أقترحُ على أحزابِ اللقاء المشترك أن تجعلَ من هذا العنوان شعاراً لها لأنها لم تتعلم من مدرسة الديمقراطية سوى هذه الجملة ، كالطالب الفاشل المُتبلِّد الذي لا يحفظ سوى كتابة اسمه وإن ظل سنواتٍ غادياً رائحاً إلى المدرسة فلا تراه يُجيدُ غير ذلك ، ومن فرَحهِ بما أجاد تراه يكتبه على الأبواب والجدران وفي كل ورقة تقع عليها يده . مُعارضتنا المُصابة بداءِ مُعارضةِ كل شيء والناطقون باسمها وكاتبوا بياناتها لا يُجيدون غير هذه الجملة فيظنُّ من يقرأ بياناتهم أنهم يرددونها حتى عند مناداة أطفالهم ، إن لم يرددوها في أحلامهم لفرط استخدامهم لها . أتمنى عليهم إثبات عكس ذلك وأن يعيدوا نشر ولو بيانٍ واحدٍ من بياناتهم يخلو من هذه العبارة . وإلاَّ ماذا يعني تركيزها على سفاسف الأمور وهي ترى الأخطار والمؤامرات تُحدقُ بالوطن دون أن يكون لها موقفٌ وطنيٌ مُشرفٌ من ذلك كما يُحتمه الواجب . لقد وصل التندر عند البعض من تلك البيانات لقناعته بنمطيتها وهشاشتها أنه حتى لو اتخذ قرارٌ بتشكيل الحكومة من أحزاب اللقاء المشترك لسارعت إلى إصدار بيان يُحمِّلُ السلطة كاملَ المسؤولية عن تبعات هذا القرار .. سأسألهم قبل أن أسأل القارئ الكريم: لماذا يُصدرون مثل هذه البيانات في قضايا ومواقف لا غبارَ عليها وتهدف إلى تقويض الأمن والاستقرار وتمس الوحدة الوطنية ؟ أم أن بياناتهم جاهزة ومطبوعة باستثناء تاريخ المناسبة . ما رأيهم في مئات الأشخاص يتظاهرون بالأسلحة النارية وعلى مرأى ومسمع وسائل الإعلام المحلية والخارجية وعند انتهاء المظاهرة يُحمِّلون السلطة كامل المسؤولية ؟ أكثرُ من خمس سنوات والمتمردون في أجزاء متفرقة من محافظة صعدة يعيثون في الأرض فساداً ويوسِّعون من اعتداءاتهم إلى الجارة السعودية ، ويُهدِّدون الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها ، بل ويعلنون عداءهم التاريخي لهذه الأحزاب وهي تخرج لتحميل الحكومة المسؤولية .. نعم السلطة تتحمل مسؤولية كل تقصير ارتكبه أحد مسؤوليها بحق الوطن والمواطن عن قصد أو غير قصد ، لكن أن نُحملها حتى التدخلات الأجنبية وحماقات المتطفلين وخداع الجبناء وجرائم الإرهابيين فهذا إجحافٌ لا يرضاه أيُّ عاقل ولا يقبل به سوى من قفزوا إلى ساحة الديمقراطية دون أن يتشربوا مبادئها ، والذين أثبتوا أنهم كمن يقود قارباً إلى أمواج البحر المتلاطمة قبل أن يتعلم حتى أساسيات القيادة فيغرق جميع من في القارب ، وعندها لن ينفع بيانهم الجاهز بتحميل السلطة كامل المسؤولية ، فهل يفقهون؟؟.