ما يجري حالياً في شمال وغرب محافظة صعدة يعتبر مطاردة أمنية مسلحة تقوم بها قواتنا المسلحة الباسلة ورجال الأمن البواسل لإلقاء القبض على عناصر الخيانة والإرهاب الحوثيين وتقديمهم إلى العدالة بتهمة الخيانة العظمى للوطن والاعتداء على أمن وأراضي الجارة الكبرى المملكة العربية السعودية الشقيقة. فقد تكشفت كل الأوراق التي كان يتستر خلفها الخونة الحوثيون وحلفاؤهم من دعاة الردة والانفصال ومن يناصرهم من الإرهابيين ويدعمهم ويساندهم معنوياً من عتاولة «المشترك» ولم تعد «قضية صعدة» كما يروجون لها في وسائل إعلامهم المساندة عبارة عن مواجهة بين الدولة وجماعة متمردة لها توجه طائفي مذهبي تدّعي الدفاع عنه، أو مواجهة بين الدولة وجماعة يدعون زوراً وبهتاناً أنهم مظلومون ويدافعون عن أنفسهم. وأبرز هذه الأوراق المتكشفة، ما أوردته قناة «الجزيرة» من خبر بثّته مساء الثلاثاء الماضي، يقول: «وزير الخارجية الإيرانية يحذر الدول المجاورة لليمن من التدخل في شئونه».. هذا الخبر في اعتقادي هو بمثابة آخر مسمار في تابوت الخيانة الوطنية العظمى التي شرع في حياكة حبائلها المتمردون الحوثيون منذ ما قبل تفجير فتنة «صعدة» المسلحة في 81 يونيو 4002م بدعم من «الأوليجاركية» الإيرانية التي يحذر وزير خارجيتها دول الجوار من المساس بهم، مؤكداً للملأ أنهم أي الحوثيين جماعة تابعة لهم تأتمر بأوامر «الأوليجاركية» الإيرانية وتنفذ أجندتها التآمرية!!. لقد كشف تصريح وزير خارجية إيران عن المستوى الثالث والخطير لأطماع الأوليجاركية الإيرانية الفارسية في إقليم شبه الجزيرة العربية والخليج العربي، وتلهفها على إحكام قبضتها، محددة نقطة انطلاقتها من بلادنا اليمن، مستخدمة أعوانها المتمردين الحوثيين لتحقيق مراميها الالتفافية على الإقليم وذلك بزعزعة أمن واستقرار اليمن ومن ثم تفتيته و«صوملته». إن أطماع هذه الأوليجاركية الثيوقراطية لم تكن وليدة اليوم، بل تعود إلى ما قبل البيان الذي أصدرته مرجعياتها في «قم» و«النجف» بتاريخ 16/4/2005م، والذي دافعت فيه عن الحوثيين، وحذرت اليمن من المساس بهم، وجندت للحرب الإعلامية والنفسية على الوطن كافة قنواتها الفضائية المحسوبة عليها مثل «قناة العالم» والمنار، والفرات، والأنوار، وسحر، وغيرها في الوقت الذي بدأت فيه الأسلحة والذخائر والأموال تتدفق على الحوثيين من قبلها منذ ذلك الحين. وكلما قررت قيادتنا السياسية حسم هذه الفتنة وإنهاء تمردها ثارت حفيظة أحزاب «المشترك» وقوى الخارج المعارضة، وتنادوا بوقف المواجهة المسلحة.. ولا أدل على ذلك من بيانهم الصادر في 28 يونيو 2004م، أي بعد المواجهة «الأولى بعشرة أيام لا غير» وكل ذلك تحت مبررات واهية أقلها أن ما يجري في صعدة هو «حرب عبثية» و«على الحرب أن تضع أوزارها ويلجأ المتنازعون لاحظوا مفردة «المتنازعون» التي تعني مساواة دولة بأكملها بجماعة متمردة إلى لغة الحوار بدلاً من الاحتكام إلى لغة السلاح» وكل ذلك ليسترد المتمردون أنفاسهم ويحصلوا على المزيد من السلاح ليعاودوا بعدها مواجهاتهم وتخريبهم ويستكملوا بها مخططهم التآمري على الوطن. وقد بلغ بعرابهم الصلف والغرور والتلهف العدواني أن أوعز لهؤلاء الخونة بالاعتداء على أراضي جارتنا الكبرى العربية السعودية واحتلال جبل «دخان» الحدودي ليتمركزوا في جبالها ويبدأوا في تنفيذ الفصل الثاني من سيناريو المطامع الإيرانية الخبيثة والرامية إلى زعزعة أمن واستقرار عمق إقليم الجزيرة والخليج العربي لتتمكن الأوليجاركية الإيرانية من الالتفاف على الإقليم بكامله، إلا ان القوات المسلحة السعودية الباسلة لقنتهم درساً قاسياً وأعادتهم إلى حيث تنتظرهم قواتنا المسلحة الباسلة ليلقوا على أياديها نهايتهم المحتومة في الأيام القريبة القادمة. أما الأنصار والمساندون لهذه الجماعة الخائنة المارقة، فإننا نقول لهم: اتعظوا من هذا الدرس واحلقوا رؤوسكم قبل أن يحلقها لكم الشعب اليماني الأبي الذي إن هو أمهل فهو لا يهمل.. ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.