منك نتعلم الكثير أيها الشامخ.. نتعلم قوة الصبر والتحمل، لأننا فيك نعيش مستشعرين دفئك والحنان، ومن ذاكرتك نستلهم مستقبلنا خالياً من الشوائب كما هو الحال في واقعنا. فعلى أرضك كنا صغاراً نحبو وعليها صرنا شباباً نعطيك زهرة عمرنا وما نستطيع دون ترجل وانكسار كما يفعل المترددون. ومن ثمارك نتذوق روعة الحياة ومن خيراتك كانت نعمة الوحدة وكنت الحاضن لها كما تحتضن من أحبوك وتأسف على من فارقوك فغدروا بك وتنكروا وطعنوا في هويتهم اليمانية نكاية بأنفسهم حتى صرخت هويتهم في جيوبهم.. إن كنتم كذلك فهذا شأنكم غير أني باقية أحمل اسمي أنا يمني.. ومع هول مثل هذه الأفعال المردودة على أصحابها تظل ياوطني الشامخ بجبالك الشماء الصابر الحاضن لكل أبنائك بمن فيهم العصاة، فسيذكرون يوماً أنهم وقعوا في الخطيئة. فيا أيها الوطن، هذا البيت الكبير، أعطيت ولازلت تعطي بكل سخاء غير آبه بمن ينخرون فيك لأنهم يعرفون أن نهاية السوس مزبلة التاريخ، حينها لاينفع الندم وسيكتب عنهم التاريخ دون رحمة. فهاهي عجلة الزمن تسير بخطى ثابتة وتسير معها عجلة التنمية وهاهي خيرات الوحدة المباركة قد انتشرت في كل ربوع بلادي في الريف والحضر في السهل والجبل، العطاء المتدفق وبتناغم يعطينا لحناً جميلاً تؤكده حقيقة واحدة أنه لايصح إلا الصحيح وأن للحقيقة وجهاً آخر غير حقيقة ما في وجوه من يريدون لهذا الوطن أن يتقزم. فحقيقة اليوم قد تمثلت بالوحدة وهي كذلك ظاهرة وواضحة كوضوح الشمس في كبد السماء وتبقى الخفافيش مختفية في جحورها مادام الضوء باقياً، وهو كذلك نور الوحدة ولأنهم مردوا على الكذب وهم يعرفون سلفاً أن حبل الكذب قصير، ومن الطبيعي أن يلعن أمثال هؤلاء لأنهم جبلوا على إيقاظ الفتنة من سباتها ومثل هؤلاء ليسوا إلا فقاقيع سرعان ما تنتهي. لأن نور الوحدة هو الأقوى المتلألئ البراق الذي يبهر عيون الخارجين عن الصف والبناء الوحدوي، وليس ذلك بجديد فقد لدغوك ذات مرة في العام 94م وهم اليوم قد عادوا يحاولون الكرة مرة ثانية والوطن لايلدغ مرتين، لأن الكل فيه مؤمنون بالوحدة ملاذاً ومصيراً فهي لاتقل أهمية عن الهواء والماء.. وهكذا أيها الوطن تعلمنا دروساً يوماً تلو الآخر تُطعن في اليوم ألف طعنة وبالمقابل تهدينا ألف قبلة وقبلة، نعتوك بما لاتستحق وأنت يمن الإيمان على مر الزمن وفيك يسير المسافر راكباً وراجلاً من صنعاء إلى حضرموت وهو آمن على حاله وماله.. فهل هؤلاء تعلموا منك الدرس؟. الأيام علمتنا أن الخيانة ثمنها باهظ من منظور «إن من الصعوبة أن تبني وطناً وكياناً موحداً ولكن من السهل هدمه حجراً حجراً» فمن العواصم الغربية يمارسون هذا الشذوذ ويستلمون الثمن مقدماً وكل شيء بثمنه.. وبأعمالهم هذه هم واهمون بأنهم قد يخربون وطناً يسكنه شعب بناه ولايزال يبنيه طوبة طوبة، يحميه رب والشعب حاميه وحارسه، يحفرون لغيرهم حفرة وقريباً سيقعون فيها لامفر.. فعفواً وألف مرة نقولها لأنك أنت ياوطني من يصبر صبر الجبال ومثلنا من يتعلم منك كل يوم درساً جديداً.