمصالح المشترك وتزرع بذرة الشقاق مثل (البلاغ وشباب الصمود) فما تفسيركم لما يحدث؟ أم أن هناك انشقاقاً خفياً داخل المشترك؟
- لماذا يعتبرون الخلافات بين الأحزاب بأنها انشقاقات؟! لأن التباينات بين الأحزاب هي تباينات طبيعية، ونحن لا زلنا أحزاباً ولم نندمج في حزب واحد.. ونحن يجمعنا رؤى مشتركة ولكن لا زال لكل منا رؤيته الخاصة؛ فما يدور بيننا من تباينات هي التباينات الطبيعية التي تجعلنا حتى هذه اللحظة لا نزال نمثل أحزاباً مستقلة عن بعضها البعض، لكننا في الوقت نفسه أيضاً لدينا قواسم مشتركة كثيرة، ولا زلنا ناجحين في إدارة التحالف فيما بيننا.
* عادل عفيف (الشعيب): نحييكم على مواقفكم الوطنية الثابتة؛ حيث كنتم وما زلتم رمزاً للاشتراكي الوفي لحزبه ومبادئه، وكم كنتم متألقين وأنتم تدافعون عن الثورة أمام أبواق النظام عبر الفضائيات.أما سؤالي هو: هل ترون أن مواقف الأوربيين كانت متقدمة مقارنة مع الموقف الأمريكي؟ وإلام ما ترجعون مراوحة الموقف الأمريكي؟
- لا شك أن الأوربيين كانوا أكثر تفهماً لقضايانا وأكثر قرباً وفهماً لأهدافنا ومطالبنا وأكثر تعاطفاً مع هذه الأهداف. بالنسبة للأمريكان ربما لأسباب كثيرة قد تكون المصالح الأمنية كانت تجعلهم أقرب للنظام، لكن في الواقع نظام علي عبدالله صالح خسر الجميع بما فيهم حلفائه الأمريكان؛ لأنه أساء التصرف مع الجميع. والأمريكان مثلهم مثل غيرهم فإن استمرار علاقاتهم بعلي عبدالله صالح ومن يعمل معه ستكلفهم خسارة كبيرة ولهذا وجدوا أنه لا بد من التعامل مع الحلول المطروحة من قبل الثورة وأطراف إقليمية ودولية أخرى.
الحزب الاشتراكي
* محمد (وصاب العالي): لماذا لا يكون لكم قناة فضائية لإيصال رؤاكم إلى الناس، رغم أنكم من حقق الوحدة بتضحياتكم من أجلها؟
- القناة الفضائية تحتاج إمكانيات، وبالنسبة لنا كما هو معروف منذ 94م قام النظام بالاستيلاء على أموالنا وممتلكاتنا وظلينا مجردين من هذه الأموال والملكيات حتى هذه اللحظة.
* نايف حيدان: المشترك أصبح حاكماً، فما سبب عدم إطلاق ممتلكات الحزب الاشتراكي؟
- أعتقد أن طبيعة الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن في اللحظة الراهنة تجعلنا نؤجل طرح مثل هذا المطلب، لكننا في الواقع لم نتخل عن حقوقنا وأموالنا وممتلكاتنا.. حتماً سنطالب بها ولكننا سنختار اللحظة المناسبة لكي نطرح هذا المطلب.
* يوسف اليحيى (صعدة): ما هو موقفكم -في اللقاء المشترك عموماً والاشتراكي خصوصاً- من فروعكم في بعض المحافظات، التي ليس لكم نصيب غير الاسم فيها، بل إنها تعمل لجهات أخرى؟
- هذا غير صحيح أن فروعنا تعمل لصالح جهة أخرى.. وفروعنا ليست قابلة للتأجير ، ولكن نحن نعطي لفروعنا قدراً كبيراً من حرية الحركة؛ فهم يستطيعون أن يتحركوا وفقاً لظروفهم الملموسة. نحن لا نرى في أن هذا خروج على خطنا أو عمل مع أطراف أخرى ضد إرادة الحزب.
* أبو العينين مكرد السامعي: لماذا لا يتم تطبيق النظام الأساسي للحزب الاشتراكي على القيادات الحزبية التي تتبنى أفكاراً تخالف الخط السياسي للحزب وللمشترك، مثل الشيخ الأستاذ سلطان السامعي -عضو المكتب السياسي- الذي لم يحضر اجتماعاً حزبياً واحداً، وهذا مخالف لنظام الحزب؟
- أعتقد أن نظامنا الداخلي لم يعد يعاقب على من يختلف معنا في الرؤى.. ربما هذه هي الميزة الجديدة في الحزب الاشتراكي أنه صار يقبل الاختلاف ولا يعاقب أعضاءه بسبب هذا الاختلاف. ولكن أقول لأولئك الذين يجدون أنفسهم عملياً يمارسون نهجاً خارج خط الحزب عليهم أن لا يثقلوا الحزب بالإحراج. إما عليهم أن يتواءموا مع خط الحزب أو يأخذوا موقفاً واضحاً، ونحن لن ندينهم في حالة إذا ما فضلوا الخروج من الحزب، سنظل نحترمهم كما احترمناهم وهم موجودون داخل الحزب.
