تدور الارض حول نفسها بشكل يومي كما أنها تدور حول الشمس 1يضا. ومع كل هذا الدوران تدور حياتنا بشكل يدعو لل2ستغراب والدهشة . لا شئ يبقى ثابتا في هذا الكون الفسيح. ذات يوم كان هناك حزباً 1سمه الحزب الاشتراكي اليمني , كان يحكم بلداً 1سمه جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، يبدو الأسم طويلاً وملفتا وهو تعبير يشخص النظام الاشتراكي بكل 1دوات الحكم فيه ، عاش الرفاق فيه صراعا داميا 1نتهى بمأساة 13 يناير , ومنها الى وحدة 22 مايو ثم الى حرب 94 والتي جردت الحزب من 1دواته في لحظة غريبة من لحظات دوران الزمن الغريب. ومن نفس نقطة الدوران انطلق نظام صالح يسيطر على كل شئ في حياة اليمنيين حتى 1نتهى المطاف بزعيمه الى ثلاجة ضيقة في المستشفى العسكري بصنعاء بعد أن كان مزهو بنفسه حد الكمال. لا أحد من أقاربه 1و 1نصاره الان يريد ان يعرف 1ي معلومات عنه وعن جثته. الجميع يريد 1ن يهرب من قوانين الحياة ولا 1حد يريد الاعتراف بدورانها. حاول هذا الانسان الغريب - صالح - أن يسير عكس هذا الدوران فسقط في النهاية بين الرحى ولم ينفع الندم حينها. لا أحد يتعلم من هذا الدوران شيئا وتتكرر ال1خطاء مرة بشكل مأساة وال1خرى كما قال كارل ماركس بشكل ملهاة. اليوم فقط وفي جولة كنتاكي شاهدت علي الشرعبي وسلمت عليه . هو لايعرفني ولكنني 1عرفه تماما و1تابع 1خباره من بعيد , كان صامتا ولا ينطق بالكثير من الكلام, يبدو أن اتفاقاً تم ابرامه يجعل من الصمت عنواناً لكل شئ في حياتنا. الحرية يدفع ثمنها أبطال نحن لا نعرفهم ولهم طاقة تَحَمُّل محدودة فهم في ال1خير بشر. في تلك اللحظة حضرت إلى بالي (منار عبد الكريم المنزلي) وهي تناشد جميع رجال اليمن ورجال الر1ي ومنظمات حقوق الانسان لإخراج 1بيها من غياهب زنزانة ال1من السياسي. لا 1حد يتعامل مع هذا الكم الهائل من حزن (منار) على 1بيها , ولا 1حد يشعر بمعاناة 1سرة عبد الكريم المنزلي!!!! حتى رفاقه يحاولون تجنب الحديث عنه ويبدو أن ال2حباط سيطر على كل شئ في حياتنا. لم يعد لدى (منار) غير صفحتها في الفيسبوك تناشد العالم من خلالها إنقاذ 1بيها . ولا 1حد يلتفت الى مناشداتها اليومية وقلمها الحزين. عبدالكريم المنزلي شخص يساري بسيط مدني يتحدث كمواطن عن وطنه الذي ينهار 1مامه ولا يملك غير لسانه وقلمه ليعبر به عن هذا البؤس الذي نعيشه جميعا. لم يحمل سلاحا في حياته ويؤمن بالحرية وقوانينها وأبطالها وأساليبها ايضا 1ظن أن الكلام هو آخر وسائل التعبير السلمية عن الحرية واعتقد اذا سلب منا ومن عبد الكريم المنزلي حق الكلام فأننا حتما سنموت جميعا. يعيش رفاق عبد الكريم المنزلي في الحزب الاشتراكي اليمني حالة برود عجيبة ومستفزة . وتعيش قيادة الحزب في الخارج حالة صمت عجيبة وغريبة وغير مبررة!!! يبدو انها تريد أن تموت ، وتحاول أن تسلب نفسها حق الكلام ايضا وحق الدفاع عن اعضائها بكل الوسائل السلمية . نحن لا نريد الآن أن نموت. وما يزال الحزب الاشتراكي اليمني يملك مقراً في مدينة صنعاء وفي منطقة الصافية وله 1نصار ومثقفين وناشطين ورجال فكر ورجال دولة . و1ظنه يستطيع أن يحرك 1دواته ل2خراج عبدالكريم المنزلي من زنزانته الموحشة. يحاول الحزب الاشتراكي اليمني السير بجانب الجدار دون أن يتدخل في 1ي شئ يخص 1عضائه بل ويخص كل القضايا التي تخص اليمن. 1ن 1نا 1ن لدى الحزب 1دوات يستطيع بها ان يدافع عن 1عضاءه الذين يغيبون قسراً وظلما ودون وجه حق. صحيح أن الارض تدور بنا وقد دارت على حزب كبير كالحزب الاشتراكي اليمني حتى وصل الى هذه الدرجة من البؤس والسلبية والتقاعس , وعدم القدرة على الحركة والتحرك لإطلاق عبد الكريم المنزلي المسجون والمغيب ظلما وقسراً. ومع ذلك ما يزال الأمل يعيش بيننا ل2ننا نعرف 1ن الارض تدور وستبقى تدور.