تبنى فصيل مُسلح في الحراك الجنوبي هجمات شنها على مواقع عسكرية في محافظة الضالع جنوباليمن يوم السبت وأدت إلى مقتل أربعة جنود، بعد يوم من مقتل مدنيين في قصف للجيش أعقب اشتباكات بين جنود ومسلحين. وشهدت الضالع السبت توتراً عقب أحداث شهدتها المدينة، لكن مصدراً محلياً قال إن طفلاً قتل في منطقة سناح. وقالت مصادر محلية إن أماً حاملاً قتلت أمس إلى جانب طفلتيها في سقوط قذيفة على منزلها في الضالع، ويعتقد أن قوات الجيش أطلقتها خلال قصف عشوائي في المدينة. وذكرت مصادر ان جنديين ومسلحين بينهم قيادي ميداني في الحراك الجنوبي قتلوا بعد ظهر أمس في اشتباكات بين الجانبين بمدينة الضالع، أعقبها قصف شنته قوات اللواء 33 وأصاب بعض منازل المدنيين. وقالت ان أماً حاملاً تدعى «لينا محمود مانع» لقيت مصرعها مع ابنتيها «ياسمين وإسراء»، كما أصيب زوجها «ياسين علي حسن» بجراح خطيرة إثر سقوط قذيفة على منزلهم في الضالع مساء الجمعة. وأضافت المصادر ان طفلة أخرى توفيت متأثرة بجراحها. وفي تطور لاحق، بثت قناة «عدن لايف» التابعة لنائب الرئيس السابق علي سالم البيض اليوم السبت بياناً قالت إنه صادر عن ما أسمتها «المقاومة الوطنية الجنوبية» يتبنى فيه هجمات قال إنه شنها على مواقع للجيش رداً على مقتل القيادي في الحراك بركان محمد مانع، وأفراد أسرة ياسين علي حسن. وقال البيان الذي قرأه مذيع قناة «عدن لايف» التي تبث من بيروت «شنت المقاومة الجنوبية هجوماً كاسحاً استهدف المواقع العسكرية التابع للواء 33 مدرع والمتمركز في الضالع وهي: معسكر الجرباء والمواقع التابعة له، ومعسكر عبود والمواقع التابعة له». وأضاف ان المسلحين سيطروا على موقعي «المظلوم والخربة» التابعين لما وصفه ب«جيش العدو» في إشارة إلى قوات الجيش. وتابع ان أحد الجنود استسلم، بينما فر الآخرون، وجرى الاستيلاء على عتادهم العسكري. وقال البيان، الذي حمل الرقم (1)، ان مسلحين هاجموا دورية عسكرية تابعة للجيش اليمني في منطقة الراحة بمحافظة لحج ما أسفر عن مقتل أربعة جنود وإحراق الدورية «والاستيلاء على بعض الأسلحة». وتوعد الفصيل المسلح بشن هجمات على الجيش حتى استقلال الجنوب، مشيراً إلى أنه سيُسلم الجندي المحتجز إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر «في المستقبل» دون تحديد موعد. وقال إنه سترد على أي هجوم يستهدف أي مواطن جنوبي. وفي صنعاء، نفذ أعضاء في مؤتمر الحوار الوطني وقفة احتجاجية للتنديد بأحداث العنف في محافظة الضالع ومقتل مدنيين خلال قصف الجيش. وبحسب الموقع الرسمي للحوار، استنكر الأعضاء «تلك الأحداث وما ينتج عنها من سقوط ضحايا أبرياء، مؤكدين على ضرورة سرعة التحقيق في ملابسات تلك الأحداث وتقديم المتورطين فيها للمساءلة». ودعوا إلى اتخاذ اجراءات كفيلة بوضع حد لأعمال العنف في الضالع وضمان حماية المدنيين من ان تطالهم أي جرائم مستقبلا. وطالب أعضاء الحوار بسحب اللواء 33 مدرع من الضالع واستبداله بلواء عسكري يضم المنتسبين الى القوات المسلحة من أبناء المحافظة. وأعلن ياسين مكاوي، وهو نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني عن الحراك الجنوبي، «تأييده للمطالب التي طرحها المشاركون في الوقفة الاحتجاجية»، داعياً القيادة السياسية والحكومة إلى إعطاء «الأولوية لسرعة وقف العنف في الضالع وضمان عدم تكرارها في المستقبل».