كُلّي أسئلة حتى بدوت كعلامة استفهام يستند إلى أداة تعجب فلا أدري.. سؤالي يبحث عن الحقيقة أو يقف متعجباً مع علمي بباطن الحقيقة ولكن حيرتي تقضي على أسئلتي...!! تحولها إلى جثث من الكلمات تحت أنقاض تعجبي..!!!، ويحضرني حينها مقطع لابن خلدون ((حين تسقط المدينة تكثر الشيع والأحزاب واللصوص والدجالون والمتنبئون الكذبة ))..!! وهانحن نعيش اليوم هذه المقولة بحذافيرها مع فارق بسيط هو أن المدينة اتسعت لتصبح وطناً بأكمله .!! وقد بتنا شيعاً ومذاهب وقبائل وأحزاباً شتى ضاربين بوطننا عرض الحائط .!! وبعد أن كنا نمني النفس بوطن تقوده وحدة الصف على قلب واحد.. وتحت يد واحدة..بلينا بالشتات الذي زُرع بيننا من كل حدب وصوب ...وبعد أن أسس ثوار الوطن وشهداؤه أحلاماً كبرى وبنوا صروحاً من الطموحات التي سقطت في سبيلها مئات ومئات بل آلاف الجماجم .!! وها هم اليوم اللصوص يسرقون الشعارات من أصولها ويحولونها إلى سلعة تباع وتشترى وأبرز شعاراتهم اليوم.. هو التغيير والتبديل ؛ولأن السياسة باتت تحكم الوطن وفيها لب المصلحة فقد قيل قديماً :إن في السياسة ثابتاً واحداً فقط . فإن سألت:ماهذا الثابت؟ أجابك الجهابذة في علوم السياسة:ثابت السياسة الوحيد هو ((المتغير )) فالمقبول بالأمس بات اليوم مرفوضاً...، والمرفوض بالأمس بات اليوم مقبولاً. وقس على ذلك وضع أسئلتك : فكيف تثور على القبيلة ......وتدعو لها اليوم ..؟!! كيف تثور على الجهل........ وتدعو له اليوم ..؟!! كيف تثور على المرض....... وتدعو له اليوم..؟!! كيف تثور على المذهبية ....وتدعو لها اليوم..؟!! كيف تثور على الدكتاتورية.. وتتمسك بها اليوم..؟!! وبعدها... تفسح الطريق لتجار الدم ينادون بأعلى أصواتهم على بضاعتهم جاعلين دماء الأبرياء سلم صعودهم إلى الهاوية.. نعم صعودهم..! وجرينا معهم إلى الهاوية في زمن كثر فيه الدجالون.. والمنافقون.. وباعة الكلام.. مستغلين بذلك عواطف البسطاء لتحريكها.. تحت تأثير الخطب الرنانة..! متجاهلين بذلك أن ذلك الإنسان البسيط لا يميز بين الغث والسمين..! مُخلفين بذلك بذور الشقاق والخلاف بين أبناء الوطن الواحد متسلحين بإثارة الغرائز ..والعصبيات المذهبية.. والقبلية.. والحزبية.. بينما الجماهير تصفق لهم باعتبارهم ثواراً..!! ومناضلين ميامين..!!. وأجزم من خلال جثث أسئلتي أن واحداً منهم لم يذق طعم الثورة ..ولم يعرف معنى النضال..! . كيف نقبض على جمر أحلامنا المستحيلة في مثل هذا الجو الأرعن ؟!! لا أعرف! أأكتب بصيغة المخاطب أم بصيغة المتكلم وكلانا واحد أينما كنا وكيفما كنا في إطار هذا الوطن الغالي كلنا واحد؟! بالله عليكم كيف نكون موحدين في زمن التنابذ ..؟!! وكيف تكون إنساناً تعيش إنسانيتك وأنت تشاهد صباح مساء كل تلك الانكسارات؟!! قطعاً ستقول لي: لا تخافي إن للباطل جولة وللحق دولة وإن الباطل كان زهوقاً..! . وأقول لك:إني لن أقبل بباطل يمس كيان هذا الوطن.. وكيف تقول لي بألا أخاف ونحن نحث الخطى لنتحول من شعب واحد إلى مذاهب وقبائل، وأحزاب ضارية . وكيف تحولت هذه المذاهب.. إلى مذاهب قاتلة..!!؟ وكيف تحولت تلك القبائل إلى قطعان مفترسة ..؟!تخطف وتسفك الدماء وتفسد في الأرض..!! وكيف تحولت تلك الأحزاب إلى عبوات كلامية متشدقة..!! وناسفة..!؟ لذا يجب أن تعرف أن أعداء الوطن كثيرون وأنهم يضمرون لهذا الوطن شراً مستطيراً ويسعون لتفكيك شمل وطننا..فلا نكون بارعين في توفير الأرض الخصبة لهم متقبلين مايبثونه بيننا من سموم.. بحيث نتحول إلى قطعان تحركنا غرائزنا تحت حماية من مفكرينا الذين لا يفكرون..! ومثقفينا الذين لا يقرأون..! ورجال الدين الذين لا يفقهون من الدين شيئاً..! في ظل غياب سياسيين حكماء..!! ليحقنوا الدماء التي تسفك تراب هذا الوطن الغالي. فحبي وطني ، وسعدي وطني ، وزادي وطني ، ومائي وطني ، وحزني وطني ، وفرحي وطني.