بانكشاف حقيقة الحوثيين، وتكشف خبايا وأسرار ارتهانهم لدولة أجنبية لها مطامع وأهداف التفافية على إقليم شبه الجزيرة العربية بدءاً بعمقها الاستراتيجي «اليمن» واقترابهم من نهايتهم المحتومة، بدأ يداخل حلفاءهم وأنصارهم من قوى المعارضة في الداخل والخارج شعور مشوب بالتوتر والقلق والحيرة معاً.. توتر مردَّه الخوف من افتضاح حقيقة تحالفهم مع الخونة الإرهابيين، في لحظة سقوطهم المريع ومثولهم أمام العدالة.. وقلق على فقدان ما تبقى من قواعدهم وعناصرهم التي أذنت بالاضمحلال جراء ازدياد الوعي الجماهيري وتجذر الحس الوطني.. وحيرة في البحث عن قضية جديدة يعلقون على مشاجبها هزائمهم السياسية، قضية جديدة يؤازرونها ليستثمروا من خلالها الاحتقانات والأزمات كي يجيّرونها لصالح ابتزازهم اللا أخلاقي للنظام السياسي الحاكم والشعب اليمني الذي أولاه ثقته.. وها قد أقدم أحد عقلاء «المشترك» مستبقاً النهايات المحتومة للخونة الحوثيين، على تزويق التبريرات التي يعتقد أنها قد تحفظ ماء وجه حزبه، وتدفع عنه تهم تورطه في دعم ومساندة الحوثيين، ليصرح في منتصف أكتوبر الماضي بأنه سبق له أن حذر السلطة من المضي في حسم «قضية صعدة» - هكذا يسميها - عسكرياً خشية إغراء إيران بأنها «مشروع متكامل وكبير لمواجهة مشروع أمريكي غربي» ولسان حاله يقول: اللهم إني بلغت.. اللهم فاشهد. غير أننا نقول له: مهلك أيها الذكي والسياسي الألمعي، هل هذا ادعاء بأنك ونخبة حزبك وشركاءه لا علم لكم بمخططات وأطماع «الأوليجاركية» الدينية الإيرانية في إحكام قبضتها على البوابة الجنوبية الغربية للإقليم، بعد أن حققت سيطرتها على البوابة الشرقية بسقوط بغداد؟!. وأن هذه الأطماع والنزعة الاستيلائية لدى الفرس لم تكن وليدة اليوم بل موغلة في القدم، وأن الثورة الإسلامية الإيرانية أنعشتها من جديد وفق استراتيجية «تصدير الثورة»؟!!. ونتساءل: كيف تتعامون عن الوجود الإيراني العسكري الواقع على مبعدة كيلومترات قبالة «باب المندب» والمتمثل في القاعدة البحرية المشتراة من حاكم «ارتيريا» بمالٍ سخي ودعم اقتصادي مغرٍ؟!.. وكيف تتعامون عن تدريب الحرس الثوري الإيراني وفيلق «القدس» التابع لحزب الله لجماعة الحوثي الإرهابية عقب إنشاء هذه القاعدة البحرية في يونيو 2008م؟!.. وماذا كان يفعل الحوثيون في جبال «دنقلو» شرق مدينة «فندع» في ارتيريا والتي تشبه في تضاريسها جبال صعدة وجبل «دخان» الحدودي؟!!. كما نسألكم: من أين يستمد الحوثيون والقاعدة كذلك سلاحهم وذخائرهم، أليس عبر هذه القاعدة بواسطة القوارب والسفن الخشبية «الساعية» التي تنطلق منها إلى مرافئ طبيعية متوارية على البحر الأحمر بمحاذاة شمال غرب صعدة، وماذا عن «الساعية» المحتجزة والمحملة بالأسلحة؟!!.. كما نتساءل عما تعنون بإغراء قيادتنا السياسية لإيران لمواجهة مشروع أمريكي غربي في البحر الأحمر، بينما في حقيقة الأمر أن إيران هي في حد ذاتها مشروع في البحر الأحمر لتصفية حسابات إقليمية لا أخلاقية مع جيراننا، متخذة من الحوثيين «بيادق» تخريبية إرهابية تعتمد حرب العصابات وتكتيك «الصواريخ المحمولة» بهدف خلق الفوضى والإرهاب في اليمن وجنوب المملكة، لتضرب بهم عصفورين بحجر، وما يجري حالياً شرق جبل «دخان» الحدودي و«قطابر» غرب صعدة من عمليات إرهابية ينفذونها لهو خير دليل على مقدمات «المشروع الإيراني المتكامل والكبير»؟!. . إن مثل هذه التصريحات الإعلامية التي تبدر عن رموز المعارضة وتجاري تصريحات وتخريجات المكتب الإعلامي للخائن الإرهابي يحيى الحوثي في «ألمانيا» والمتأثرة بالفنتازيا الإيرانية المعتمدة على المراوغة الكلامية والمناورة الدبلوماسية التي عفى عليها الزمن ولايزالون يتعاطونها لمجرد كسب الوقت، لن تجديهم نفعاً لأنهم لا يدركون أصلاً إلى متى وإلى أين ستفضي بهم؟!.. أخيراً لننتظر ونرى.. فبعد أن يسدل الستار على أخبث مخطط تآمري على اليمن والشقيقة العربية السعودية، ربما سيبحثون عن مشروع آخر أو سيكتفون بمشروع «الحراك» المتبقي في جعبتهم، إن لم نقل التفكير في العزف على «عود» ثقافة الكراهية ونبش الفتن القديمة بيننا وبين أشقائنا.. وهاقد بدأت إحدى صحفهم «المستقلة الشاملة» في ضبط أوتاره في عددها للأسبوع الماضي.. أما مشروعهم «المؤجل» والمسمى ب«مؤتمر الإنقاذ الشامل» أو بالأصح «الدمار الشامل» فلن يجدوا أية دولة في هذه البيضاوية لتستضيفه سوى «إيران» فقط، وبهذا سينطبق عليهم المثل الشعبي القائل: «مضوي العرجة إلى الدار» والعرجة تعني «الغنمة» أو «الكسبة» أو... سموها ما شئتم. [email protected]