بطاقة المعايدة الأولى هي لأولئك الأبطال الأشاوس من رجال القوات المسلحة والأمن، الذين يرابطون في جبهات المواجهة مع المتمردين للعيد الثاني على التوالي في مشهد يعبّر عن عظمة هؤلاء الأبطال والمناضلين الذين يتمنون الموت لتوهب لهذا الشعب الحياة وتنزاح عنه غمة هذه العصابة التخريبية التي خانت شعبها ووطنها وباعت نفسها للشيطان ولأوهام القلوب المريضة ورغبات المتربصين باليمن وبالمنطقة. وأقول لهم: ليس العيد لمن لبس الجديد ولكن العيد لمن كان صاحب بأس شديد، ولم يلتفت للمرجفين والمشككين والمحبطين للعزائم وماضياً ينفذ واجباته الوطنية والدينية رافعاً شعار النصر أو الشهادة للذود عن حياض الوطن وأمنه واستقراره، فأنتم يا أبناء هذه المؤسسة الوطنية - من الشرفاء والمخلصين وليس المتمصلحين - والذين وهبتم أنفسكم ودماءكم رخيصة من أجل هذا الوطن، لاشك أنكم تسيرون في طريق المجد والخلود الذي سار عليه الرعيل الأول من رجالات الجيش الأحرار الذين حملوا همَّ شعبهم ووضعوا نصب أعينهم تخليص هذا الشعب من كهنوت الجهل والاستبداد والفقر والمرض وادعاء ألوهية الحكم ومزاعم ما أنزل الله بها من سلطان، فخططوا ونفذوا للثورة على الظلم واستبسلوا في الدفاع عن الجمهورية وأهدافها السامية، وكانوا برغم كل المؤامرات والدسائس عند مستوى المسؤولية، ليسجلوا أروع البطولات ويحفروا أسماءهم في تاريخ هذه الأمة كصناع حياة. أما بطاقة المعايدة الثانية فهي لأولئك النازحين الذين شردهم المتمردون وأخرجوهم من ديارهم إلى العراء ليواجهوا أصعب الظروف المعيشية والصحية ويقاسوا البرد الشديد، ويطل عليهم العيد تلو العيد والفرحة لا ترتسم على شفاههم.. قلوبنا معكم ودعواتنا بأن تنفرج كربتكم وتنقشع غُمتكم.. أنتم ضحايا كهنوت جديد وضحايا نزوة المتلبسين بالدين من أزلام الصفوية والمرجعيات والحوزات التي خرجت على قيم الدين والوطن وسلوكيات التوافق والتعايش بين كل مكونات الشعب اليمني الفكرية والمذهبية. وينبغي عليكم أن تجعلوا من بأسكم قوة وأن تكون معاناتكم سبيلاً لإدراك أهمية أن تعضوا على الأمن والاستقرار والسكينة بالنواجذ مستقبلاً ولا تتركوا مجالاً لمن يريد أن يعبث بأمن هذا الوطن. لا معايدة لهؤلاء ولا عزاء ولا معايدة لكل فاسد ومفسد، أكان من فئة الجماعات الإرهابية التي تنفذ عمليات إرهابية تضرب في عمق المصالح الوطنية والنشاطات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والسياحية، أو من شاكلة العناصر التخريبية المتمردة التي تنفذ أجندة خارجية معروفة وتسوق نفسها باسم التشيع وشتم الصحابة.. ومن يشتم الصحابة ويحتقر أمهات المؤمنين فلن يتورع عن شتم واحتقار هذا الشعب واستخدامه كعبيد وخدم مهما كانت الادعاءات والخطابات التجميلية.. ولا عزاء ولا معايدة لأصحاب المشاريع الصغيرة والدعوات الجهوية والمناطقية التي تستغل مطالب وحقوقاً مشروعة لتحقيق مآرب خبيثة وأهداف ومخططات تستهدف وحدة هذا البلد ولحمته الوطنية، مع إيماننا المطلق بأن على الدولة أن تضع معالجات ناجعة لكل القضايا والمسائل التي لا خلاف عليها، ولا ريب بأنها خلقت لدى كثيرين شعوراً بالضيم والجور استغله المزايدون والمتآمرون. كما أنه لا عزاء ولا معايدة لكل مفسد يستغل مواقع المسؤولية وأمانة المنصب للإفساد والنهب والإثراء غير المشروع على حساب قوت الناس ومصالحهم.. ولا معايدة لكل تاجر جشع وفاجر لايراعي في الناس والغلابى إلاًّ ولا ذمة ويضاعف من جشعه خلال هذه المناسبات التي أصبح الناس فيها غير قادرين على تلبية متطلبات العيد واحتياجات الأولاد من الكسوة والمظاهر الأخرى. [email protected]