اتحدى أن يخالفني أحد الرأي حول الاعجاب البشري دون استثناء ب «الخيل» وأن النظر إليه متعهُ للعين والنفس.. أما من يزاول امتطاء صهوته فإن المتعة تكون أعظم، وللخيل ارتباط وثيق بالحياة البشرية.. فهو من أول الحيوانات التى استهوت الإنسان وجذبته إليها ووجد فيها حاجته للإنتقال وحمل حاجياته، وقوة سحب وجر للعربات، والمحاريث كحرث الأرض، ثم استخدمه في ترحاله وغزواته كآليات قوية ومرنة القياد والتوجيه والتحكم للفرسان في الحروب. ولم يستثن الإنسان العربي عن هذه الاستخدامات للخيل .. فالخيل كانت جزءاً من حياة العربي، وقد تكونت علاقة حميمة بين العربي وهذا الحيوان الجميل الرائع القوي الأليف المطواع للترويض والتدريب على كل الأعمال التى كانت متطلبة في حياة الإنسان العربي .. وقد قال شعراء العرب، وأشهرهم شعراً وشاعرية وخيالاً أروع القصائد وأحلاها،وأجملها، وشبهوه بأحلى وأجمل مافي حياتهم، وشبهوه أو وصفوا ما أحبوا في حياتهم بالخيل، وأقام العربي للخيل المهرجانات السباقية والاستعراضية، ومسابقات الجمال، واشتهر الخيل العربي بأنه أجمل الخيول على الإطلاق.. وعلى صهوة الجواد العربي قامت ودارت معظم الحروب القبلية والغزوات للسطو والنهب، وفاخر العربي ومازال باقتناء الخيل وتربيتها.. وكانت رفيقته في حياته حرباً وسلماً واقتصاداً،وهجرة،وحراسة للقوافل ...الخ. ولم يزل العربي يدين للخيل.. بل المسلمون يدينون للخيل في فتوحاتهم .. فقد خرج العرب المسلمون بعد أن انتشر الإسلام في الجزيرة على ظهور خيولهم جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً يحملون مشاعل الهداية والنور إلى اليمن وعمان وبلاد الشام والعراق ونحو الهند والسند والصين،ونحو شمال افريقيا إلى المغرب والاندلس ينشرون الحق ورسالة السلام والحرية والعدل في بقاع الأرض خلال فترات الدولة الأموية والعباسية والحمدانية.. وواجه على ظهورها كراً وفراً العرب الحملات الصليبية بقيادة الناصر صلاح الدين الايوبي.. ومن على ظهورها كتبوا وسطروا اروع الانتصارات على الغزاة. وقد جاء ذكرها في القرآن كثيراً،وهو ذكر حسن، وذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير، وربط الخير بها حتى يوم القيامة.. وهاهم في العصر الحديث يصفون قوة الآلة الحديثة بقوة الخيل «الحصان» ويعتبر الخيل رمزاً للتطلع والطموح والجموح نحو المستقبل. ولليمانيين حكاياتهم وقصصهم مع الخيل قبل الإسلام وبعده، ومازالت علاقتهم بالخيل حميمية.. ولا أدل على ذلك ما احتواه المعرض الفني الأول للخيل العربي الذي زاره الرئيس صالح.. ليرى كيف عكست مخيلات الفنانين صور الخيل في لوحاتهم في اروع وابدع الصور المعبرة والألوان الموحية، بمدى تعلق اليمانيين وحبهم للخيل شعباً وقائداً.. وستظل هذه العلاقة علاقة حب وخير حتى يوم القيامة.