كنت قد تحدثت في موضوع سابق عمّا وصلت إليه قناة «الجزيرة» من تدهور لحظه الجميع من خلال التقارير التي تم بثها مؤخراً عن الأوضاع في اليمن، واستنكار كل فئات المجتمع اليمني لهذا التدهور الذي أطاح بهذ القناة في مستنقع الكذب والافتراء وتلفيق المعلومات وتهويل كل ما يحدث على الساحة اليمنية ، لذلك فإن الإعلام عندما يتحول إلى طرف غير محايد في أي من القضايا ولا ينصف القائمون عليه في أطروحاتهم فذلك هو السقوط المخيف بعينه وهو ما قد حل على بعض هذه المؤسسات الإعلامية وبخاصة تلك التي كان لها صدى عالمي وكان الجميع يُشيدون بها ، لكن عند التحول المريب الذي حصل لا بد من أن تكون هناك أسباب ودوافع أدت لهذا التحول.. ولعل أهم هذه الأسباب هو احتمال أن تكون بعض هذه القنوات الإعلامية قد أصبحت مُسيّرة وفقاً لأجندات لا تراعي فيها مصالح الأوطان بقدر ما تراعي هي مصالحها مع من يُسيّرونها ويدفعونها لإشاعة الفتن وثقافة الكراهية والنيل من كل رموز الوطن الذين شهد لهم التاريخ وهذا بالتأكيد يجعلنا نقول وبكل ثقة بأن هذه القنوات أصبحت أداة يحركها أربابها كيفما يريدون. فلماذا تجرد هؤلاء الإعلاميون من مهامهم وأدوارهم وأصبحوا ينفذون كل ما يملى عليهم ؛ طبعاً .. لا نعلم نحن من الذي يُملي عليهم فربما تكون جهات مشبوهة، وهذا الأمر فيه خطورةٌ جمة وتدهور كبير في الإعلام العربي ، وهنا لا بد من إيضاح نقطة هامة وهي أن المواطن اليمني كان يثق في بعض القنوات الإخبارية أكثر من ثقته بالإعلام المحلي وأعني هنا قناة «الجزيرة» لكن للأسف أصبح المواطن اليمني الآن لا يثق بهذه القناة إطلاقاً بسبب تعمد افتراء الكذب والتوجهات غير الواضحة المعالم من خلال الأحداث الوهمية التي يتم بثها على شاشة هذه القناة . لقد كنت متابعاً لحظةً بلحظة لكل ردود أفعال الشعب اليمني قاطبةً لما بثته قناة «الجزيرة» مؤخراً من معلومات كاذبة ومغلوطة ، حيث تفاجأت من ردة الفعل القوية والغاضبة لهذا الأمر والتي لم أكن أتوقعها وبهذا الحجم الكبير حتى إنه وصل الحد إلى خروج المواطنين للمطالبة بإغلاق مكتب القناة والبعض الآخر توجه لمطالبة الجهات المعنية بإغلاق مكاتب القناة في اليمن عبر الموقع الالكتروني الاجتماعي «فيس بوك» وهناك إقبال وموافقة على هذه الإجراءات من الجميع ، وهذا من وجهة نظري الشخصية يُعد مؤشراً إيجابياً ويؤكد تأكيداً مطلقاً بأن الشعب اليمني لا يريد أن تتواجد هذه القناة على الأراضي اليمنية تجنباً للفتنة التي دأبت على زرعها هذه القناة بالتعاون مع أحزاب اللقاء المشترك والنفر الخارجين عن النظام والقانون ؛ فلماذا لا تتبنى هذه القناة حوارات بين كل الأطراف بدلاً عن إشعال نار الفتنة والبغضاء بين الإخوة والأصدقاء، وهل ما تقوم به يعتبر من صميم ميثاق شرف العمل الصحفي في هذه القناة ؟ أم ماهي الأهداف التي تحرص هذه القناة إلى الوصول إليها . خلاصة القول : إذا أرادت قناة «الجزيرة» العمل في اليمن فعليها أن تعتذر للشعب اليمني عما حصل منها أولاً وأن تحترم النظام والقانون وألا تمس أياً من الثوابت الوطنية كالوحدة والثورة والنظام الجمهوري وأعلام الوطن وقيادته التي شهد لها التاريخ قبل أن تظهر القناة أصلاً ، وعليها أيضاً أن تحترم قواعد وأهداف العمل الإعلامي كالحياد ونشر الاخبار الصحيحة وعدم استخدام صور وأفلام من الارشيف على أنها مشاهد حية وغير ذلك ؛ وإلا فعلى الحكومة أن تتخذ قراراً حاسماً بإغلاق مكتبها في اليمن.