باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحبيشي: الاشتراكي الذي اعتنقت افكاره لم يعد موجوداً وخصومه اليوم هم بقايا السلاطين
احمد الحبيشي في حوار مثير مع (اخبار عدن):
نشر في يمنات يوم 04 - 02 - 2011

- القوى الدولية لا تدعم مشروع الانفصال كونه يعمل خارج السياق التاريخي والمجتمع الدولي ينحاز ل (يمن ديمقراطي وواحد ومستقر)
- الاشتراكي ابن شرعي لثورة اكتوبر وشيء طبيعي ان يتعرض لهجوم من بقايا السلاطين الحالمين بعودة المشاريع الاستعمارية ونزع الهوية اليمنية.
- افخر بانتمائي لقوى اليسار التي دافعت عن هوية الجنوب اليمني المحتل امام المشاريع الانجلو سلاطينية التي سوقت لهويات بديلة على حساب الهوية اليمنية.
- بعض القوى المشاركة في حرب 94 لم يكن هدفها الدفاع عن الوحدة بدليل ان الفضلي تحول من جبهة الفاتحين حينها الى جبهة الانفصال في 2009.
احمد الحبيشي.. صحفي محترف وسياسي محنك ومفكر له نكهة خاص.. اطروحاته مثيرة للجدل، وافكاره مفخخة بالمفاجأت، تولى رئاسة وكالة انباء عدن اليمنية في شطر الوطن ابان حكم الرفاق، قربه من القيادات الاولى في ذلك الوقت منحه فرصة القرب من دهاليز السياسية وتفاصيل صناعها. كان من النازحين الى الخارج عقب حرب صيف 94م وعاد بعد قرار العفو الرئاسي، ليفاجئ رفاقة بالحزب باستقالته والانضمام الى الحزب الحاكم بحجة ان الحزب الاشتراكي الذي اعتنق افكاره لم يعد موجوداً سيما بعد انضمام الاشتراكي مع الاصلاح في تحالف المشترك.
حالياً يشغل منصب رئاسة مجلس ادارة المؤسسة صحيفة 14 اكتوبر الحكومية.
(اخبار عدن) التقته في حوار مطول عن تجربته في معارضة الخارج ومفهومة للقضية الجنوبية ونبش افكاره المثيرة للجدل في حوار ساخن.
. حواره: عبدالرحمن المحمدي
. في البداية استاذ احمد دعنا نتحدث عن تجربتك في المعارضة بالخارج؟
- كنت ضمن النازحين الذين غادروا البلاد بعد حرب صيف 94م، كان هناك اتجاهان في اوساط النازحين بعد الحرب، الاتجاه الرئيسي يدعو للتمسك بالوحدة واصلاح مسار الوحدة وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.. واول من رفع شعار اصلاح مسار الوحدة هو هذا الاتجاه، اما لااتجاه الثاني (وكان يمثل اقلية بين النازحين).. كان يدعوا الى احياء ما تسمى بالهوية الجنوبية، طبعاً نحن لم نكن اطلاقاً موافقين على حرب 94 ونتائجها ولا زالت مواقفي ثابتة في ادانة هذه الحرب وادانة نتائجها.. واعتقد انها كانت مصلحة ازمة ومحصلة اختلاط في الاوراق بدليل وجود قوى رجعية من بقايا السلاطين والانفصاليين الحقيقيين شاركت في تلك الحرب تحت شعار الدفاع عن الوحدة، وبعدها خرج رموز هذه القوى مثل الفضلي من فاتحين لعدن والجنوب ومدافعين عن الوحدة الى دعاة لعودة سلطنات ومشيخات وامارات الجنوب العربي، وعودة الجنوب والهوية الجنوبية.. بل انهم يدعون بكل وقاحة الى تحرير الجنوب من الاحتلال اليمني!! مما يلقي ظلالاً من الشك على ان مشاركتهم في حرب 1994 كانت من اجل الدفاع عن الوحدة.. وان هناك خلطاً في الاوراق. وهناك قوى دخلت لتصفية حسابها مع ثورة 14 اكتوبر تحت مسمى الدفاع عن الوحدة، وانا لا زلت متمسكاً بقناعتي هذه، لكن هذا لا يعني اطلاقاً ان يتخلى الوطنيون عن قضية الوحدة.. وانا شخصياً لست محتاجاً لاحد يأتي ليشهد بوحدويتي او ليتهمني بالانفصالية. لأن تاريخي وقضيتي معروفة في هذا الجانب.
