لم يكد الشارع المحلي يتداول مشكلة طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الجامعات الجزائرية التي بدأت بمطالبات مشروعة في مقدمتها تغيير الملحق في السفارة اليمنية هناك وإنتهت باعتصامات دخلت يومها العشرين وإضراب عن الطعام وإنتهت بمناشدات صريحة لرئيس الجمهورية الا وظهرت على السطح مجددا مشكلة أخرى لطلاب اليمن في المانيا المعتصمين لليوم الثاني على التوالي للمطالبة بحقوق لهم . قبل أكثر من أسبوعين إحتشد عشرات الطلاب من الدارسين في الجزائر للمطالبة بتغيير الملحق الثقافي في السفارة المتهم بقضايا فساد مالي وإداري ووصلت مطالباتهم المتكررة إلى البرلمان الذي أفضت مناقشاته المستفيضة إلى لا شئ , الأمر الذ دفع المعتصمين إلى تصعيد إحتجاجاتهم وإعلانهم الإمتناع عن دخول الإختبار النصفي المقرر الأسبوع المقبل إضافة إلى تهديدهم بحرق جوازات السفر اليمنية على مرأى ومسمع من وسائل الإعلام والمتابعين والمهتمين في الجزائر حال لم يصدر قرار صريح وواضح بإقالة المحلق وإحالته للمحاسبة القانونية في فترة لا تقل عن أسبوع. يوم أمس دخل الطلاب اليمنيون في المانيا في إعتصام مفتوح داخل مبنى السفارة بالعاصمة برلين بمساندة زملائهم من مختلف الجامعات الألمانية وذلك للمطالبة بإيقاف تعسفات الملحقية الثقافية في حقهم بحسب بيان حصل "الإشتراكي نت "على نسخة منه وكذا للمطالبة بضرورة إعادة هيكلة الملحقية الثقافية و تفعيل دورها الإيجابي . وطالب الدارسون برفع المنح المالية التي لا توفر الحد الأدنى للمعيشة في ألمانيا وقدروها ب740 يورو شهرياً وبإعتماد منح مالية للطلاب المستحقين الذين يدرسون في الجامعات الألمانية بدون مساعدات مالية مشددين على ضرورة إعتماد الرسوم الدراسية لطلاب اليمن في ألمانيا و مساواتهم ببقية طلاب اليمن الدارسين في الدول الأخرى . في إبريل من العام المنصرم نفذ الطلاب اليمنيون المبعوثون إلى ماليزيا ضمن برنامج التبادل الثقافي إعتصاماً أمام مبنى الملحقية الثقافة اليمنية بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، للمطالبة بحقوقهم المنهوبة، والمخصصات والإعانات المالية الدراسية. وقال الطلاب أنهم سافروا لماليزيا بعد إستكمال وتجهيز معاملاتهم في الجهات الرسمية،وبعد أن أبلغتهم بأنه تم حجز مقاعدهم الدراسية، وإستكمال كل الإجراءات القانونية هناك. وأضافوا "لكن تبين أنه لا يوجد أي إتفاق لحجز المقاعد الدراسية ولم يتم إكمال معاملاتنا وتنسيق وضعنا مع الجامعات الماليزية والتي أبلغتنا بعدم اكتمال ملفات الإلتحاق بالدراسة في الجامعات الماليزية. وأضافوا "نحن الآن مهددين بالحرمان من الدخول لأداء الإختبارات النهاية وكذلك الفصل النهائي في الجامعات. ووجهوا مناشدة عاجلة،في وقفتهم الإحتجاجية لحكومة الوفاق الوطني ممثلة برئيس الجمهورية عبد ربه منصور ورئيس مجلس الوزراء ووزيري التعليم العالي والخارجية للتدخل العاجل، و الإهتمام بوضعهم والنظر إلى قضاياهم الدراسية، وإنقاذهم من الفصل الحتمي وسرعة التوجيه بما يلزم كي لا يتم حرمانهم من دخول الإختبارات وحرمانهم من الدراسة ومواصلة التعليم الأكاديمي أسوةً بزملائهم. ولم يكن طلاب اليمن في الهند في منأى عن كل هذه المعاناة حين شكا مجموعة من الطلاب اليمنيون في الهند من إهانات بحسب مراسلاتهم يتعرضون وإستفزاز من قبل الملحق المالي والثقافي بنيودلهي. وقال بلاغ صحفي صادر عن طلاب اليمن في الهند تلقى"الإشتراكي نت"نسخة منه أن الملحق المالي في السفارة يقوم بإستقطاع المستحقات المالية لبعض الطلاب الذين يتعاطفون مع الثورة ويؤخرها في البنوك الهندية. وأضاف البلاغ "لقد تم تحويل الرسوم الدراسية للطلاب قبل شهريين من اليمن وحتى هذه اللحظة لم نستلمها حيث قام الملحق بصرف الرسوم لبعض الطلاب وخاصة الذين ينتمون لمنطقته والمقربون إليهم مع العلم أن بعض الطلاب تلقوا إنذارات من الجامعات الهندية بسبب عدم دفع الرسوم". وناشد طلاب اليمن في الهند معالي رئس الوزراء وحكومة الوفاق بالنظر في قضيتهم مهددين بالنزول إلى الشارع والمطالبة بإقالة الملحقية والسفارة بأكملها. وتجددت معاناتهم مرة أخرى من خلال إستقطاعات لمستحقاتهم وتأخيرها وعدم صرف مستحقات الغالبية من زملائهم . ولا تزال معاناة الطلاب اليمنيين في كثير من جامعات العالم مستمرة وسط معالجات ترقيعية لا ترقى إلى مستوى المطالبات المتكررة ويبقى باب الأمل مفتوحا على مصراعيه .