لماذا أصبحت إيران مشكلة تهدد الأمن القومي العربي؟ وتهدد أمن المنطقة عموماً؟؟ ماهي الأهداف الإيرانية في المنطقة وماهي استراتيجيتها ؟ وماهي الآليات التي تلعب عليها في تنفيذ أجندتها؟؟ وماهو الموقف العربي الحالي من المخططات الإيرانية؟ وهل يمكن اتخاذ موقف عربي رسمي وموحّد لمواجهة التفوق النووي الإيراني والإسرائيلي في المنطقة؟. ولماذا يبحث العرب عن طرف آخر يضمن لهم التوازن العسكري مع إيران وهم يمتلكون من الثروات المالية مايمكنهم من صناعة متراجحة تضمن تفوقهم في المنطقة؟؟ إيران لاتخفي رغبتها بالاعتراف بها كقوة إقليمية مؤثرة وتسعى بقوة لفرض ذلك على العالم من خلال تدخلها في الشئون الداخلية لدول المنطقة واستغلالها لأي تباينات سياسية أومذهبية في أي دولة ومحاولة نشر الافكار الشيعية على دول أخرى كما حدث للأشقاء في المملكة المغربية والتي اتخذت قراراً بقطع العلاقة الدبلوماسية مع إيران. وعلى المستوى الأمني فإن خلية حزب الله التي كشفت عنها المخابرات المصرية لم يكن دورها تقديم الدعم اللوجستي والإمداد الغذائي للأشقاء الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة لأن تقديم الدعم يمكن تسليمه ببساطة لقيادات حركة حماس في دمشق وهي ستتكفل بإيصالها بطريقتها إلى القطاع وهي أعلم بكل الطرق والمسالك الآمنة التي تحقق ذلك بنجاح. إيران زرعت لها جهاز مخابرات داخل حزب الله هذا الجهاز يعمل على توجيه القرارات العسكرية والأمنية لحزب الله على حساب القضايا اللبنانية والعربية ويخدم بدرجة أساسية المخططات الإيرانية في المنطقة. نشر القطع والسفن العسكرية الإيرانية في خليج عدن وبحر العرب ومد ذراع الحرس الثوري الإيراني إلى البحر الأحمر عبر ارتيريا واستخدام ميناء عصب كقاعدة عسكرية يكشف بوضوح حجم الأطماع الإيرانية ونوعية مخططاتها. كما أن التقارير الأمنية التي كشفت عنها أكثر من جهة والتي أفصحت عن آلية مد المتمردين بصعدة بالأسلحة عبر ميناء عصب وخليج عدن حتى الساحل الجنوبي لليمن في شقرة وهي سواحل كبيرة استخدمها المهربون الصوماليون ومن هذه السواحل يتم نقل هذه الأسلحة عن طريق البر إلى الجوف وصعدة وهو ماتؤكده محاولة المتمردين وضع قدم لهم في الجوف لتأمين خطوط الإمداد وقد يكون هذا الخط هو خط جديد بعد أن فرضت البحرية اليمنية حصارها ومراقبتها للسواحل اليمنية في البحر الأحمر وتحديداً منطقة ميدي والقبض على السفينة الإيرانية في هذه المنطقة وداخل المياه الإقليمية اليمنية وإدراك الإستخبارات الإيرانية والمتمردون أن هذا الخط ليس آمناً اليوم لكن هذا يكشف أن الخط الأساسي للإمداد كان سواحل البحر الأحمر طوال السنوات السابقة ومايؤكده تواجد المتمردين في الملاحيظ الجبلية التي تطل جبالها على سهل تهامة ودفاعهم المستميت عنها والهلال الشيعي الذي تسعى إيران لزرعه في الجزيرة العربية لم يكن ضرباً من الوهم وإنما الحقائق على الأرض والأهداف التي افصحت عنها الثورة الإيرانية منذ ولادتها من 1979م في نشر الأفكار الثورية والشعارات الدينية المذهبية هي من تؤكد ذلك بالإضافة إلى تغلغل المخابرات الإيرانية في أوساط المواطنين الشيعة في بعض دول المنطقة وتحويل العراق إلى دولة تأتمر بأمر المرجعيات الدينية في (قُم) كلها حقائق تضع العرب أمام تحديات صعبة أقلها البقاء تحت ضغط التدخل الإيراني والصراعات الداخلية التي تنهك الدول العربية وتضعف تماسكها الإجتماعي والسياسي. لم يخرج العرب من دائرة المفعول به، المتآمر عليه المترقب لما يجلبه القدر له، المنتظر الدعم من القوى الدولية لمواجهة تآمر الآخرين دون إدراك أوبإدراك أن لكل هذه القوى الإقليمية والدولية حساباتها ومصالحها في المنطقة ولن تخرج أي إتفاقات أو مساومات عن تحقيق مصالحها. ماذا جنى العرب من موقفهم الداعم لبريطانيا في الحرب العالمية الأولى؟ اليس الكيان الصهيوني وتمكينه من فلسطين هو المكافأة التي منحها النظام العالمي آنذاك للعرب؟؟ اذا لم يخرج العرب من دائرة الشك الذاتي ودائرة التعالي على بعضهم والتعامل مع العصر بعقلية العصر ومتطلباته والنظر للوحدة العربية أو وحدة الموقف العربي من زاوية المصالح الإستراتيجية لكل قطر عربي فإننا لن نتقدم خطوة للأمام وسنتراجع للخلف في ظل تقدم الآخرين.