عندما تشاهد اعتصاماً هنا واضراباً هناك في ما يسمى ثورة المؤسسات تفحصها جيدا قبل ان تتعاطف معها او ترفضها لأنها قد تكون مماحكات حزبية ليس الا بين شركاء الانتصار في 94 دون تفاصيل اكثر , عندما تجد خطاب وسائل الاعلام يعزف اوتار الخطاب الوطني والولاء فتأكد ان الامور ليست على ما يرام , وامسك الريموت وغير القناة الرسمية الى قنوات اطراف الصراع وشاهد اذا ظهر احدهم يقسم بالوطن الاخلاص فتأكد انه يعد لخيانة القسم , هكذا هو التفسير الذي علمنا اياه ابائنا واجدادنا للمعنى الحرفي بان البلد على كف عفريت , 2 عندما تعلن للناس تبنيك للنضال السلمي فعليك ان تخلع كل ثياب العهر الثوري المسلح , وان تتخلى عن العنف وتتوب عنه كما تتوب من الذنب , لكن هذا فقط في احلام افلاطون , لأنك عندما تشاهد واقعة الجمل و كربلاء في القرن الحادي والعشرين وتسمع تكبيراتها ولا تعرف من ضد من , عندما تتعارك الطوائف وملوكها تتصارع والعدو هناك قابع خلف الاسوار يتربص بالجميع وينتظر الفرصة السانحة للفتك بالجميع , فاعلم ان اليمن على كف عفريت 3 عندما تتقدم للوضوء في محراب الطهر عليك ان تغسل روحك كما تغسل جسدك وان تكون نقي كنقاء المكان ونقاء الهدف التي تنادي به , لكن ان تثير انصارك في مؤسسة ما من اجل ان تأتي برجالك لإحلالهم مكان الاخر المختلف معه دون تراضي اطراف الاتفاق, هذا ليس سياسة او دها سياسي انها خيانة ولؤم انها ادنى مستوى من الحقارة , فتوقف فاليمن لا تحتمل البقاء على كف عفريت 4 عندما نستغل حالة الثورة لدى الناس لتحقيق مصالح انانية ضيقة حزبية او شخصية لهو اسوء تعبير عن الثوار وعن اهداف الثورة , عندما نجد شركائنا في الثورة وفي النضال السلمي واللقاء المشترك رفاقنا في التجمع اليمني للإصلاح مشغولون بتجميع كوادرهم لتعيينهم في مناصب كان المفترض ان تكون مناصب مهنية وليس سياسية , لكن المؤسف ان الاخوة في الاصلاح يتبعون نهج المخلوع في افساد الهيكل العام للدولة بهذه التعيينات واتمنى ان يتوقفوا وان تكون نواياهم صادقه كأقوالهم لأننا نريد تصحيح الوضع وليس عجنه من جديد , وعليهم من خلال وزرائهم ان يعملوا على انجاز مهام وطنية حقيقة تخدم الوطن لاسيما في هذه المرحلة الحرجة جداً من تاريخ اليمن , كما ان المفترض ان يجندوا امكانياتهم لتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين لاسيما الكهرباء , وان لا يتركوه على كف عفريت , 5 الدولة المدنية وانصار (الذريعة) 33 عاماً وصالح ينشر الفساد في البلاد والعباد ولكنه ظل طوال الفترة حامي حمى الشريعة و مرجعيتها العظمى وكأن حكم صالح هو النموذج الامثل لحكم الشريعة ؟ لا ادري كيف يفكر هؤلاء ؟ ولماذا ظهورهم كان مصاحب لاقتراب انتصار المرحلة الاولى في الثورة ؟ والسؤال الأصعب لماذا لا نجد موقفاً واضحاً من الاصلاح تجاه هؤلاء ؟ ناهيك عن مواقف الزندانيون المؤيدة لأنصار الذريعة والتي تضع مصير الكثير من الاسئلة على كف عفريت ؟؟!! The End انصار الذريعة , صراع الطوائف , العهر السياسي , صالح وجيوبه , التدخلات الاجنبية , كل هذه الاشياء تصرح بحقيقة واحدة وهي أن اليمن فعلاً اصبحت على كف عفريت , وان المؤسف حقا بان القوى التقدمية والحداثية سياسية و(دينية) مازالت ممزقة وغائبه عن مشهد الصناعة للواقع الجديد ومحصورة فقط في التنظير وهندسة الافتراضيات لكن عمال ومقاولي التنفيذ سيئين في فهم المفترض تنفيذه ويصنعوا الكثير من التشوية للمولود الجديد, فأتمنى ان تقدم القوى التقدمية والحداثية مشروعها للناس ويصبحوا فاعلين اكثر في صناعة هذا الزمن الجديد لان المستقبل المنشود يطلب الجميع لاسيما القوى المعتدلة والتقدمية , ودمتم سالمين لينقذنا الله من كف العفاريت.