انا من الذين كانوا جزءاً من حركة التحرر الوطني في اليمن ومن الذين ناضلوا من اجل الدفاع عن وحدة الوطن وحريته واستقلاله.. وانا افخر بانتمائي الى قوى اليسار الوطني والقومي التي دافعت عن هوية الجنوب اليمني المحتل عندما كانت هناك مشاريع استعمارية انجلو سلاطينية تخطط لطمس ومصاردة الهوية اليمنية للجنوب وتسويق هويات بديلة للجنوب على حساب هويته اليمنية.. لم تكن قوى اليسار التي دافعت عن الهوية اليمنية للجنوب المحتل ورفعت شعار الوحدة تنتظر مكاسب مادية واوسمة مقابل هذا الموقف على النقيض من الذين ركبوا موجة الوحدة بعد حرب 94 حيث حصل ابناء واحفاد سلاطين الجنوب العربي على اوسمة الوحدة، وكانت القضية بالنسبة لهم غنائم حرب ومكاسب مادية وانتقاماً من ثورة 14 اكتوبر واستيلاء على اراضي ومزارع وعقارات الدولة.
. انت كنت مع اتجاه المصالحة الوطنية؟
- نعم.. نحن رفعنا شعار المصالحة الوطنية وكان المعبر عن هذه الاتجاه ممثلاً بالجبهة الوطنية للمعارضة (موج) برئاسة الاستاذ عبدالرحمن الجفري وسالم صالح محمد. وصحيفة (الوثيقة) الناطقة باسمها والتي كانت تصدر من العاصمة القبرصية نيقوسيا وكنت رئيس تحريرها.
في المقابل كان هناك صحيفة اخرى اسمها بريد الجنوب وكانت تصدر من العاصمة الفرنسية باريس وكان يتم تمويلها من الاخ/ علي سالم البيض وكان هو الذي يشرف عليها ويوجهها... ولم اكن اصدق ان البيض يمكن ان يتبنى القضية الجنوبية والهوية الجنوبية وسلخ الجنوب من هويته اليمنية، ولم اكن اتوقع لاني كنت اعتقد ان الراحل مناضل ويحترم تاريخه.. بمعنى ان رجلاً يقف على تخوم السبعين من عمره وقضى الجزء الكبير من تاريخه في الكفاح ضد الاستعمار والكفاح من اجل القومية العربية وضد الاستعمار وضد السلطنات والمشيخات وفي سبيل وحدة اليمن وحريته واستقلاله، كنت اعتقد ان البيض لبس وراء هذه الصحيفة لكنه اتضح في الاخير انه هو الذي كان يمولها ويوجهها.. وتأكد لي ذلك بعد ان فك البيض ارتباطة بتاريخه.. بدأت استوعب بعدها لماذا كانت هناك صحيفة باسم (بريد الجنوب) مقابل صحيفة (الوثيقة)..
نحن كنا نتمسك بوثيقة العهد والاتفاق كونها وثيقة اجماع وطني من اجل اصلاح مسار الوحدة، وانا لا اعتذر عن مشاركتي في الجبهة الوطنية للمعارضة (موج) ورئاسة تحرير صحيفة (الوثيقة) التي كانت تنطق بلسان حالها لأني كنت ولا زلت متمسكاً بضرورة اصلاح مسار الوحدة وتصحيح الاخطاء والممارسات الخاطئة التي اساءت الى الوحدة وشوهت صورة الوحدة، والوحدة بريئة منها.. وانا لست وحدي من يقول هذا الكلام.. بل هناك الكثير غيري من يقول هذا الكلام من داخل الحزب الحاكم وخارج الحزب الحاكم بما فيه بعض احزاب المعارضة مع فارق ان بعض الناس تراجعوا كثيراً الى الخلف وتخلوا عن تاريخهم ومبادئهم وعن شعاراتهم ومشاريعهم.. واصبحوا يتحدوثون عن ضرورة الاعتراف بالقضية الجنوبية بل يدعون صراحة وبمستوى غير مسبوق الى الانفصال والتخلي عن الهوية اليمنية.
