طلاب وخريجو كلية الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات بجامعة صنعاء قصة معاناة لا تنتهي . معاناة تكاد تتحول إلى مأساة بدايتها الإلتحاق بكلية الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات التي تفتقر إلى أدنى مقومات التعليم الجامعي الحديث , معامل قديمة لا تصلح للتدريب, مناهج قديمة عفى عليها الزمن لا تواكب متطلبات العصر بما يحمله من تطور لمناهج الحاسوب والتكنولوجيا, وفوق كل هذا فإن خريجي هذه المأساة لا شهادات لهم !!!. تشارف سنة 2013 على الانتصاف، ومع ذلك فخريجو كلية الحاسوب بجامعة صنعاء لسنة 2011م إلى الآن بدون شهادات . بالتأكيد، قد تسمع بخريجين بلا وظائف , خريجين بلا عمل , أما أن تسمع بخريجين بلا شهادات ! على ان مشكلة أو أسباب تأخر الشهادات هو مسلسل درامي تراجيدي تتكرر فصوله في كل سنة ومع كل دفعة ... أبطال هذا المسلسل موظفو شئون الخريجين والكنترول وضيوف الشرف عمادة الكلية حسب افادات الطلاب والمتضررين المتطابقة . وتدور أحداث المسلسل حول شباب يتطلعون بلهفة وشوق إلى التخرج وخدمة وطنهم وأمتهم والنهوض باليمن إلى مصاف الدول المتقدمة. ولكن هؤلاء في منتصف الطريق وبعد التخرج وقضاء أربعة سنوات من الجد والإجتهاد والمثابرة يصطدمون بصخرة من بيروقراطية الفاسدين التي تحول دون إستلامهم لشهاداتهم . يحتاج الخريج في حالة إن وجد عمل إلى شهادة تخرج أو سجل أكاديمي أو على الأقل إفادة من الكلية التي تخرج منها على سبيل المثال . وكي يتمكن من إصدار سجل أكاديمي مؤقت لابد من أن يكون قد تم الإعلان عن كشف الخريجين رسمياً , وهنا يأتي دور أبطال المسلسل , وهم موظفو شئون الخريجين والكنترول الذين يشكو الطلاب والمتضررين من تعمدهم تأخير الإعلان عن الكشف . ثم تأتي حجة شئون الخريجين حول أخطاء في سجل بعض الخريجين . حينها ستسمع ان التصحيح مسئولية الكنترول ،و الكنترول يرد بأنه قد تم تسليم كشف كامل بالخريجين إلى شئون الخريجين دون أية أخطاء. وهكذا يدخل الخريج في حلقة مفرغة لا نهاية لها ما بين شئون الخريجين والكنترول . والحاصل انه يتم إخراج سجل أكاديمي بعد دفع مبلغ مالي يتراوح ما بين خمسة آلاف إلى عشرة آلاف،, والمبلغ يعتمد على شطارة المعامل (الخريج), فيما تستمر الحكاية إذ يتم تأخير الكشف حتى يضطر غالبية الخريجين إلى إصدار سجل أكاديمي بهذه الطريقة، فبدلاً من أن يدفع الخريج رسوم السجل البسيطة التي لا تتعدى الألف ريال , أٌضطر إلى دفع مبلغ أكبر كرشوة , بحجة أن الكشف لم يظهر بعد و .... لذلك أستلم بعض من خريجي دور يونيو شهاداتهم ، وذلك كونهم عرفوا الوصفة السحرية في كيفية إستخراج الشهادة وهي ب" دفع مبلغ مالي وقدره... لبعض الموظفين ".أما من لم يعرف الوصفة فإلى الآن لم يحصل على شهادته. فضلاً عن هذا إلا ان كشف خريجي دور أكتوبر إلى الآن لم يظهر مع أن الكنترول يدعي أنه قد سلم الكشف كاملاً إلى شئون الخريجين دون أية أخطاء منذ قرابة الثلاثة الشهور " أظنكم عرفتم سبب التأخير طبعاً؟؟؟؟ كذلك فإنه لكي يتم إصدار أي سجل أكاديمي لخريج من دور أكتوبر لابد للخريج من معرفة الوصفة السحرية في ذلك"دفع مبلغ وقدره ...لموظف.." خصوصاً أن الكشف لم يظهر بعد ، هذا بالنسبة للكشف ...أما بالنسبة للشهادة فحكاية يطولها سردها .... ويحكي احد الطلاب مأساته ويقول : لم أكن أتخيل أنني سأخالف أهم مبدأ من مبادئي في الحياة والتي لطالما تغنيت بها , حصلت على فرصة عمل في إحدى الشركات وأجتزت إختبار الشركة وطلبت مني الشركة شهادة التخرج أوعلى الأقل سجل أكاديمي حيث أن الافادة الموجودة ضمن ملفي لا تكفي ,ذهبت إلى الكلية ولم أكن اعلم أن الأمر بهذه الدرجة من الصعوبة والتعقيد المصطنع!!! أسبوعان وأنا أتردد على الكلية للحصول على الأقل على سجل أكاديمي ولكن دون جدوى , شئون الخريجين يدعون عدم إمكانية إستخراج سجل أكاديمي وأن هذا الشيء مخالف للوائح والقوانين رغم أن الكشف قد صدر,ثم عرفت من أحد زملائي الخريجين أنه قد تمكن من إصدار سجل أكاديمي عن طريق أحد الموظفين بعد أن دفع له مبلغ من المال وأنه لا مجال للحصول على سجل أكاديمي إلا بهذه الطريقة ,أستغربت في البداية وأبديت معارضة شديدة وذهبت وتقدمت بشكوى إلى مكتب العميد وبقيت لأيام بإنتظار الرد على الشكوى ولكن دون رد , أشتد علي الضغظ من الشركة, ولم أجد أمامي أي خيار غير ألطريقة التي أستخدمها زميلي للحصول على السجل الأكاديمي, يواصل كلامه : وعلامات الحرقة وعذاب الضمير واضحة على وجهة , خنت دماء وأرواح الشهداء الطاهرة التي سقطت أمام عيني في الثورة الشبابية والذين خرجوا من أجل محاربة الفساد والظلم وإقامة دولة النظام والقانون , الدولة المدنية الحديثة. طالب اخر يقول : جاء شهر أبريل ومعه كذبته أو فضيحته . آخر الشائعات التي يروج لها أن هناك أخطاء كثيرة في سجلات قاعدة بيانات الخريجين وأن الموظف الذي يقدر على التعامل مع قاعدة البيانات سافر إلى السعودية للعمرة وهو الوحيد الذي يقدر على التعامل مع النظام , تصوروا كلية الحاسوب والتي يرجى منها رفد المجتمع بمصممي ومطوري أنظمة الحاسوب , تستخدم قاعدة نظام إدارة قاعدة بيانات بسيط وضعيف وهو برنامج ميكروسوفت أكسيس 2003 Microsoft Office Access 2003 , فإن كانت إحدى كذباتهم فتلك مصيبة , وإن كان هذا الشي فعلاً حاصل فتلك فضيحة ومصيبة أعظم ,فلا ندري متى سينتهي هذا الإستهتار ، إذ كيف يمضي الطالب أربع سنوات من الجد والإجتهاد ثم أخيرا لا يجد درجاته ؟ أين الرقابة والمحاسبة الحقيقية .. متى سنتهي الفساد من العبث بنا ؟