اشتهرت اليمن قبيل الإسلام وبعيده بقيام أربعة أسواق من أسواق العرب المشهورة فيها: سوق صنعاء ،وسوق عدن،وسوق الرابية،وسوق قبر النبي هود عليه السلام الذي يعد أهم مزار ديني في اليمن كلها،ويقع في شمال شرق مدينة سيئون بمسافة 140كم عند سفح جبل إلى جهة الشرق من بئر «برهوت» المعروفة تاريخياً. ومازالت هذا السوق يقام حتى الآن،وذلك في أواخر النصف الأول من شهر شعبان،مثلما هو الحال قديماً قبل الإسلام، حيث يقام تحت سفح الجبل سوق موقت تبتاع فيها البضائع من الماشية والأقمشة والحبوب والصناعات الحرفية المحلية. كذلك إقامة ألوان من الفنون الشعبية عند ختامه،وعند العودة من السوق تجري مسابقات الهجن السريعة في مدينة تريم،وذلك لارتباط هذا السوق قديماً ببيع الإبل ، ومنها الإبل المهرية والأرحبية والصعيرية الأصيلة والذائعة الصيت ومعروف أن يبدأ الاستعداد لزيارة قبر النبي هود ب«التهويدة» في مدينة تريم ليلة 27 من رجب،حيث تتلى سورة هود والقصائد التي تخص الزيارة مثل قصيدة العلامة الحداد: أومض البرق في الدجى من أقصى النجود ذكرتني بليال قد خلت من حول هود شعب قبر لنبي مرسل وافي العهود وعندما يحل شهر شعبان يردد الناس البيت الشعبي: يافرحة القلب لا قالوا دخل شهر هود ثمانية أيام في راحة ونحنا قعود تجدر الإشارة هنا إلى أن المهتمين بالانساب اليمنية القديمة، يعتبرون النبي هود هو الأب لقحطان الذي تفرعت منه الجذور اليمنية على مختلف أسمائها. وقبل عدة أعوام كتب الصحفي البريطاني فيصل بودي في مجلة «جولدن فالكون» عن المناسبة بالقول: إن زيارة هود في وادي حضرموت لم تعد فقط زيارة محلية ،بل صارت في الأعوام الأخيرة مناسبة عالمية،عندما يحرص المئات من المسلمين من مختلف أرجاء العالم وخاصة في شرق آسيا ودول الخليج على حضورها إلى جانب عشرات الآلاف من اليمنيين». ومن هذا المنطلق والمكانة نرى أنه ينبغي لوزارة الثقافة والسياحة ،ووزارة الإعلام ،والجهات المعنية بالصناعة والرياضة والاستثمار إيلاء المزيد من الاهتمام والدعم والتنسيق فيما بينها ومع السلطة المحلية في محافظة حضرموت لجعل من زيارة قبر النبي هود والسوق المقام فيها له الحضور الأكبر والاستفادة من أيامه في مناشط ثقافية،وسياحية،ودينية ،وصناعية،ورياضية وإعطاء المزيد من الدعاية والترويج السياحي. ولا شك أن استغلال هذه التظاهرة التاريخية بمختلف مقوماتها هي فرصة جيدة ورائعة لإبراز وجه اليمن الحضاري،ودوره في نشر رسالة الإسلام الحنيف..وملتقى سنعكس من خلاله حاضر الوطن وتطلعاته إلى المستقبل. إنها بالفعل مناسبة عالمية يجب حسن استغلالها،وتطويرها،بما تعود بالنفع والفائدة المرجوة.