البنك المركزي اليمني يضخ بالدولارات إلى شارع التداول، والشارع يلتهم الدولارات كديناصور لم ينقرض، فإذا بالريال يتقزم ويصرخ وكأنه يدعونا إلى صراخ أقوى . يوم أمس تصنعت حاجتي لخمسمائة دولار.. دلفت برأسي شباك الصراف البائع ، فقال لي بعد أن أنهى مكالمة تليفونية : لحظة .. ادخل من ذلك الباب .. دخلت فاستقبلني آخر أكبر منه سناً يظهر عليه أنه صاحب محل الصرافة .. وبعد أن وضع هو الآخر هاتفه وأبقى على قصبة الشيشة وكان هذا في الصباح.. قال لي بعد أن تفحصني بنظرة معمقة تمام .. روح وادفع بسعر 228 للدولار الواحد . ولقد غادرت مكتبه ومحل الصرافة إلى الشارع.. ولم يكن هناك بد من امتصاص الضربة بشراء ثلاث حبات من البلس الشوكي بقيمة خمسين ريالاً يمنياً للواحدة.. أعجبني أن سعر البلس لم يتغير عن أمس الأول فحمدت الله أن سعر صرف الدولار لم ينعكس بصورة مباشرة على (طاب البلس طاب). غير أن زميلي علي ربيع الخميسي أبلغني بعد ظهر ذات اليوم أن السوق اشتعل بأسعار ما أنزل الله ولا الاقتصاد ولا النظام والقانون والضبط والربط من سلطان. ويا علي ربيع! لقد نقلت شكواك ولعلّني لا أتفاجأ بتغيير سلع البلس الشوكي، وذلك أحلى الأمنيات.. و.. طاب البلس طاب.