إلى صاحب اللواء المعقود والحوض المورود خير الوجود سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. صلى عليك الله يا علم الهدى ماطار طير في السماء مغردا أما بعدفإني استميحك عذراً أن أعرض حالنا عليك نحن أتباعك، فأحبتك في غزة يتعرضون كل يوم للموت المنظم من قبل اليهود يدعمهم بعض اتباع عبدالله بن أبي، ومسجد مسراك الأقصى يتعرض كل يوم للهدم والتقويض ولن يمر زمن حتى يقع أو تدركه رحمة الله ، ومسجد أبيك إبراهيم الخليل قد ضمته إسرائيل إلى تراثها المزعوم هذا حال أهل الأقصى وما حوله. أما في العراق فقد تفرقوا شيعاً وأحزاباً وكذا لبنان يُنكّل كل بالآخر باسمك يا رسول الله، فيُسب أصحابك وأزواجك بدعوى حبك وحب آل بيتك الطاهرين وبنفس الدعوى يقتل بعضهم بعضاً ومنهم من لا يرقب في مسلم إلّاً ولا ذمة وآخر جعلوا الموت بضاعتهم والتدمير دأبهم ويدعون – مع كل ذلك – أنهم أولى بك وأقرب إليك. حالنا – ياسيدي – في كل بلاد يرفع فيها اسمك مع كل آذان عند كل صلاة لاتسرك وأعذرني إن كشفت الحال المستور برقائق من زجاج الخوف والبؤس والذل المغموس بماء المهانة فحالنا كحال الشاعر: وإخوان حسبتهم سهاماً موجهة إلى صدر الأعادي تصون كرامتي وتعزّ نفسي فكانوها ولكن في فؤادي أي سيدي، كل هذا ونحن نمازج بين اليأس والرجاء ويحدونا الأمل في تغير أحوالنا إلى الأحسن فإذا الأحسن أبعد مما بين السماء والأرض ولا يزال البعض يعلفوننا الأماني الكاذبات بقدوم الخير وأنهم سيحضرون لنا ألبان العصافير وكبد العنقاء وأننا سنجني قريباً من الشوك العنب وصدقنا ولا نملك إلّاً أن نصدق وقد سُلبت الإرادة منا. لقد أقبلت علينا الفتن كالليل المظلم لايعرف لها وجه ولا قفا، فإقبالها كإدبارها وبتغرير من الغرور لعنه الله أصبحنا يقاتل بعضنا بعضاً تحت راية لا علاقة لها بدين التوحيد الذي جئت به فلا ندري لماذا نقاتل، وقائدنا إما بوش أو بلير أو حلفاؤهم أو خلفاؤهم، والقاتل منا والمقتول يحسب نفسه شهيداً وأنه لا محالة سيتسلم مفتاحاً لباب من أبواب الجنة ليدخلها فور مقتله دون انتظار ليوم الحساب الطويل. لقد قلت لنا يا سيدي – تركت فيكم ما إذا تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي، فلا بكتاب الله تمسكنا ولا لسنتك اتبعنا لكننا أحسنا طباعة الكتاب وتفننا في تخريج أحاديث سنتك وكثر القراء والحفاظ وقل المتدربون العاملون لما في الكتاب. أي سيدي.. هاهي ذكرى ولادتك المباركة قد حلت وسيحتفي بها المحتفون كل على طريقته وهاهم أعداء الله وأعداؤك قد أخرجوا من نفوسهم الخبيثة كل ما فيها من الحقد والكراهية لك ولدينك وجاهروا بالإساءة إليك وما علموا أنهم إنما أساءوا إلى أنفسهم وسفهوا أحلامهم فزاد عدد الداخلين في الإسلام ببركتك وعرف الناس دين الإسلام بل وراحوا يبحثون عن المكتبات عما يعرّفهم به فانتشر الدين في عقر دارهم انتشار النار في الهشيم. إننا نأمل أن توقظنا ذكرى ولادتك الكريمة فتنفخ فينا روحاً جديدة مباركة كتلك التي نفخت في أصحابك الأوائل الذين حملوها إلى بقاع شتى لتسري في أمم كانت إلى الموت أقرب منها إلى الحياة. قم يارسول الله فانفخ فينا روح الشريعة علّها تحيينا فنحن مع كل هذا الظلام واثقون من طلوع الفجر الذي بشرت به مهما اشتدت الأزمات فستنفرج: اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن صبحك بالبلج هكذا تعلمنا فيك ولازلنا – أن مع العسر يسرا – وبهذه الروح سنواجه كل الصعوبات فهناك من أمتك من هم باقون على العهد لايضرهم من خذلهم والخير في أمتك باق – كما قلت – إلى يوم القيامة وإن قل في بعض الأحايين، وكما قال محبك عبدالله هادي سبيت رحمه الله: لاشك عندي يا مولاي إطلاقاً بأننا سوف نقضي العمر إشراقا والباطل اليوم مهما صال فهو وربي زائل دائماً خنقا وإحراقا يا من أراكم قد ارتبتم وبعضكم قد مدّ للسيف مما جار أعناقا فسوف يصحو إذا ما الله آذنه بالحرب ممن لذا مع ذاك قد ساقا ختاماً ياسيدي جزاك الله أعظم ما جزى نبياً على أمته وصلى الله عليه وسلم دائماً أبداً.