قررت السلطات في مدينة عدن جنوبي البلاد تعليق التعليم في المدارس، ابتداءً من 12 سبتمبر الجاري وحتى الثالث من أكتوبر المقبل، بسبب الارتفاع في درجات الحرارة ونسب الرطوبة، واستمرار انقطاع التيار الكهربائي وكذلك تفشي الموجة الثالثة من فيروس كورونا المستجد. ووافق محافظ عدن أحمد حامد لملس، على طلب إدارة مكتب التربية والتعليم في المحافظة بضرورة وقف العملية التعليمية مع انتشار كوفيد-19 بين التلاميذ والمعلمين، في حين تسبّبت موجة حرّ شديدة في حالات إغماء بينهم إلى جانب انقطاع الكهرباء طوال ساعات الدوام الدراسي، بحسب ما جاء في رسالة إدارة المكتب إلى المحافظ. وأشارت إدارة مكتب التربية والتعليم إلى أسباب أخرى، منها معاناة مدارس كثيرة من شحّ في المياه التي تفتقر إليها أخرى، بالإضافة إلى الصعوبة في تنفيذ الإجراءات الاحترازية كالتباعد الاجتماعي أو الجسدي، نظراً إلى كثافة عدد التلاميذ وعدم توفّر عدد كافٍ من المعلمين، مؤكدة عدم القدرة على توفير كمامات ومعقّمات وأدوات خاصة بالنظافة. وتشهد عدن موجة حرّ شديدة أدّت إلى ارتفاع أصوات مطالبة بضرورة وقف العملية التعليمية، بعدما انتشرت صور كثيرة لتلاميذ ومعلمين في المدارس وكذلك أطفال وكبار في السنّ يُصابون بحالات إغماء، سيّما مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة. وتعيش عدن، أوضاعاً إنسانية صعبة في كلّ المجالات، مع انهيار العملة المتزايد في خلال اليومَين الأخيرَين وارتفاع أسعار المواد الأساسية، وانقطاع التيار الكهربائي الذي تسبّب في انقطاع المياه عن بعض الأحياء والمرافق والمؤسسات. وكانت اللجنة العليا لمواجهة كورونا في اليمن، قد اقرت يوم امس الأربعاء، إيقاف الأنشطة الرسمية الجماعية والفعاليات ورفع درجة الاستعداد في المرافق الصحية إلى أعلى مستوياتها، مع تفشي الموجة الثالثة من فيروس كورونا المستجد "كوفيد19"، وتصاعد حالات الإصابة في المحافظات الجنوبية والشرقية. وكلفت اللجنة العليا في اجتماعها برئاسة رئيس الوزراء معين عبد الملك، السلطات المحلية باتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من التجمعات والمناسبات الاجتماعية. كما أقرت اللجنة الحكومية عددا من الإجراءات بهدف تعزيز قدرات القطاع الصحي لمواجهة الموجة الثالثة، بما في ذلك إمكانية فتح مراكز عزل جديدة وتوفير المستلزمات الطبية والوقائية، وتعزيز آليات التنسيق مع المنظمات الدولية لتوفير الاحتياجات بحسب الاولويات. وأكد عبد الملك أهمية استمرار رفع الجهوزية للقطاع الصحي وتفعيل عمل لجان الطوارئ في المحافظات، مشدداً على ضرورة الاستفادة من الإيجابيات في تجربة مواجهة الموجتين السابقتين وتجاوز السلبيات ومعالجتها، وتكاتف الجهود والوعي المجتمعي باعتبار ذلك حائط الصد الأبرز للتقليل من كارثة الوباء. ومساء الأحد قال وزير الصحة قاسم بحيبح إن اليمن دخل ذروة الموجة الثالثة من فيروس كورونا المستجد مع تزايد أعداد المصابين والوفيات بالفيروس في مختلف محافظات البلاد. وأعلنت اللجنة العليا مساء امس الأربعاء، تسجيل (49) حالة إصابة مؤكدة بكوفيد19 منها 21 في حضرموت، 11 في البيضاء، 10 في مأرب ، 6 في تعز، وحالة واحدة في شبوة. وأشارت إلى تسجيل 7 وفيات، 5 منها في حضرموت وحالتين في لحجوالبيضاء. وارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا في مناطق الحكومة المعترف بها دولياً خلال الموجات الثلاث إلى 8230، منها 1541 وفاة، فيما تماثلت 5 آلاف و87 حالة للشفاء. فيما تتكتم جماعة الحوثيين التي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المراكز السكانية الكبرى في شمال البلاد وغربها، تتكتم على أعداد الإصابات والوفيات الناتجة عن فيروس كورونا في تلك المناطق.