ليس بخافٍ على أحد أن ما تتعرض له بعض بلداننا العربية والإسلامية اليوم من مؤامرات وفتن يهدف إلى زعزعة أمن واستقرار هذه البلدان وإدخالها في أتون صراعات هي في غنى عنها والمحاولة اليائسة للزج بها في النزاعات والفرقة والشتات. ولعل الجميع قد تابع بقلق تواصل الأعمال الإرهابية التي تستهدف الجزائر في أمنه.. وما حدث يوم أمس الأول من تفجيرات استهدفت القصر الحكومي في وسط الجزائر ومركزاً للشرطة في باب الزوار وأسفرت عن مقتل «24» شخصاً وإصابة «222» آخرين بجروح متفاوته من أبناء الشعب الجزائري الشقيق . وإزاء هذا العمل الإجرامي الذي استهدف أبرياء في القطرالجزائري الشقيق جاء موقف بلادنا الرافض والمدين لهذا المخطط الإرهابي كدليل صادق وجاد على وحدة التكامل والصف العربي. وكاستشعارنا «حكومة وشعباً» بخطورة مثل هذه المخططات التي يسعى من ورائها الإرهابيون إلى زعزعة أمن واستقرار الجزائر. ولما كان أمن واستقرار أي قطر عربي شقيق هو من أمن واستقرار كل الأوطان العربية بات من الأهمية بمكان المزيد من التنسيق والتعاون العربي لمواجهة قوى التطرف والإرهاب التي تتعارض أعمالها مع قيم ديننا الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحاء. ففي ظل تكثيف أطر التعاون الجاد والمسؤول بين دولنا العربية والإسلامية كافة، من أجل التصدي وبحزم لكل الأعمال الإجرامية التي تسعى في المقام الأول إلى شق الصف العربي وزعزعة استقراره وشق وحدته. كما أنه على كافة الدول العربية والإسلامية أن تقف «وخصوصاً بالوقت الراهن» وقفة واحدة وتتعاضد جهودها وتعاونها في سبيل القضاء والمجابهة لكل عمل إجرامي ولكل جماعة إرهابية تحاول النيل من مقدرات وسكينة شعوبنا وأوطاننا العربية والإسلامية. عموماً عزاؤنا للحكومة والشعب الجزائري الشقيق وأسر الضحايا أنهم شهداء تغمدهم الله بواسع رحمته وغفرانه وجعلنا آمنين مطمئنين في بلداننا.