ليس هناك خوف من أن تدمّر اسرائيل لبنان، فهذا قد حصل عام 82م، وليس هناك خوف أن تدمّر اسرائيل فلسطين، فلقد حدث ذلك بداية من 48م وحتى الآن. من البديهي أن تكون اسرائيل أقوى من أي حزب في الوطن العربي، فلديها من القوة الشيء المهول؛ فاسرائيل تتلقى إمدادات من أمريكا وأوروبا منذ نشأتها «بقرار» حتى الآن، وهي تستعد أي اسرائيل بقوة تكافئ كل قوات الدول العربية. لا يخشى أحد من أن تقوم اسرائيل بهذا العدوان في الأمس أو اليوم أو غداً، وإنما الحرب الحقيقية المدمرة التي لن تُبقي ولن تذر هي الحرب المذهبية والطائفية والعنصرية التي تروّج لها اسرائىل وتزرعها داخل الوطن العربي والإسلامي وقد بدأت تؤتي ثمارها في كل من باكستان وإيران والعراق ولبنان وكثير من دول المنطقة. الحرب الحقيقية المدمرة هي التي تقوم بين المسلمين على أساس ديني، وللأسف الشديد أن بعض الدول العربية تدعم القرار الاسرائيلي الذي يذهب إلى طرد المقاومة انطلاقاً من اختلاف فكري. إن مسألة السُنّة والشيعة هي مسألة من الأساس تقوم على رؤية يهودية متقدمة لهدم كيان الأمة الواحدة.. مع أن إجماع المسلمين أن ديننا الإسلامي واحد؛ وإن اختلفنا في الفروع فهو خلاف مشروع يهدف إلى تعزيز سماحة الإسلام ويُشر تشريعاته الكريمة، ويبعد المسلمين عن التعصب المضل الأعمى. إن واجب الحكومات الإسلامية أن تقوم بكل قواتها الإعلامية والتربوية وتشريعاتها القانونية للعمل على هدم العصبية الدينية بغير الحق. إن ما هو جدير بالعبرة أن المقررين السياسيين والمتابعين لاحتلال لبنان والمنطقة يذهبون إلى أن بعض العرب تقدموا درجة ملحوظة للتعامل مع القضايا العربية، فلم يعودوا متخاذلين؛ وإنما أصبحوا متآمرين!!. إن الأحداث في لبنان أثبتت الموقف العروبي الإسلامي لليمن، فلقد سجلت بلادنا ما تسجله في الأيام الصعبة وهي كثيرة في تاريخنا الحديث وهو الوقوف رسمياً وشعبياً ليضاف إلى رصيدها الوطني المشرّف، ولم يكن نداء فخامة الأخ رئىس الجمهورية للزعماء العرب أن يفتحوا الحدود للشباب العربي لنصرة المقاومة في لبنان إلا واحداً من هذه المواقف التي تشرّف اليمن أن تدفع أثمانها الباهظة يوماً بعد يوم.. والله أكبر.