إن من المخزي والمؤسف ما نراه ونسمعه من بعض الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم قيادات وأوصياء على اليمن، وأن الوطن بدونهم ستتوقف فيه عجلة التنمية والتطور وسيدخل الوطن بدونهم أنفاقاً مظلمة حسب تعبيرهم، وهذه تصرفات ليست بالجديدة علينا، حيث سبق أن تطاول البعض في العديد من المراحل الحساسة التي مرّ بها وطننا الحبيب وفضحتهم الأيام، لكن في النهاية الأقزام يظلون أقزاماً مهما تطاولوا على الوطن وقيادته الحكيمة التي شهدَ له العالم بأسره بالحكمة والفطنة. وهذا الأمر إن دلّ على شيء فإنما يدل على هشاشة فكرهم وتخبطهم وطيشهم وعدم وصولهم إلى مرحلة النضج العقلي، فضلاً عن عدم وصولهم إلى مرحلة النضج السياسي، بل والأغرب من ذلك كله أن يظهر بعضهم بصورة المنقذ للوطن، بينما في الحقيقة الوطن هو بحاجة إلى إنقاذه من أمثال هؤلاء الذين هم أساس الفوضى والفتنة والخروج عن النظام والقانون، وبكل وضوح فنحن لا نعلم من الذي أعطى بعض الذين يدّعون أنهم قياديون أحقية الحديث باسم الشعب والأمة؟ وما الذي يريدونه بالضبط؟ أقول: اتركوا الفوضى وتحدثوا بعقلانية ومنطق ولا تتدخلوا في أشياء لا شأن لكم فيها. أقول وأكرر مراراً: إن الذي يبرر أعمال الخارجين عن النظام والقانون من فوضى ودعوات الانفصال والمناطقية البغيضة وتحت أي مسمي لا يقل جرمه عن القاتل وقاطع الطريق بل ربما يكون أشد جرماً، لأنه يوفر له غطاءً يبرر له كل الإجرام والأعمال الإرهابية التي تُرتكب. وعلى كل المتطاولين أن يراجعوا ضمائرهم علّها تصحو من سباتها العميق وأذكرهم بالمثل الشعبي القديم «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب» وهذه ليست دعوة لتكميم الأفواه بل دعوة إلى قول الحق والإنصاف في الطرح من منطلق حرية الرأي والتعبير لكن في إطار النظام والقانون. في الأخير أتمنى على بعض الذين يدعون أنهم قياديون أن يكفُّوا عن إيذاء الوطن ويتركوا الإدلاء بالتصريحات الإعلامية الهوجاء التي تُشوه كل جميل في يمننا الحبيب والتي تُخيَّل للبعض أننا كيمنيين نعيش في غابة وليس في إطار دولة ذات سيادة ومؤسسات ونظام وقانون.. عاش اليمن وقيادته ووحدته.. والذل والصغار لأعداء الوطن ووحدته.. والله من وراء القصد.