في مثل هذه الأيام وبالذات في شهر رجب وهذا الشهر المبارك من ضمن الثلاثة الأشهر المختارة عند الله سبحانه وتعالى.. وهذه الأشهر مَنْ تصدّق وصام وقرأ القرآن وعمل عملاً صالحاً وأكثر منه وترك الغيبة والنميمة عن الناس غفر الله سبحانه وتعالى له وأدخله الجنة برحمة هذه الأعمال. وزميلنا وأستاذنا الراحل يحيى علاو غادرنا في هذه الأيام المباركة وهو مبتسماً جميلاً شامخاً عزيزاً ذاهباً إلى جوار ربه إلى الحياة البرزخية. لماذا ياترى غادرنا على هذا النحو؟ وهو في هذه الصورة المبتسمة الرضية المطمئنة؟ لأنه إنسان بما تحمله الكلمة من معنى طيب ذي اخلاق عالية وأوصاف حميدة ,وسجية نابعة من نفس كريمة زكية فطرت على حب الخير وحب الناس ,إلى جانب أنه شخصية مرموقة ومحبوبة لأنه أحب الناس فأحبوه، خاصة عندما قدم ما لم يقدمه أحد من قبله في برنامجه المشهور (فرسان الميدان) الذي شاهدناه على مدى عشرة سنوات والذي مزج فيه بين الحضارة والأصالة وكلام الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم. وأطعلنا على كثير من ثقافات الشعوب وقدم لنا الكثير والكثير من المعلومات وأدخل علينا الفرحة والسرور والبهجة بالفقرات المليئة بالمواقف الفكاهية والمسابقات التي كان يختم بها البرنامج ,وكانت تسعدنا كثيراً ,ولأن معظم ماقدمه لنا من المسابقات تحكي عن ثقافات وعادات بعض المناطق اليمنية إلى جانب تنقلاته بين الحضر والمدينة مجازفاً ومغامراً بنفسه ومن معه إلى تلك المناطق الجبلية الوعرة كي يقدم لنا صورة صادقة ومعبرة وليعرفنا ويطلعنا على الأماكن والمناطق الأثرية الجميلة التي لم نعرفها من قبل أو نسافر إليها حتى الآن بالرغم أننا توحدنا منذ عشرين عاماً. الزميل يحيى علاو أحيا في قلوبنا حب الله ورسوله بما كان يقدمه لنا من آيات قرآنية واحاديث نبوية يفسرها من خلال اللقاءات التي كان يلتقي بها مع المواطنين ليطرح عليهم بعض الأسئلة ليعرف الإجابة منهم وليعرف أيضاً أن معظم الناس حافظون لكتاب الله ورسوله ثم يكافئ من يقدم الاجابة الصحيحة بمبلغ مالي مجز ليدخل بذلك البهجة والسرور إلى قلوب هؤلاء الناس وقلوبنا أيضاً وقلوب الحاضرين في تلك الفقرة. وإن لم يجب البعض فيسعدون بلقائه ويتمنون أن يلقوه كل عام في هذا البرنامج. إلى ذلك قدم الأستاذ البارز يحيى علاو مسابقات داخل البرنامج للمشاهدين عبر موقع البرنامج لكي يساعد ويسعد ويفرح المشاهدين الذين يرغبون بالمشاركة وأيضاً الذين لم يحالفهم الحظ بلقائه في نزوله الميداني اثناء تصويره لحلقات البرنامج. رحم الله زميلنا واستاذنا الإعلامي ذا الخلق العظيم والذوق الرفيع. سنفتقدك أيها الزميل العزيز كما افتقدنا الكثير من الإعلاميين والشهداء والشرفاء من أبناء الوطن ,فراقك أيها الزميل العزيز آلمني كثيراً وأعاد إليّ الأحزان مجدداً بعد أن استرجعت أنفاسي وصحتي ونشاطي وبدأت أزاول عملي بجدّ واجتهاد، ولكن