التخفيضات في اسعار الملابس والأقمشة ليست إلا خديعة يصدقها الناس خاصة مع قرب رمضان وحلول عيدي الفطر والاضحى ، فكما يستعد المواطنون لخوض ماراثون السباق إلى المحلات ظناً منهم أنهم عندما يبدؤون بشراء الملابس في شعبان أو شوال أي قبل حلول العيدين بشهر أو شهرين فسيجدون مايسرهم من حيث الأنواع والأسعار، لكن يتحفز التجار لإيهامهم بالتخفيضات المكتوبة فقط بخط جميل عريض وملون.. وما كنت اصدق أن يقفز سعر حذاء إلى تسعة آلاف ريال في هذه الأيام وهو في الحقيقة لايساوي أكثر من خمسة آلاف بأسعار وقتنا الحاضر ، أما في السابق فلم يكن الحذاء الايطالي أو الانجليزي المشهوران من حيث المقارنة والاناقة يزيد عن الفين أو ثلاثة آلاف ريال ، ومع ذلك هناك مفارقات عجيبة مجتمعة في كل شخص ، فمن الناس من يمطرك بالشكوى من ضيق الحال أو يتظاهر بعدم القدرة على شراء مايعجب الأولاد والبنات ويناسب المبلغ المحجوز على مدار السنة لمواجهة متطلبات رمضان والعيدين المباركين.. فقد تتفاجأ بأن فلان سبقك وأنت الذي لديك القدرة كما يقولون على شراء مالا يستطيع شراءه ذلك الشاكي الباكي دوماً ،وتجد نفسك أمام اسئلة من بعض ابنائك لاتستطيع الاجابة عليها سوى قول الذي لم يكن متوقعاً عندهم: «أنا لا استطيع الآن وسأعوضكم في العيد والاعياد القادمة»، وبدورهم لايقبلون هذا الكلام كأن يقولوا: هل نحن اقل من أبناء فلان أو علان بينما العكس هو الصحيح؟ فيُرد عليهم: «لاتكونوا تصدقوا مايقال فالشاكي الباكي كذاب دائماً والدليل على ذلك هذا التناقض وهذه المفارقات..» قد يكون البعض لايستعدون مثل الآخرين بالتوفير المستقطع من مصاريف البيت اليومية ووضعها في صندوق منزلي باتفاق الأب والأم وكتمان الموضوع عن الأولاد حتى لايتعرضا للاسئلة المحرجة عن الأفضلية والتنافس المحموم في الأسواق والذي تشكل النساء الأغلبية فيه رغم المخاطر التي تحف ببعضهن من قبل اللصوص والبلاطجة والشحاتين الذين حاصر بعضهم احدى النساء لطلب الصدقة بإلحاح يشبه التهديد ولم تفلت من بين ايدي مجموعة من الشحاتات الصغار إلا بعد أن اعطتهن ما لم يكن يتوقعن في سبيل الخلاص منهن لأنها فتحت محفظتها الصغيرة أمامهن وهي محشوة بالأوراق النقدية فئة الأف ريال.. إن التخفيضات كما يقول معظم الناس ماهي إلا خديعة نصدقها دائماً ونقع في فخ الوهم بأنها صادقة وفعلية، وستبقى مابقيت السذاجة وسوء التقدير واستشراء التبذير والتفاخر الذي يقحم الكثير من الناس أنفسهم فيه ارضاء للأمهات والأولاد حتى لايظهروا كما قال ذلك الطفل أقل شأناً من ابناء أو بنات الآخرين، فهم لايفرقون بين الأوقات ولايقدرون ظروف آبائهم وعزة نفوسهم التي تأبى أن تشكو أو تبكي إلا لله في السراء وليس أمام الناس، وإلى متى سنظل نخدع بالتخفيضات ونمضي في المكابرة والمفاخرة التي تقصم الظهر؟!