ليس التاريخ بضاعة يمكن شراؤها وحيازتها وإنما التاريخ هو مسيرة حياة تصنع بواسطة العلاقة الخلاقة بين الأرض والبشر في عملية حوار خصب لاينقطع تتحقق نتائجه وآثاره في رقي المجتمعات وعمرانها.. ونحن هنا بصدد علاقة فريدة ربطت بين الوطن العريق التاريخي والقائد الذي حكم هذا الوطن والشعب بالعقلية الفذة، تلك العقلية التي لاتقبل الهزيمة، العقلية المفكرة والمتطورة التي لاتقبل أن تعيش في الأوهام، العقلية المستنيرة التي ظهرت قبل حوالي ثلاثة عقود في شخصية الزعيم علي عبدالله صالح الذي استطاع أن يقدم للشعب والمنطقة عملاً عظيماً وكبيراً. صحيح أنه لايوجد انسان على وجه الأرض لايخلو من العيوب وليس هناك من هو معصوم من الأخطاء فلكل منا سلبيات وايجابيات لكن يجب أن لاننسى أن هناك شخصيات هامة خصها الله بمميزات فريدة وهي نادرة أسهمت القدرة الالهية في تشكيلها وصياغتها ومنحتها الحكمة لتكون عند مستوى المسؤولية التي كلفت بها والمهام المسندة إليها في الخلافة والحكم والادارة وهي الحريصة دوماً على اسعاد الآخرين وتأدية الرسالة المنوطة بها بكل ماتملك من قوة وطاقة وامكانية مبتعدة عن كل الأعمال والتصرفات والسلوكيات التي لاتتلاءم مع ذاتها ولاتخدم مصالح رعاياها أو لاتتناسب مع تطلعات وغايات المجتمعات. ومثل هذه الشخصيات تمثل كنزاً ثميناً لأي مجتمع وهبة الله إليه ويجب على هذا المجتمع المحافظة عليها والاشادة بها وطاعتها واحترامها وتقديرها. ونحن اليمنيين أكرمنا المولى عز وجل بشخصية الرئيس علي عبدالله صالح التي تتمتع بالعديد من الميزات العقلية والفكرية لتكون له نعم المساعدة والمعينة على قيادته سفينة اليمن إلى بر الأمان والارتقاء بها إلى مراتب متقدمة. لقد تمكن فخامته من توظيف هذه الميزات الإلهية واستغلالها في خدمة وطنه وشعبه.. وهو ماتثبته الانجازات والنجاحات المتواصلة التي شهدتها اليمن منذ توليه مقاليد السلطة وحتى اليوم، والمواقف العربية والقومية والانسانية والنضالية التي يتخذها سواء كانت على المستوى الداخلي أو الخارجي، بالاضافة إلى القيادة الحكيمة والحنكة السياسية في إدارة شئون الوطن بكل كفاءة واقتدار على مدى فترة ربع قرن من الزمن. وماتمسك اليمنيين بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، على رأس هرم السلطة إلا دليل قوي على تفرده بمقومات وسمات قيادية رفيعة وتمتعه برؤى حكيمة وارادة قوية ومبادىء وقيم ثابتة وتوجهات سليمة ونوايا حسنة.. ومواجهته للأحداث والمتغيرات والتطورات التي شهدتها اليمن منذ توليه الحكم عام 1978م والتي كان آخرها المعالجات المتخذة في قضية صعدة ومطالب المتقاعدين وغلاء الأسعار وأخيراً تطوير النظام السياسي والحكم المحلي حيث لاقت تلك المعالجات والرؤى ترحيباً واسعاً من قبل رجال القانون والسياسة والاقتصاد المحلي والعربي. حالة تاقت إلى الجميل والأفضل فاندفعت وبهمة عالية نحو افساح المجال أمام مختلف الشرائح المجتمعية والدعوة إلى الحوار وعلى مائدة واحدة للعمل في خندق واحد والبحث عن السبل الكفيلة والمعالجات الممكنة والمقترحات المثلى التي تسهم في النهوض باليمن الحديث وتعزز وتأخذ بمسيرة التنمية والديمقراطية نحو الأمام وتساعد على السير وفق عملية التطوير والتحديث والبناء المنشود. إن التاريخ على مدى العصور يثبت بأن الرجال هم من يصنعون المجد وأن الابطال هم أصحاب العقليات النادرة التي لاتهاب ولاتخشى ولاتركن للتأويلات أو تخضع للمساومات والمزايدات وأن البدايات غالباً ماتكون صعبة لكن بالعزم والارادة والاصرار يمكنك أن تصنع المعجزات وتصل إلى الغايات البعيدة.