لم تكن قرارات الرئيس الأولى والتي فاجأ فيها كل المراقبين في الداخل والخارج . والتي اعلنها من تعز إبان احتفالاتنا بالعيد العشرين لإعادة توحيد الأرض اليمنية، أقول: لم تكن الأولى من باب العفو على من تجاوز الثوابت والعفو على من عادى الوطن والدولة بل اتبعها بالعفو عن الصحفيين أيضاً، حيث عودنا الأخ الرئيس على عفوه وسيرة التسامح والعفو عند المقدرة، وهو الرئيس صاحب القلب الكبير والذي ينظر لكل المواطنين في اليمن نظرة أبوية صادقة . فقد سبق أن اصدر عفوه اكثر من مرة على اكثر من خارج عن القانون . وهذه من شيم الحكماء فلا غرابة ان يسميه اهل اليمن بالقائد الحكيم ، والحقيقة لو استعرضت قرارات العفو التي اتخذها الرئيس في فترة المراحل التي مرت في الشأن السياسي والقرارات التي صدرت وفقاً للقانون ووفقاً لكلمة القضاة في الخارجين عن القانون منذ تسلمه لدفة الحكم. فإنني احتاج لوقت طويل لسردها منذ بداياتها ومن أبرزها والتي أتذكرها العفو عن عبدالله الأصنج والعفو عمّن ارتكبوا جرائم في المناطق الوسطى . والعفو عمّن خططوا ونفذوا حرب الانفصال عام 1994 . وكذلك العفو عن الحوثيين في حروبهم المتعددة. والعفو عن الذين أشعلوا بعض الفتن في بعض المديريات في الضالع ولحج وأخيراً الذين اعادوا الكرة في اشعال فتن واضطرابات في بعض مديريات الضالع ولحج وأبين واختتمها الرئيس بالعفو الأخير عن الصحفيين رغم انهم بأقلامهم عادوا الوطن والوحدة. قرارات العفو تلك يجب ان يتعض بها المواطنون الذين ذهبوا ضحية أهداف متآمرين على الوطن والوحدة والذين جعلوهم حطباً يشتعل من أجل تحقيق مآرب لن ينالوها مهما كانت المبررات ،ومهما كانت الوسائل التي يتبعونها . لأنهم يسيرون عكس التيار وضد مصالح الشعب والوطن وضد مصالح الجوار، وقد قلنا في اكثر من مرة إنهم سيكونون وقوداً فقط، والمخططون في الخارج ينعمون بعيشة رغيدة والضحية الوطن وأبناؤه. وقد أثبتت الأيام صدق توقعاتنا. نعود لمسألة العفو والتي كانت من أبرز مطالب وشروط المعارضة وخاصة اللقاء المشترك، حتى يلتزموا باتفاقياتهم مع الحزب الحاكم . سواء اتفاقية فبراير أو ماقبل فبراير ، وهاهو الرئيس وحزبه الحاكم قد فاجأهم وفاجانا جميعاً بل وفاجأ المراقبين في الخارج في قراره بالإفراج عن كل أولئك المذكورين سلفاً. لم تكن تلك القرارات هي الوحيدة بل أضاف الرئيس لمفاجآته مفاجأة أكبر منها . وذلك في دعوته لشركاء تحقيق الوحدة اليمنية والمدافعين عنها بالشراكة الوطنية، وفي ضوء نتائج الحوار يمكن تشكيل الحكومة.. هكذا فهمناها وفهمها الآخرون . لم نكن نتوقع أبداً كل ذلك التنازل من قبل الأخ الرئيس وحزبه الحاكم، ولكن هذا هو عهد الرئيس علي عبدالله صالح الذي تعودناه يضحي ويتنازل عن الكثير والكثير من حقوقه وحقوق الحزب الحاكم من الناحية القانونية كأغلبية في البرلمان . كل ذلك من أجل الوطن والوحدة الوطنية.. لقد كتب الكثير من المراقبين العرب في الخارج عن تلك القرارات التي أصدرها الرئيس والتي لم يكونوا يتوقعونها أو ينتظرونها فعرض الرئيس وقراراته قد تجاوزت أهم وأكبر مطالب المعارضة وأصبحت الكرة في ملعبهم . وأصبح الجميع ينتظر منهم استجابة وطنية صادقة وإيجابية لمصلحة الوطن ووحدته وتتناسب مع كل تلك العروض التي قدمها الرئيس علي عبدالله صالح . بل قال البعض فيما قاله إن ماجرى هو الفرصة العظيمة والأخيرة وعليهم أن يتلقفوا تلك القرارات بحسن نية وبقرارات ايجابية تتناسب مع ما اعلنه الرئيس في عيد الوحده العشرين.. إن عدم التعاطي المسؤول مع المبادرة الرئاسية ستكشف حقيقة أن الأطراف الأخرى في المعارضة ليست محل ثقه فيما يقولون ويصرحون سواء للمراقبين في الداخل أوالخارج . وإن المناكفات والمطالب التي نسمعها هي مجرد ذر الرماد على وجه المشاهدين وإن الحقيقة انه ليس لهم مطالب وطنية وواقعية، نأمل ألا يكونوا كذلك . والمتتبع لكل تلك القرارات الرئاسية الأخيرة يدرك بما لايدع مجالاً للشك ان هذه الفرصة تعتبر هي الأخيره فعلاً والتي لن تتكرر، فهل يلتقطونها بشكل صحيح.. نأمل ذلك فالوطن ووحدته يستحق من الجميع التضحية. [email protected]