عرض يوم امس في كوفي ترايدر بالعاصمة صنعاء فيلم "وحوش بلا وطن" الذي يتحدث عن صناعة الحروب والماسي التي تخلفها تلك الحروب والدمار المختلف الذي تنتجه. وحضر العرض الذي نظمته مؤسسة صوت استمرار لعروضها السينمائية التي تقوم بها منذ 7 اسابيع بالتعاون مع مؤسسة الامير كلاوس الثقافية، حضره عشرات المهتمين وطلاب الجامعة والناشطين والصحفيين. وقدم عن الفيلم نبذة مختصرة ونقد سريع الناشط والمهتم بالسينما رياض حمادي، كما دار نقاش بين الحاضرين تطرق لفقرات عديدة وأحداث دارت في الفيلم. وينتقد الفيلم وهو من انتاج عام 2015، ينتقد الحرب وما تخلفه من دمار وخراب على كل المستويات بطريقة ذكية، حيث لا يتحدث عن حرب معينة ولكن يتحدث عن شكل معين للحرب وهو شكل الصراع على السلطة. يقول رياض حمادي "عنوان الفيلم وعدم تحديد المكان والزمان له دلالة تريد القول أن هؤلاء الوحوش لا يتواجدون في مكان محدد لأنهم موجودون في كل مكان وزمان. هم موجودون هنا في اليمن؛ وحوش تقصف من السماء ووحوش تقصف من الأرض". ويضيف "يمثل الفيلم إدانة للقادة السياسيين ولقادة الحروب في كل مكان وزمان. هؤلاء الذين يحاربون من أجل مصالحهم الخاصة فيما الأبرياء هم وحدهم الضحايا. وعدم ذكر سبب للحرب التي نشبت فجأة فيه دلالة على أن الحرب لا يمكن أن تُبرر لأن الحرب رذيلة, وأي تبرير للحرب سيكون الهدف منه تحويل الحرب إلى فضيلة. وهذا ما يفعله كثير من دعاة الحروب". تدور أحداث الفيلم حول الحروب الأهلية من منظور طفولي يقوم فيه الطفل آجو (أبراهام أتاه) بدور السارد والبطولة، وحسب رياض فان اختيار طفل ليكون السارد منح الفيلم مزيد من التعاطف مع قضية تجنيد الأطفال وهي قضية تشكل مشكلة كبيرة في كثير من مناطق النزاعات حول العالم. ويتناول الفيلم عدة قضايا منها توظيف الحرب في سبيل المصالح الشخصية، ويبدأ الفيلم بشكل كوميدي حيث ينتقد الفقر بشكل يثير الضحك. يقول حمادي ان الربع الساعة الأول ينتمي للكوميديا السوداء, حيث يمكن للفقر أن يكون موضوعاً للسخرية والتهكم والضحك. ما تبقى من الفيلم سواد محض يصور معاناة الحرب وعواقبها على الإنسان بشكل عام والأطفال على نحو خاص. لكن يظل هناك فرقاً بين معاناة الفقر ومعاناة الحرب. ويتابع "تصور المشاهد الأولى من الفيلم معاناة الأطفال مع الفقر والجوع بطريقة غير مباشرة وعلى نحو ساخر حين يحاول آجو بيع صندوق تلفزيون قديم ولو بوجبة طعام. قد تفكر بأن صندوق التلفزيون قطعة خردة وجدها الأطفال في أي مكان. ستكتشف لاحقاً أن آجو نزع الصندوق من تلفزيون أبيه. تقديم زمن السرد على زمن القصة في هذين المشهدين يقوي المعنى أكثر من تطابق زمن السرد مع زمن القصة. مثال على ارتباط الحرب بالمال والإدمان والفقر نجده في مشهد عودة بعض الأطفال إلى القتال معللين ذلك بحاجتهم للمال. هذا يعني وجود صلة بين الفقر واستعمال الفقراء وقودا للحرب". ويضيف "يُقسيم الفيلم المعاناة إلى همين: هم يضحك وهم يبكي, وهو ما يتناسب مع طبيعة الحياة التي تنقسم إلى حرب وسلام. في هذا التقسيم نوع من المقاربة, فالجزء الضاحك من الفيلم, والذي مدته ربع ساعة يرادف السلام, والجزء المبكي مرادف للحرب. وهذه هي نسبة السلام إلى الحرب في الواقع العملي منذ الخليقة, فالإنسان في حرب متواصلة مع أخيه الإنسان ومع الطبيعة. وإن جادل شخص بأن أزمنة السلام تفوق أزمنة الحروب من حيث المدة نقول له أن أزمنة الحروب وإن كانت أقصر من أزمنة السلام إلا أن آثار الحرب المدمرة تحصد في شهور كل ما بناه السلام في سنوات". من جانبها قالت رئيسة مؤسسة صوت سماح الشغدري ان الفيلم بالنسبة لها ادى الغرض بشكل كامل، مضيفة لو كنت في لجنة تحكيم عن هذا الفيلم لأعطيت الفتى الصغير الذي مثل دور البطل جائزة تليق بدوره، فقد اجاد الدور ولاسيما عندما كان يفتقد امه وتعامل مع امرأة اخرى كأنها امه. وشكرت سماح الحاضرين جميعا ونوهت إلى ان العروض السينمائية لمؤسسة صوت مستمرة كل اربعاء في نفس المكان وبنفس الموعد، الساعة 3 عصرا وفي مقر كوفي ترايدر بحدة. قناة الاشتراكي نت على التليجرام https://telegram.me/aleshterakiNet