حذر عضو اللجنة المركزية للحزب الإشتراكي أسعد عمر، من تواطؤ المبعوث الأممي مارتن غريفث مع الإنقلابيين بخصوص انسحابهم من موانيء الحديدة، معتبراً تلك مسرحية مفضوحة لا تنطلي على أحد. وقال في تصريح صحفي أن المبعوث الأممي مارتن غريفث "يسعى للظهور بتحقيق أي إنجاز أمام مجلس الأمن، لكنه لا يخرج عن حقيقة أننا امام مسرحية جديدة للتسليم، لا تختلف عن المسرحية السابقة المنفذة عقب اتفاق استوكهولم اثناء تولي الجنرال الهولندي باتريك كاميرت إدارة لجنة إعادة الانتشار للقوات في مدينة الحديدة". واتهم القيادي الإشتراكي أسعد عمر المبعوث الأممي بالعمل لصالح الإنقلابيين بالقول: "نحن نعيش التفافاً جديداً وابتعاداً عن اتفاق استوكهولم، بل وبدأنا نلمس تحيزاً واضحاً من المبعوث الأممي لمصلحة جماعة الحوثي، ولطالما تضمنت احاطاته امتناناً متكرراً وإشادات بمن شملتهم العقوبات وفق قرارات مجلس الأمن". وأكد أسعد عمر بأن ما يقوم به المبعوث الأممي بعيداً عن قرارات مجلس الأمن بخصوص اليمن ومنها القرار 2216 وكذلك اتفاق استوكهولم. وعبر عن خشيته من محاولات المبعوث الأممي اختزال القضية اليمنية بمدينة الحديدة فقط، وابتداع آليات تنفيذية لاتفاق استوكهولم تشرعن وجود الانقلاب الحوثي وتقلص من السلطات السيادية للدولة اليمنية وتحد من صلاحيات الشرعية اليمنية تحت غطاء التحييد، مؤكداً على أن هناك اختلالات كبيرة في عمل الجهات الممثلة للأمم المتحدة تجاه اليمن. وقال: "أننا أمام تجاوزات خطيرة من قبل المعنيين بتنفيذ قرارات مجلس الامن، وهي تجاوزات من شأنها أن تضعف من هيبة القرارات الدولية، وتقلل من شأن مؤسساتها ومصداقية العاملين فيها، ومالم يتم التدارك لها فإنها ستحول بكل تأكيد دون تحقيق اي فرصة لإحلال السلام في اليمن". وكانت جماعة الحوثيين، أعلنت الاثنين الماضي، اختتام المرحلة الأولى من إعادة انتشار قواتها من الموانئ الثلاثة، الصليف ورأس عيسى والحديدة، من جانب أحادي بإشراف ثلاث فرق تابعة للأمم المتحدة تنفيذاً لاتفاق ستوكهولم لكن الحكومة اليمنية، اعتبرت على لسان مسؤوليها، هذه الخطوة من جانب الحوثيين "تضليل ومسرحية هزلية". ورحبت الأممالمتحدة بالانسحاب الأحادي للحوثيين، واعتبر المبعوث الاممي مارتن غريفيث خلال إحاطته لمجلس الأمن الدولي أن "التغيير في الحديدة قد صار واقعاً، وهناك مؤشرات على بداية جديدة في الحديدة"، مشيراً إلى أن قوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) نفذت "بين 11 و14 مايو الجاري إعادة انتشار أولية من موانئ الحديدة وصليف ورأس عيسى بمراقبة الأممالمتحدة. وغادرت القوات العسكرية التابعة لأنصار الله تلك الموانئ الثلاثة".مؤكدا أن "التقدم الملموس في الحديدة سيمكننا من المضي قدما في مفاوضات إنهاء الصراع، وسيمكننا من استئناف المفاوضات السياسية". وكانت الحكومة اليمنية الشرعية قد أعلنت الخميس رفضها لإدارة الأممالمتحدة للموانئ الثلاثة في محافظة الحديدة غربي البلاد، وانتقدت بشدة على لسان مسؤوليها إحاطة المبعوث الأممي مارتن غريفيث في مجلس الأمن الدولي. وتعدّ هذه هي المرة الأولى، التي يعلن فيها فريق الأممالمتحدة ترحيبه بانسحاب أحادي الجانب من الحوثيين، منذ توقيع اتفاق استوكهولم في ال13 من ديسمبر/ كانون الأول 2018. وسبق وأن أعلن الحوثيون منذ أشهر انسحاباً أحادي الجانب من ميناء الحديدة، إلا أن الفريق الحكومي اعتبر ذلك "مسرحية هزلية"، وهذه المرة الأولى التي تبدي فيها الأممالمتحدة ترحيباً بذلك.