ما يجري في محافظة صعدة من معارك بين القوات المسلحة والأمن اليمنية وعناصر التخريب والتمرد الحوثية.. ليست نزهة ترفيهية ورحلة مشوقة تستهوي الرحالة ومحبي المغامرات وليست أيضاً لعبة اتخذتها الحكومة لتغطية إخفاقاتها في إدارة شئون البلاد من جانب.. ومن جانب آخر لاستقطاب وكسب التأييد والدعم من دول الجوار ودول العالم كمايراه بعض الساسة والاعلاميين ممن اعتادوا استثمار مآسي الوطن وجراحه واتخاذها وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية ومالية على حساب المصالح العليا للوطن ولكنها الحرب بكل ويلاتها وليس سوى الحرب خراب ودمار وهلاك للحرث والنسل، أجبرت الحكومة على خوضها لوضع حد للاعمال الإجرامية التي ترتكبها العناصر المتمردة والخارجة عن القانون لحماية مواطنيها وحفظ الأمن والاستقرار وفرض سيادتها على كامل أراضيها. نعم أيها السادة.. الحرب دمار وخراب وليس هناك من عاقل أو مجنون لايرى في الحرب غير ذلك إلا إن كان من أصحاب المشاريع التخريبية والتدميرية وتجار السلاح فهم يرون في الحرب تجارة رائجة لسلعهم وتصريف منتجاتهم القاتلة.. كما هو الحال مع عصابة التمرد الحوثية وتنظيم القاعدة الارهابي وجماعة الحراك الانفصالي.. لأن هؤلاء لديهم مشاريع تخريبية يسعون إلى تنفيذها ليس في اليمن فقط وإنما على مستوى دول المنطقة، والجميع يدرك ذلك بما فيهم أحزاب اللقاء المشترك ودول الجوار. والحقائق التي كشفتها معارك الحرب السادسة في صعدة أكدت تورط أطراف أخرى ولم يعد الحرب بين طرفين يمنيين خالصين ولم تعد الحرب بالنسبة للمتمردين الحوثيين إثبات وجود لكيان إمامي حوثي ولكنه أصبح مدّ نفوذ لدول ومنظمات إرهابية أخرى، ومن تلك الحقائق دور إيران في دعم الحوثيين والتحالف الثلاثي القائم بين الحوثيين وتنظيم القاعدة ومايسمى بالحراك الجنوبي.. بالإضافة إلى وجود عدد من الصوماليين يقاتلون إلى جانب الحوثيين وهؤلاء لايمكن الجزم بأنهم مرتزقة ولاتوجد جهة تقف وراءهم، فمن يدري ماهي الحقائق التي ستكشفها الأيام القادمة. وهل التدخل في شئون اليمن سيقف عند هذا الحد أم أن هناك أيادي خفية تعبث بأمننا واستقرارنا لصالح جهات ودول أخرى غير التي علمنا بها.. فهل من العقل والمنطق بعد هذا كله القول إن الحكومة اليمنية هي التي تقف وراء تلك الصراعات وتخلق الأزمات والحروب لنفسها.. ؟؟ وهل من العدل والإنصاف الحديث عن ضرورة الحوار والتفاهم مع هؤلاء القتلة والإرهابيين والعملاء ودعاة التفرقة والشتات والقول بشرعية دعواتهم ومشاريعهم التي تستهدف أمن الوطن والمساس بوحدته واستقراره. ؟؟ أليس من الجرم إخفاء الحقيقة البشعة لهؤلاء المجرمين القتلة السفاحين الذين لا دين لهم ولا ضمير.. ونحن نعرف من يكونون وإلى مايهدفون وكل يوم تكشف لنا أرض المعركة المزيد من الخفايا والأسرار؟!.