* عباس القاضي: الحزب الاشتراكي كان أكبر المتضررين بعد حرب 94م، والآن بعد تغيير العائلة الحاكمة هل هناك توجه لعودة كل قيادات ورموز الحزب في الخارج وتسوية أوضاعهم؟
- أعتقد أن هذا الأمر مطروح الآن. أما من جانبنا فقد كنا على الدوام ندعو القيادات الموجودة في الخارج للعودة والمشاركة في النضال، لكن نتمنى الآن على القيادة الجديدة أن تعلن موقفاً واضحاً تدعو بموجبه تلك القيادات المتواجدة في الخارج للعودة وأن تؤمن لها سبل البقاء في البلد والمشاركة في العملية السياسية.
* هاني العميسي: ما موقف المشترك من الانفلات الأمني الذي تشهده بعض المحافظات؟ وما الذي ستقدمونه لأسر الشهداء والجرحى بعد أن وصلتم إلى السلطة؟ ولماذا لا يتم الإفراج عن المعتقلين؟
- الواقع أن هذا المطلب ينبغي أن يطرح ليس أمام اللقاء المشترك ولكن أمام الحكومة والدولة؛ لأن الدولة هي المسؤولة وهي لكل الناس وليست للمشترك أو غيره.. الدولة هي لكل المواطنين اليمنيين. وهذا المطلب فيما يتعلق بالشهداء والجرحى والمعتقلين واستتباب الأمن هو من مسؤوليات الدولة.
* أكرم الشغدري (ماوية): ما سرّ غيابك الدائم عن دائرتك-ماوية؟
- الواقع أنا دائماً أشتاق إلى قريتي وإلى المنطقة التي أنتمي إليها.. وأنا أقول أن حبي لليمن هو يبدأ من هناك من قريتي ويمتد من قريتي للقرى المجاورة ثم إلى منطقتي كلها ثم تتسع الدائرة إلى البلد كله. والواقع أن هناك جملة من الظروف التي حالت بيني وبين أن أزور المنطقة إلا بصورة محدودة، بعضها تتعلق بالحالة المرضية التي أجبرتني على البقاء طويلاً خارج البلد، وأيضاً طبيعة الانشغالات السياسية باعتباري عضواً في قيادة الحزب الاشتراكي وهذا يتطلب مني البقاء في العاصمة أكثر من أي مكان آخر
رسائل
إلى شباب الثورة: أنتم أنبل ظاهرة في حياتنا المعاصرة.. عندما خرجتم إلى الساحات بصدور تتحدى الرصاص أثبتم أنكم فعلاً من الشجاعة ومن النبل ما يجعلكم فعلاً في طليعة هذا الشعب. فأقول لكم إن صمودكم واستمراركم هو ضمانة من أجل مستقبلنا جميعاً، ولا يمكن على الإطلاق أن نحقق أهدافنا إلا بصمودكم وتصميمكم على تحقيق الأهداف التي خرجتم من أجلها.
إلى حكومة الوفاق: أنا أقدر تقديراً عالياً طبيعة الصعوبات التي تواجه الحكومة الحالية، ولكنني على ثقة تامة بأنها تستطيع أن تحقق خلال هذا الزمن القصير أكثر مما حققته الحكومات السابقة كلها؛ لأنه تتوفر لدى هذه الحكومة إرادة وطنية خيّرة ورغبة حقيقية في تجاوز المشاكل والصعوبات التي تواجهها البلد، وأنا أشدّ على أيديهم وأتمنى لهم كل التوفيق.
إلى رئيس الجمهورية: أنت الآن تقف في صدارة المسؤولية، وعليك أن تعلم بأننا جميعاً نتطلع إليك.. ننظر إلى موقعك ماذا ستفعل؟ ونحن على ثقة كبيرة بأنك تستطيع أن تفعل أشياء كثيرة، ونحن نؤيد كل الخطوات التي اتخذتها حتى اللحظة الراهنة، ونؤكد لك بأننا سنؤازرك بشكل حقيقي. فقط عليك أن تستمر على هذا الاتجاه وعلى هذا المنوال حتى تعيد الدولة المخطوفة إلى أصحابها وهم الشعب اليمني.
إلى الحراك الجنوبي: الحراك من الظواهر الهامة التي شهدتها بلادنا في الآونة الأخيرة.. وعلى الحراك الجنوبي أن يوحد مواقفه وقواه، وأن يتجنب الدعوات المسرفة في التشدد، وعليه أن يبحث عن القواسم المشتركة وعن الحلول الممكنة لأن الأهداف لا تتحقق جملة واحدة.
إلى كوادر وأنصار الاشتراكي: كما صمدتم في الفترة السابقة وأثبتم بأنكم أهل للاحترام والتقدير أيضاً أمامكم مستقبل أفضل، وعليكم أن تستمروا على نفس النهج الذي اخترتموه.
إلى الإصلاح: لقد بدأتم مرحلة التغيير والتجديد منذ عدة سنوات.. لا ينبغي أن تتوقفوا واستمروا بهذا الاتجاه؛ وينبغي أن تتغير صورتكم في أذهان الناس وليس في أذهانكم أنتم فقط.
إلى الحوثيين: أنتم مجموعة من الشباب الذين يتمتعون بقدر كبير من النبل، وهذا ربما سيقودكم إلى اتخاذ المواقف التي ستجعلكم جزءاً من القوى الحية الحقيقية في هذا البلد، أنا أدعو الشباب الحوثيين إلى أن ينفتحوا أكثر على مختلف القوى وأن يلتحموا بالحياة السياسية؛ وإذا كان هناك رغبات لدى البعض في إقصائهم من الحياة السياسية فعليهم أن يفعلوا العكس وهو الاندماج في الحياة السياسية وليس التجاوب مع محاولات إقصائهم.
..............
نقلاً عن صحيفة اليقين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.