الأخ الاستاذ جيم ابو ملحه رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين تحية طيبة وبعد: يعاني الصحفيون والحريات الصحفية في اليمن كلها مخاطر شديدة.. حالة إلغاء شاملة للهامش الديمقراطي والتعددية السياسية والفكرية الذي عرفته البلاد عقب الوحدة في ال 22 من مايو 90 . اليمن حاليا أمام سلطة أمر واقع طرفاها: تحالف بقايا سلطة صالح، ومليشيات أنصار الله. الأولى: لها ثار "قبلي" مع الصحفيين والحريات الصحفية؛ لأنها أطاحت بحكمه، وكانت طرفاً رائساً في الاحتجاجات المدنية، ثم هو بالأساس معادٍ لحرية الرأي والتعبير، وقد عرفتم وشاهدتم بأنفسكم محنة القمع الذي شهدته البلاد طوال الثلاثين عاما . أما مليشيات " أنصار الله " فهي قوة قبلية طائفية (إسلام سياسي) شديد البداوة والتخلف، يعتبر زعيمها عبد الملك الحوثي الصحفيين أشد خطورة من المقاتلين (من خطاب رسمي موثق). سلطة الأمر الواقع في غالبية مدن الشمال قامت بالاستيلاء على الإعلام الممول من المال العام . ثلاث قنوات فضائية وما يقرب من خمسة عشر إذاعة وثلاث صحف ورقية يومية، ونكلت بالعاملين فيها، كما ألغت ونهبت القنوات المستقلة الأخرى والإذاعات، وألغت الصحافة الأهلية والحزبية . أما الصحفيون فالتنكيل بهم وصل حدود الإخفاء في أماكن خطرة معرضة لقصف طيران التحالف، وقتل صحفيان بسبب ذلك في ذمار، ولا يزال أكثر من عشرة صحفيين مختفين قسريا، أما الملاحقون والمهددون بالموت فبالعشرات، والمطرودون من أعمالهم والمعطلون من ممارسة المهنة فبالمئات . أما في الجنوب فالسلطة الشرعية حتى الآن لم تستطع فرض هيبة النظام والقانون، ولا تزال تواجه تحدي حرب سلطة الأمر الواقع قوات ومليشيات صالح وأنصار الله في العديد من المناطق ومنها الجنوب، كما أن إرهاب جماعات القاعدة والدواعش منتشر في عموم مدن الجنوب نفسها والاغتيالات شاهد حالة التفلت الأمني، وهذه الجماعات التي تعادي الحياة نفسها تعادي الصحفيين والحريات الصحفية بصورة أخص، فتعتبرها "كفراً بواحاً" أي معلنا.. باختصار الوضع في اليمن كلها يجعل البلد في صدارة البلدان الأشد خطورة على الحريات الصحفية؛ لذا فإننا نطالبكم بالآتي: - الضغط والمزيد من الضغط لحماية حياة وحرمة الصحفيين اليمنيين وجعلها قضية دولية، وإطلاق سراح المعتقلين والمختفين قسريا. - الضغط لكفالة الحريات الصحفية، وعودة المؤسسات الإعلامية الأهلية والحزبية والتابعة للدولة، ودفع أجور العاملين في جهاز الدولة وتعويض الأهلية والحزبية عن النهب لمقراتها وممتلكاتها، وتوفير مناخ آمن لحياة الصحفيين والإعلاميين وحرياتهم . - مساندة النقابة والجهات والأطراف والأشخاص المهتمين برصد الانتهاكات والمدافعين عن الحريات الصحفية وحماية الصحفيين وحقوقهم وحقوق الإنسان بعامة. الأطراف المتحاربة في اليمن كلها على كثرتها الكاثرة تمثل خطراً على الحريات الصحفية على تفاوت في درجة عنف هذه الأطراف فإذا كانت سلطة الأمر الواقع: صالح وأنصار الله تقمع الحريات والحريات الصحفية، وتختطف وتعتقل وتقتل- فإن القاعدة والدواعش أداتها الوحيدة الذبح فقط. أما الأطراف الأخرى في الشرعية فإنهم يهيمنون على الفضاء الإعلامي العام، ويقصون الصحفيين والإعلاميين المستقلين والحزبيين غير الموالين حتى لو كانوا حلفاءهم، ويمارسون الهيمنة والسيطرة فهم ضحايا وجلادون في آن. إننا نطالب الاتحاد الدولي للصحفيين مساعدة المشردين والمنفيين خارج اليمن ومساعدتهم قدر الاستطاعة في ممارسة مهنتهم ومناشدة الأطراف المعنية في الشرعية للتخفيف من غلواء الإقصاء والتهميش لزملائهم في المحنة والمهنة. كما ندعو مخلصين إطلاق سراح الصحفيين، وأن تحل قضاياهم بعيدا عن المفاوضات السياسية؛ شاكرين للأخ وزير الخارجية الأستاذ عبد الملك المخلافي اهتمامه بحماية الصحفيين، ودعوته لإطلاق سراح المخفيين والمعتقلين، واحترام حقوق الإنسان والحريات الصحفية. عبد الباري طاهر