. كيف تقيم وضع معاراضة الخارج الان من خلال تلك التجربة؟ وما الفرق بين المعارضة بالخارج فيما مضى واليوم؟
- اعتقد ان المعارضة بالخارج مع الاسف الشديد تتبنى الان مشروعاً انفصالياً. في الماضي كان هناك اتجاهات كما قلت سابقا.. الاول اصلاح مسار الوحدة وبعودة هذا الاتجاه الى الوطن انفتحت افاق كبيرة لمشروع اصلاح مسار الوحدة وتصحيح وتصويب هذا المسار من الاخطاء والممارسات الخاطئة التي ارتكبت باسم الوحدة، وفي مقابل الاتجاه الاول بقي الاتجاه الانفصالي الحقيقي وهم الاقلية كون اغلبية النازحين عادوا بنسبة 99.9 بالمائة عادوا الى الوطن وانفتحوا على الرئيس علي عبدالله صالح ولم يتبق الا واحد بالمائة هم الذين يمثلون الاتجاه الانفصالي الذي يدعو لفك الارتباط بالوحدة، وبثورة 14 اكتوبر وبالتاريخ الوطني الحديث لشعبنا اليمني.. وانا اعتقد ان هذا الاتجاه يمثل مجموعة مأزومة تكونت لديها مصالح طفيلية ومصالح خارج السياق التاريخي لمسار تطور الثورة اليمنية والمجتمع المدني وخارج سياق هموم الشعب اليمني وخارج سياق التطلعات المشروعة لليمنيين بمن فيهم الجيل الجديد والقوى الجديدة.. انا اعتبر معارضة كهذه خارج السياق التاريخي والموضوعي للتطور السياسي والاجتماعي للوطن والشعب.
. اين تكمن عوامل القوة وعوامل الضعف في معارضة الخارج؟
- هؤلاء لا يعترفون بالوحدة الوطنية وينكرون وحدة الشعب اليمني.. ما يزالون يقولون اننا شعبان ويدعون الى الهوية الجنوبية.. وهذا انا اعتبره عامل ضعف وليس قوة لانها تجعلهم في خلاف مع الجميع حتى مع اولئك الذين يعارضون النظام ومع الذين يريدون تصحيح مسار الوحدة.. معارضة الخارج ضعيفة وغير مؤثرة واعتقد ان اتجاه المعارضة بالخارج الذي كان يدعوا الى اصلاح مسار الوحدة والمصالحة الوطنية هو الذي انتصر بعودته الى الداخل وبحواره مع السلطة.. وبسعيه الى المصالحة الوطنية الشاملة والاصلاح السياسي الشامل.
. هل لمعارضة الخارج علاقات مع الدول الخارجية ومعارضة الداخل يمكن ان تمثل عامل ضغط على السلطة؟
- انا لا استبعد، لكن سياق المطالب وسياق المشروع الذي يطرح الان هو سياق غير تاريخي ولا اعتقد ان تكون هناك قوى دولية تتبني هذا المشروع الذي يعيش خارج السياق التاريخي والعالمي، لان كل المجتمع الدولي ودول الخليج ما تزال تعلن انها مع اليمن الموحد والمستقر والديمقراطي والجميع يدرك ان تمزيق اليمن سيكون له تأثيرات سلبية وربما مدمرة على السلم الاقليمي والدولي.
