ما إن يبدأ أحدهم الحديث امام السيد الرئيس مبتدئاً بالمديح، حتى يقاطعه الرئيس قائلاً : وبعد ؟! بمعنى انه لاحاجة للمقدمات والمدح والثناء، ولكن الدخول في صلب الأمور. - من هذا المنطلق سأبدأ من حيث ينبغي ان أختم، فأقول بأنني لست من أولئك الذين ينادون بعودة الرئيس أو عدوله عن قراره بعدم الترشح لرئاسة الجمهورية، وهذه هي الخلاصة. - أما إذا أردنا الحيثيات فإليكم بعضها : إن هذا الرجل لم يعتد ابداً على التراجع عن قرار اتخذه، لأنه لايعرف سوى المضي نحو الأمام دوماً، كما انه ليس ممن يتخذون قراراتهم مجازفة، وانما وفق رؤى مدروسة، ولعله عندما كان الاقدر والأوحد في تحقيق أهداف الثورة اليمنية الستة، فإنه كذلك الاقدر على ترسيخ الهدف السابع الذي له شرف إضافته وترسيخه، وهو التداول السلمي للسلطة. - أيتها السيدات والسادة.. مخطىء من يختزل رجلاً بحجم علي عبدالله صالح في كرسي الرئاسة فهو رجل بحجم الوطن، وليس أكبر من الوطن، وهو رئيس حزب حاكم، وبالتالي فإنه قادر على إدارة أمور الوطن من خلال حزبه إذا ما تسنى لهذا الحزب ان يظل حاكماً، فالحزب هو الذي يرسم السياسات، وينفذها من خلال حكومته وكتلته البرلمانية. - ادرك انه ليس من السهل على أحد قبول فكرة ان يكون رئيس لليمن غير علي عبدالله صالح، ولكن التغيير هو سنة الحياة، ولعل هذه الفكرة أصعب ما تكون علينا نحن جيل علي عبدالله صالح، فنحن لم نعرف رئيساً غيره، ولم نحب غيره. - ان هذا الرجل الذي ظل دوماً يبشرنا بالمستقبل الأفضل، إنما أراد ان يزرع فينا الأمل بالغد، وقد حق له ان يحصد ثمار مازرعته يداه، فنحن مستبشرون بغدٍ لأننا على يقين من انه سيكون فيه علي عبدالله صالح وإن لم يكن ذلك من خلال دار الرئاسة، لأنه وبحق يسكن القلوب وليس القصور.!! - أما من يقول بفكرة الخلود فهو أحق بأن يراجع إيمانه، وليتذكر أن حب «الأوطان» من الإيمان !! السوسوة.. يافخامة الرئيس !! - لا أدري لماذا يحرص المسؤولون في العديد من مؤسسات الدولة على أن يتكرر نفس الاشخاص وان تتكرر نفس الوجوه، في معظم اللقاءات التي يعقدها فخامة رئيس الجمهورية مع الفعاليات الاجتماعية، فنجد الأعيان والوجاهات الاجتماعية، هم أنفسهم قادة الاحزاب، ومدراء المؤسسات، والنخبة الثقافية والسياسية، وربما لم يخل الأمر من تمثيلهم للقطاع النسوي !! - أياً يكن السبب فلن تعدم الحيلة للصادقين والمخلصين، من أن يلتقوا فخامة الرئيس ولو بصورة غير مباشرة، كأن يوصلوا رسائلهم عبر الصحف، وربما كان هذا حالي هنا.. إلا أنني لا أبغي من هذه الرسالة مصلحة شخصية كماهو حال الكثيرين ممن يحرصون على لقاء فخامته. - أود فقط من خلال هذه العجالة أن أذكر فخامة الرئيس - وأؤكد مسألة التذكير فقط برجل من رجال هذا الوطن الأوفياء، المخلصين، العاملين بصمت، فهو رغم تقلده عدداً من المناصب الإدارية في جامعة تعز، إلا أنه ظل محافظاً على نزاهته وكفاءته العلمية والإدارية، بل إنه يعد من القلائل القادرين على تشخيص مكامن الخلل في هذا الصرح الأكاديمي، وايجاد بل وتنفيذ الحلول الناجعة والناجحة لها.. انه الدكتور/ عباس السوسوة. إنه شخص يشهد له الصغير قبل الكبير بدماثة اخلاقه، ووضوحه، وإخلاصه في عمله واعتقد أنه لوكان موضوع استفتاء لحصل على المرتبة الأولى بدون منافس في احقيته بأن يكون ضمن الصف الأول في هذه المؤسسة، اذا كنا نهدف إلى تصحيح الاختلالات طبعاً. سيدي الرئيس.. هذا الرجل ليس بحاجة إلى أن أعدد لكم مناقبه، ولستم أنتم بحاجة إلى من يعلمكم بمثل هؤلاء الأوفياء، انما هي الذكرى، فمشاغلكم الكبيرة، قد تكون وراء هذا التأخر في انصاف هذا الرجل، خصوصاً أنكم ونحن في مرحلة أحوج مانكون فيها إلى اعادة الأمور إلى مساراتها الصحيحة كخطوة عملية على صعيد القضاء على الفساد المالي والاداري، في هذه المؤسسة التي أنتمي إليها، وغيرها من المؤسسات الأخرى. - سيدي الرئيس.. إنماهي مناشدة، آمل أن تجد طريقها إلى قلبكم الكبير، فمن احتوى اليمن بأكمله، لاشك قادر على احتواء مناشدة أحد أبنائه جعلنا الله نعم الابناء لنعم الأب.