في البداية لابد من الاشارة إلى أن الوحدة والديمقراطية وحرية التعبير والرأي والتعددية السياسية في اليمن أصبحت خياراً لارجعة عنه اتخذه شعبنا اليمني يوم 22 مايو 90م بعد طول انتظار ورسم من خلاله معالم حاضره المشرق ومستقبله الأكثر إشراقاً بنور شمس الوحدة والحرية التي أضاءت سماءه ولن تغيب عنها أبداً.. إلا أن بعض الاحزاب السياسية العاملة في الساحة الوطنية بموجب اتفاقية الوحدة ودستورها الذي أقر التعددية السياسية وأجاز تشكيل أحزاب وفقاً للثوابت الوطنية وبحسب القانون الخاص بالأحزاب.. لضمان عملها بكل حرية وعلانية.. نقول إن بعض هذه الاحزاب التي أظهرتها أو بالأصح أخرجتها الوحدة من السرية إلى العلن ومنحتها الحماية اللازمة لممارسة نشاطها السياسي بعد أن كانت ولسنوات تعمل في الخفاء وفي داخل الاقبية والغرف المغلقة.. قد أساءت إلى حد كبير استخدام الديمقراطية وحولتها إلى سوط تجلد به ظهر الوطن اوالمواطن وبشكل يضر بالديمقراطية نفسها وذلك بفهمها الخاطئ للديمقراطية من جانب وانكارها للديمقراطية ونفي وجودها في الواقع السياسي من جانب آخر.. في تناقض واضح وغير منطقي أبداً.. وهو ماجعلنا نتساءل: ترى ماهي الديمقراطية التي يطالبون بها!؟ وهل هناك ديمقراطية من نوع خاص تختلف ملامحها عن الديمقراطية الموجودة؟ إن كانوا يؤمنون بالديمقراطية فعلاً أليس من الأجدر بهم ممارستها داخل أحزابهم أولاً؟؟ والظاهر أن هذا التخبط والتيه يعود إلى الكيفية التي أنشئت من خلالها تلك الاحزاب والتي لاعلاقة لها بالديمقراطية لا من قريب ولا من بعيد،والتجمع اليمني للاصلاح أقرب الأمثلة على ذلك،حيث جاء وجوده امتداداً لحركة الاخوان المسلمين، هذا الحزب الذي يعتبر أكثر أحزاب اللقاء المشترك من حيث عدد الاعضاء ومن حيث الامكانيات لايزال يمارس على أعضائه في مختلف التكوينات الحزبية الضغوط المختلفة ويفرض عليهم القيود والالتزامات الصارمة ويصادر كل معاني الديمقراطية ويختزل جميع الآراء وبذات العقلية التي كان يعمل بها في زمن السرية قبل أن يجد نفسه مرغماً للخروج من الأقبية والدهاليز المظلمة إلى نور الديمقراطية والعلنية الذي صنعه غيره وهو مالم يكن في الحسبان أبداً.. الأمر الذي جعله يعمل جاهداً ومنذ اللحظات الأولى لإعلان قيام الوحدة من أجل إطفاء هذا النور والعودة إلى حالك الظلام.. لأن الخفافيش لاتطير في النهار والوحدة بالنسبة لهم نهار حارق يعمي الابصار، وفقد التوازن في ساحة ظن أنه قد أحكم سيطرته عليها بعد أن أحكم السيطرة على معظم المرافق داخل الدولة وأسس قاعدة انطلاقه من المدارس.. والمعاهد العلمية المساجد والجمعيات الخيرية إلخ.. والتي كانت حتى وقت قريب خلايا حزبية أو بالأرجح معسكرات حزبية تخدم أهدافه التي لايعرفها إلا الكبار والمقربون منهم وهي أهداف سرية للغاية.. والأمثلة على غوغائية هذا الحزب وعدائيته للوحدة والديمقراطية والمجتمع أكثر من أن تحصى ويكفى أنه الحزب الوحيد الذي وقف ضد دستور الوحدة ولازالت أصداء خطاباته تردد في الآفاق وتملأ الاسماع حقداً وكراهية للوحدة والديمقراطية وكل من ينادون بها والدليل الآخر تباكي أعضاء الاصلاح على مايجري في المحافظات الجنوبية ووقوفهم على حد زعمهم مع الحقوق والقضايا المشروعة لاخوانهم المضطهدين حتى تعاد كامل حقوقهم ويحاسب كل المتسببين والمتنفذين والفاسدين الذين اعتدوا على أملاك غيرهم واغتصبوا حقوقهم.. أو ليسوا هؤلاء هم أنفسهم أبناء المحافظات الجنوبية الذين أبحتم دماءهم وأعراضهم وأموالهم وجعلتموها غنيمة للمجاهدين من أتباعكم الذين جاءوا من كل حدب وصوب.. في فتواكم المشهورة التي لازالت سارية المفعول حتى الآن.. ولا أمل في تراجعكم عنها، أليس من الأولى بقيادات الاصلاح أن تصلح ما أفسدت وتعلن براءتها من تلك الفتوى الظالمة وتحاسب من أفتى بها؟؟ قبل أن يطالبوا الآخرين بتصحيح أخطائهم.. أم أنهم من الذين يأمرون الناس بالمعروف وينسون أنفسهم.. ونذكرهم هنا بقول الشاعر: لاتنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم