أ ن يُبتلى إنسان بمرضٍ ما، ويصبر على جبروته وآلامه، ويمتنع عن الاستسلام لسطوته، فتلك معاني المصابرة والحسبان تتجسد بأسمى معانيها...لكن أن يصبح ذلك الإنسان ضحية لأخطاء طبية قاتلة تحيل حياته إلى جحيم.. وتنقله من عالم العنفوان إلى عوالم السبات والتيه..عندها يحتاج ذلك الإنسان إلى أضعاف مضاعفة من معاني المصابرة المشار إليها. علياء محمد علي الجبري لانظنها كذلك..خاصة لو عرفنا أنها ولجت أبواب المستشفيات لتتداوى من آلام روماتيزم في أرجلها،إلا أنها خرجت من ذات الأبواب التي دلفتها محملة بمعاناة الفشل الكلوي الذي تسبب به أحد الاطباء، بعد أن أخطأ وأعطاها دواءً للروماتيزم أدى إلى فشل في كليتيها مازال يفرض على علياء آلامه وأوجاعه. علياء ابنة الثامنة عشرة ربيعاً لاتبدو أنها تستمتع بربيع شبابها الفاقد للعنفوان الذي يميز فترة الشباب، إنها الآن لمن يراها مجرد جسد أنهكه الوجع ..ونهشته الآهات، حتى كاد أن يتلاشى من فيض الألم. منذ خمسة أشهر وحال علياء كما تم تصويره سلفاً، والسبب خطأ طبي!!وهاهي اليوم الفتاة علياء الخجولة لا تملك سوى تسعة اخوة، وأب يعمل شاقياً، غير ذلك...هي لاتملك شيئاً يرد عنها معاناتها المتلازمة مع الفشل الكلوي سوى مزيداً من المصابرة والحسبان...عسى أن يأتي الله بالفتح من عنده.