. يلاحظ على معارضة الخارج طغيان الخلافات التي تنعكس سلباً على مكونات الحراك في الداخل، ما اسباب تلك الخلافات برأيك؟
- انا اعتقد دائماً ان الذي لا يمتلك مشروعاً وطنياً يكون ضحية للصراعات الذاتية والصغيرة، لان المشاريع الصغيرة دائماً تفتك بها الخلافات الصغيرة والمصالح الضيقة.. لكن حين يلتف الناس حول المشاريع الكبيرة يكبرون بمشاريعهم وبالتالي يترفعون عن الخلافات الصغيرة ولا يمكن ان تفتك بهم هذه الخلافات الصغيرة.. وبوسعي القول ان معارضة الخارج تتبنى اليوم مشاريع صغيرة وبالتالي شيء طبيعي جداً ان تفتك بها مشاكل بسيطة جداً وهؤلاء يصغرون كلما تبنوا مثل هذه المشاريع الصغيرة.
. هناك تيار داخل مكونات الحراك يتهم مناضلي ثورة اكتوبر والحزب الاشتراكي بانهم طمسو الهوية الجنوبية لصالح الهوية اليمنية، ما تعليقك؟
- انا كنت عضواً في التنظيم الشعبي لجبهة التحرير ولم اكن عضواً في الجبهة القومية التي تفاوضت مع الحكومة البريطانية وحكمت الجنوب بعد الاستقلال.. لكن الجبهة القومية انجزت الكثير وهي قوة رئيسية في ثورة اكتوبر وفي الحركة الوطنية لا شك في ذلك بصرف النظر عن خلافات اجنحتها، وقد انجزت الجبهة القومية هدف الاستقلال الوطني الناجز وانهت مشروع الجنوب العربي الذي كان يجري تسويقه وجاءت ثورة اكتوبر لتقضي عليه ووحدت المناطق الجنوبية التي كانت تتكون اكثر من 22 سلطنة ومشيخة وامارة، وكان لكل سلطنة وامارة علم وجمارك وجواز وحاكم.. لا ننكر ان الجبهة القومية حققت الاستقلال الناجز واقامت دولة يمنية واحدة على الاراضي التي تم تحريرها من الاحتلال البريطاني والحكم الاستعمار الانجلو سلاطيني.. وحملت الدولة المستقلة اسم اليمن.. الجبهة القومية رغم خلافي معها اسهمت في اعادة الهوية اليمنية الى الجنوب، والحزب الاشتراكي تأسس بعد 11 عاماً من الاستقلال وهو امتداد متطور للجبهة القومية وضم في عضويته تحالفاً وطنياً لقوى اليسار الوطني والقومي وفي مقدمتهم الجبهة القومية.. وقد حمل الحزب الاشتراكي اسم اليمن وهذا شرف عظيم للحزب ومناضليه.. انهم انتصروا للهوية اليمنية بعد سقوط مشروع الجنوب العربي وبعد كفاح طويل خاضه الشعب اليمني وعمده بالتضحيات والدماء، واصبح هناك حزب يحكم جزءاً من اليمن ويحمل اسم اليمن، وينتسب الى الهوية اليمنية، وانا افخر انني كنت عضواً في الحزب الاشتراكي اليمني واعقتد ان الحزب الذي كنت عضواً فيه لم يعد موجوداً الان.. وهذه قناعتي انه لم يعد موجوداً بعد ان تخلى عن القضية التي كان كبيراً بها.. الحزب الاشتراكي لم يأتي من الفضاء.. ولم يسقط على اليمن من كوكب المريخ.. لم يأت من الخارج.. ولم يكن نبتة شيطانية في التراب الوطني.. الحزب الاشتراكي كان ابناً شرعياً لثورة 14 اكتوبر وللثورة اليمنية بشكل عام، وشيء طبيعي ان يتعرض لهجوم من بقايا السلاطين وبقايا الحالمين بعودة المشاريع الاستعمارية القديمة والحالمين بنزع الهوية اليمنية عن جزء كبير من جغرافيا الوطن اليمني الكبير كون جنوب اليمن يشكل ثلث الارض اليمنية واكثر من ثلثي المياه والاجواء اليمنية.. والذين يريدون ان ينتزعوا الهوية اليمنية عن ثلثي تراب الوطن اليمني شيء طبيعي جداً ان يصبوا كامل حقدهم على الحزب الاشتراكي اليمني تحديداً لانه ابن شرعي لثورة 14 اكتوبر التي اسقطت مشروعهم الرجعي اللا تاريخي واعادة الهوية اليمنية لجنوب الوطن بعد تحريره من الاستعمار ومهدت الطريق لوحدة الوطن اليمنية في 22 مايو المجيد..
