منذ فترة خلت كنت قد حصلت على كتاب عنوانه ( علم الصحافة الحديث) وبعد أن فرغت من قراءته، أهديته لزميل عزيز يحترف مهنة الصحافة، ولمرور وقت لا بأس به من ذلك الحدث، لم تعد ذاكرتي بقادرة على ان تسعفني لأتذكّر شخصية المؤلف، ولقد وجدت في محتوى الكتاب مايفيد كل ممتهنٍ للعمل الصحفي، ويزيد من معارفه إذ يعتبر الكتاب ذا قيمة علمية ومعلوماتية، ولكن استوقفتني عبارة أوردها مؤلف الكتاب فكان لا مناص لي من الاختلاف معه، وهي عبارة مفادها ( أن الصحفي الفاشل هو من يكتب عن القمامة) فإذا كانت القمامة لها معنى آخر لدى المؤلف فهذا شأنه، أما القمامة كما هو متعارف عليها، فهي جميع أنواع المخلفات التي في بقائها مصدر ضرر كبير على صحة وسلامة الإنسان، وعامل أساسي لتوفير بيئة غير صالحة لحياة البشر، ومع احترامي لرأي المؤلف فمن وجهة نظري أن من يكتب عن أي شيء يبعد الأذى والضرر عن الإنسان، ويحافظ على المصلحة العامة فيعتبر بالنسبة لي صحفياً ناجحاً وشجاعاً ومدركاً لما عليه من أمانة ومسئولية. ولأن الشيء بالشيء يذكر رغبنا في التساؤل عن مهام مشروع النظافة، وصندوق النظافة والتحسين بمدينة المكلا، فمن خلال التسميات لا أجد من ضرورة للتوضيح أو للدخول في التفاصيل، أما على مستوى الواقع فالتسميات هي أسماء على غير مسمى، حيث القمامة والمخلفات منتشرة في كل مكان، وفي حال التعامل معها فبأسلوب رتيب وتحديداً في الشوارع الرئيسية أما الأزقة والشوارع الخلفية فذلك آخر ما يمكن التفكير فيه، وإذا ماتحدثنا عن التحسين فحالته تشرح عن نفسها بنفسها، وحتى لا نكون ناكرين للجهود التي يقدمها مشروع النظافة وصندوق التحسين، فيتركز على شارع المطار وشارع الستين فقط، مثلما يتركز اهتمامهم في متابعة الإيرادات، التي يتحملها المواطن عبر فاتورة الكهرباء والمياه، وأصحاب المحلات التجارية بمختلف نشاطهم، وجباية الرسوم على اللوحات الإعلانية والدعائية، والجلوس أو البقاء في داخل مكاتبهم المكيفة بحجة الاجتماع. إنه من دون النزول الميداني المستمر للاطلاع على واقع النظافة، في كل الأمكنة ومن قبل من يقف على رأس المسئولية عن النظافة، فالمسألة لا تعدو كونها تعيينات لجبر الخواطر، ومن المستحيل أن ننتظر عطاء ممن لا يمتلك إمكانية العطاء، فكل كتاب يتبين من عنوانه، فهل من بين المسئولين في هذه المحافظة من يقرأ في الكتب ؟.