تحولت الحوطة إلى مدينة أشباح. فأغلقت كل المتاجر أبوابها وغادر السكان من بيوتهم بعد سيطرة قوات الرئيس المخلوع وجماعة الحوثي التي طفت على السطح الخلايا النائمة والمدربة تدريباً عالياً على القتال في الشوارع من قوات الرئيس المخلوع والتي لبست عباءة الحوثي، والحوثيين الذين استطاعوا التسلل الى المحافظة وبتسهيلات من قبل الجواسيس والعملاء الذين ارتهنوا الى أسيادهم لتنفيذ مخطط إسقاط مدينة الحوطة. بقي في المدينة شباب يقاومون الغزاة الذين اجتاحوا مدينتهم. نعم لا يكاد يستطيع أي شخص المرور في شوارع وأزقة المدينة خوفاً من استهداف القوات الغازية التي تمركزت في العمارات والمرافق الحكومية وتستخدم القناصة على كل من يمر أمامهم والذين أغرقوا اغلب شوارع المدينة بالجثث المتحللة ولم يستطع أحد إخراجها بسبب المواجهات وتركت لتأكلها الكلاب. صارت الآن الحوطة ساحة للمعارك الدائرة بين قوات المخلوع والحوثيين المدججة بالدبابات والمصفحات والأطقم من جهة وشباب المقاومة الفولاذية التي تقاوم بأبسط الامكانيات من جهة أخرى والذين استطاعوا ان يحاصروا تلك القوة داخل المدينة. نقول لأهلنا الشرفاء والأحرار في الجنوب عامة ومدينة الحوطة خاصة صبركم الله وهذه ضريبة الحرب والقتال من أجل الحرية وما جرى معكم جرى في معظم مدن الجنوب، المهم أن نتطلع سوياً كشعب واحد إلى مستقبل أفضل وأن نطوي هذه الصفحة الأليمة فأهل مدينة الحوطة لا لوم عليهم وأرجو أن لا يلوموا شباب المقاومة فقد كانت البنايات يتستر بها القناصون والقتلة من مرتزقة وليس مقصودهم من المقاومة الانتقام بل إنه دفاع عن النفس. فكم من أرواح للشهداء قتلت من جراء القناصة الذين يأخذون من منازلكم وبناياتكم أماكن لهم لاغتيال المواطنين فكان لا بد من الشباب الرد عليهم، ونذكركم بأن شباب المقاومة رابطوا في المدينة مدة طويلة لإخراج الأهالي من وسط القتال واللوم كل اللوم على من اتخذكم درعاً له غير مبالٍ لما يحصل للمدنيين والعائلات والشيوخ والأطفال. ولا يسعني إلا أن أدعو لكم بالصبر حتى تعود المياه لمجاريها، فالقتلى والجرحى والدمار الذي يحصل وقع على كل الجنوبيين وننتظر ونتطلع لغدٍ مشرق.