. يعني انهم يحاكمون الحزب الاشتراكي بأثر رجعي؟
- نعم انهم يحاكمون الحزب الاشتراكي اليمني ويحاكمون ثورة 14 اكتوبر وانا لا زلت اقول لكل اصدقائي وزملائي الذين انخرطوا مع الاسف الشديد في هذه المشاريع الصغيرة اننا لسنا امام مشروع صغير واحد وهو عودة الجنوب العربي، لا.. نحن امام مشاريع صغيرة مثل عودة سلطنة حضرموت التي لم تكن ضمن اتحاد امارات الجنوب العربي الذي كان يضم عدن والمنطقة الشرقية الى شبوة حالياً، فيما كانت سلطنات حضرموت والمهرة وسقطرى تشكل ثلاث دويلات خارج ما كان يسمى اتحاد الجنوب العربي.. عليك ان تتصور لو لم تنجز ثورة 14 اكتوبر مهمة تحرير الوطن لكنا امام اربع دويلات: دولة اتحاد الجنوب العربي ودولة حضرموت الكبرى ودولة المهرة وسقطرى. بالاضافة الى دولة الجمهورية العربية اليمنية التي اقامتها ثورة 26 سبتمبر في شمال اليمن، يعني سنكون اربع دول، ولذلك هؤلاء الذين يتبنون مثل هذه المشاريع الصغيرة عندما يفكون ارتباطهم بتاريخ ثورة 14 اكتوبر انما يفكون ارتباطهم بتاريخ الحزب الاشتراكي، ويخطئ من يعتقد انه لو انتصرت هذه المشاريع الصغيرة سيبقى هناك حديث عن ثورة 14 اكتوبر وسيبقى الحزب الاشتراكي وأي حديث عن ابطال الثورة والاستقلال ومناضلي الحزب.. كل هؤلاء سيحاكمون وستنصب المشانق لهم ولأولادهم.
. تطرح بعض مكونات الحراك فكرة الجنوب العربي وكذا بعض قيادات الاشتراكي، ما الاسباب؟
- المشكلة ليست في الحزب الاشتراكي اليمني فقط، بل ان حزب التجمع اليمني للاصلاح يتبنى رسمياً القضية الجنوبية.. بهذا الصدد اود التذكير بالمفهوم الحقيقي للقضية الجنوبية.. قبل الاستقلال كان اصحاب مشروع الجنوب العربي هم الذين يطرحون شعار القضية الجنوبية وبالمقابل كان هناك الوطنيون والقوميون واليساريون يطرحون شعار القضية الوطنية بما هي قضية تحرير اليمن من الاستبداد ومن الاستعمار.. وكان للاستاذ عبدالله باذيب اعمال وكتابات عظيمة وواضحة في الربط بين النضال ضد الاستبداد في الشمال والنضال ضد الاستعمار ومن اجل الاستقلال في الجنوب، وهو اول من رفع شعار (نحو يمن حر ديمقراطي موحد) يعني انه لا يمكن تجزئة النظام بان يكون هناك نضال خاص بالشمال ونضال خاص بالجنوب على نحو ما كانت ترفعه حركة الاحرار اليمنيين التي لم ترفع شعار النضال من اجل الاستقلال.
كان اليمن بمفهوم وقادة هذه الحركة هو الشمال الذي يرضخ تحت حكم الامام وبالمقابل كان هنا في الجنوب من يرفع شعار القضية الجنوبية واقامة دولة الجنوب العربي. لكن الوطنيين والقوميين واليساريين هم وحدهم الذين رفعوا شعار النضال من اجل القضية الوطنية.. والقضية الوطنية تعني في ادبيات قوى اليسار تحرير الجنوب المحتل من الاستعمار والدفاع عن هويته اليمنية وتحرير الجزء الواقع تحت سيطرة الاستبداد والامامة من الظلم واقامة نظام جمهوري ديمقراطي وهذا عبرته عنه اهداف الثورة اليمنية.
نقلا عن صحيفة اخبار عدن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.