بعث الاستاذ عبدالباري طاهر أول نقيب للصحفيين اليمنيين رسالة الى الاستاذ مروان دماج الأمين العام لنقابة الصحفيين اليمنيين بشأن خطاب السيد جيم أبو ملحة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين الموجهة الى عبد الملك الحوثي حول الوضع الذي تشهده الحريات الصحفية وأمن وسلامة وحياة الصحفيين. وقال نقيب الصحفيين الاسبق في رسالته ان رسالة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين تنم عن عدم الإلمام الكافي بالوضع الكارثي الذي تشهده الحريات الصحفية وأمن وسلامة وحياة الصحفيين المعرضة للخطر والتي تجعل من اليمن البلد الأكثر خطورة على الصحفيين. نص الرسالة العزيز مروان دماج الأمين العام لنقابة الصحفيين الأكرم السلام عليكم ورحمة الله... أخي العزيز قرأت باهتمام شديد رسالة السيد جيم أبو ملحة/ رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين الموجهة للأخ عبد الملك الحوثي (زعيم أنصار الله)، وشعرت بالحزن العميق والفجيعة لضراوة واستمرار دورة القمع والعنف ضد الصحفيين والإعلاميين . المفارقة الرائعة ان الصحفيين وفي مقدمتهم عبد الكريم الخيواني الذين وقفوا ضد الحرب على صعده ودافع عنهم رئيس اتحاد الصحفيين العالميين امام صالح هم الصحفيون الذين يدافع عنهم ابو ملحه اليوم والمقموعين بصورة اشد وابشع من قبل قادة انصار الله الذين دافع عنهم هؤلاء الصحفيين بالامس. ولايمكن تبرير هذا القمع الوحشي بتحالف الانصار مع صالح فقط. والامر الاهم ان الاسلام السياسي كله مستبد من ألفه الى يائه حتى لو ادعى محازبوه انهم انصاره واحباؤه. والمريب اكثر ان يستشهد الخيواني قبل شن هذه الحرب الاجراميه ببضعة ايام . عقب حرب 94 عقد الصحفي الكبير الفقيد عبد العزيز السقاف ندوة عن الحرب، وعقب انفضاض الندوة اختطف المشاركون فيها ومنهم: محمد المخلافي المحامي، ونعمان قايد سيف، وعبد الله سعد محمد (رئيس تحرير صحيفة الشورى)، وأحمد الصوفي وآخرون. وجلهم صحفيون، وتم الاعتداء عليهم بالضرب والإساءة قبلها، وبعدها جرى الاعتداء بالضرب والاختطاف على الدكتور أبو بكر السقاف المفكر العربي، وزين السقاف (الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين)، وبدأت موجة من القمع والإخفاء والاعتقال للصحفيين والإعلاميين والأدباء والكتاب. قبل خلع صالح بعدة شهور وقف الرجل الشجاع أبو ملحة في لقاء عام أمام علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية حينها ليقول له :" إن نظامك يصادر الحرية، ويقمع الكلمة، ويعتدي بالضرب والإخفاء القسري ضد الصحفيين؛ وسيواجه بالفضح والإدانة . لم تكن حكومة الوفاق التي شكلها تقاسم صالح وعلي محسن وأولاد الأحمر ومعهم الإصلاح والمؤتمر وأحزاب المشترك بأحسن حالا من تفرد صالح والمؤتمر في التعاطي مع حرية الرأي والتعبير. انقلاب ال 21 من سبتمبر الدموي هو الأكثر قسوة وانتهاكا ضد الحريات الصحفية والصحفيين؛ فخلال عام واحد اقترف أنصارالله وصالح وجماعته ما لم يقترفه نظام صالح خلال ثلاثين عاما. أغلقت الصحافة المعارضة والأهلية كلها، وأغلقت المواقع والمدونات، واعتقل الصحفيون والسياسيون والناشطون وتم وضعهم في الأماكن الخطرة كأضاحي لعدوان طيران السعودية والحلفاء، واعتدي بالضرب على الكثيرين وقتل صحفيان في مناطق الاحتجاز هما الشهيدان : عبد الله قابل، ويوسف العيزري . وجرى تهديد المنظمات الصحفية؛ وبالأخص نقابة الصحفيين التي لم تسلم من الإيذاء . قبل بضعة أيام تجمع أمام مبنى الأمن السياسي صحفيون وصحفيات وناشطون متضامنون مع عائلة السياسي محمد قحطان المختطف منذ شهور مطالبين بالإفراج عنه؛ فتصدت لهم ميليشيات أنصار الله وصالح بالضرب والاحتجاز. والمتعتصمون المعتدى عليهم بالضرب: على البخيتي، وهو ناشط وكاتب، وماجد المذحجي (مدير مركز صنعاء للدراسات)، ورضية المتوكل ناشطة وحقوقية، وعبد الرشيد ناشط وحقوقي، ومحمود ياسين صحفي وروائي. والواقع أن الاختطاف والإخفاء في المناطق الخطرة هي الأسلوب الجديد في ممارسة أنصار الله وصالح. الحالة القائمة الآن: استيلاء مطلق على الإعلام ( الرسمي) الممول من المال العام، طرد صحفيين بالجملة، منع الصحفيين من السفر في ظل غياب كلي للقضاء، ومؤسسات المجتمع المدني، وغياب الرأي العام والأخطر من ذلك كله خطاب عبد الملك الحوثي المتلفز الذي يعتبر إعلان حرب على الصحفيين، وإلغاء كلي لحرية والتعبير وما تحقق من حريات صحفية. العزيز مروان كزميل قديم لكم أتمنى مواصلة جهدكم الرائع في فضح الانتهاكات وتكميم الأفواه وإقفال العديد من الصحف خصوصا الأهلية والمستقلة : المصدر ، الناس ، الأهالي ، الشارع ، والأولى، والأيام. وكم نتمنى شخصيا من نقابتكم الموقرة لو تشكل لجنة من شباب وشابات الصحافة؛ لرصد الانتهاكات اليومية، والتواصل المطرد مع النقابات الصحفية والمختصة بالحريات الصحفية، وبالأخص اتحاد الصحفيين العالميين، ومنظمة صحفيون بلا حدود، والمادة 19، ولجنة الدفاع عن الحريات الصحفية، ومنظمات العفو وحقوق الإنسان، واتحاد الصحفيين العرب. ومن المهم التنسيق والتعاون مع صحفيات بلا قيود وحرية الإعلام اللتان قامتا بدور مهم في رصد الانتهاكات بصورة مائزة، وقد أصدرت صحفيات بلا قيود تقرير نصف السنوي عن الانتهاكات؛ فرصد الانتهاكات ومتابعتها والتوثيق لها هو الحرف الأول في الدفاع عن الحريات الصحفية. ولتسمح لي أيها العزيز أن أقول: إن رسالة اتحاد الصحفيين العالميين - على أهميتها - تنم عن عدم الإلمام الكافي بالوضع الكارثي الذي تشهده الحريات الصحفية وأمن وسلامة وحياة الصحفيين المعرضة للخطر والتي تجعل من اليمن البلد الأكثر خطورة على الصحفيين وتنافس كوريا الشمالية وإيران وأريتريا وأكرانيا والسودان . تحية للسيد أبوملحة، ولكل ضحايا الحريات الصحفية والمدافعين عن الحق، ولنقابتكم الموقرة. عبد الباري طاهر