أيها الفقيد العزيز وفاتك ارجعتني وذكرتني بمأساة حاولت أنساها ولم أنسها ولن أنساها ولكن أحاول أتصبر وأصبر وهي فقدان شقيقي الفنان والكاتب والصحفي والأديب والملحن والباحث الموسيقي المعروف أحمد درعان الذي افتقدناه منذ عامين في حادث مروري وها أنت اليوم أيها الزميل العزيز تعيد الآلام والأحزان والأسى إلى قلوبنا، لأننا اعتبرناك شقيقاً لنا افتقدناك كما افتقدنا شقيقنا الأول أحمد درعان. وبرغم أنني لم التق بك إلا مرة واحدة ومنذ عشرة أعوام في المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون وتبادلنا الأحاديث العابرة والتحايا والسلام. وبرغم أنني لم أتحدث إليك مطولاً ولم تكن هناك أي اتصالات بعد ذلك إلا أنك شخص رائع تركت بصمة في قلوبنا قبل عقولنا بتقديمك الرائع وصوتك الجهوري وأخلاقك العالية الرفيعة وحب الناس، علاوة عما نراه من جمهورك ومحبيك الذين يكنّون لك كل الحب والاحترام ,إلى جانب أنك أوجدت مساحة كبيرة لمحبيك داخل الوطن وخارجه فقد حزت وفزت بدعوات الناس لك بالرحمة والمغفرة والجنة وهذا أقل شيء يقدمه لك محبوك وجمهورك بعد رحيلك لأنك أعطيت الكثير وتستحق منا الكثير والتقدير. كما أطلب وأرجو من قناة «السعيدة» أن تعيد برنامجك المشهور (فرسان الميدان) في شهر رمضان القادم إن شاء الله لكي تبقى خالداً في قلوبنا وذكراك لم تغادر عقولنا. وأتمنى من أهل الخير ومحبي وجمهور الزميل يحيى علاو أن يساهموا في بناء مسجد يحمل اسمه (يحيى علاو). فارقت دنيانا ياقنديل وفارس فرسان الميدان إلى جوار ربك فهل سيأتي الدهر بخير منك؟ (طبعاً لايأتي الدهر بخير ممن يذهبون ويغادرون عالمنا) وإلا لأتى بعمر بن الخطاب وأبي بكر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم أجمعين وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم من مصلحي الأمة، ولكن مصابنا فيك جلل أيها الزميل وصدمتنا كبيرة بفقدانك.. سنشتاق إليك يا علاو وإلى صوتك الجهوري المليء بالكلمات الرقيقة المعبرة بالخلجات والنبرات الرحيمة ,وكأنك تريد أن تقول: (أريد أن أقدم كل ما عندي من أفكار ومواضيع ومواد سريعاً لأنني أحس وأشعر أنني سأغادر دنياكم أحبتي المشاهدين». وكأنني أيها العلاو أحسست بشيء داخلي خفي تجاه برنامج (فرسان الميدان) ولكني لا أعرف اسبابه حتى سمعت بنبأ وفاتك ,بذلك وضحت الصورة وصدمت بهذا النبأ وكأنها صاعقة خرّت من السماء ,سنفتقدك ياعلاو.. سنفتقد صوتك الرخيم.. سنفتقد طلتك البهية.. سنفتقد تنقلاتك بين السهول والجبال والوديان.. سنفتقد كلماتك الحنونة التي تودعنا بها وأنت مستقر وسط سهل أو بجانب شلال أو على جبل أو واد مخضر زاه مزّين بالأشجار والثمار الجميلة. أيها الجميل.. ستظل جميلاً في قلوبنا.. جميلاً حتى وأنت تتزين باللباس الأبيض المطيب بطيبة قلبك وصفاء نفسك ونقاء فكرك وكلامك الطيب كأنك تقول سأذهب إلى جوار ربي بنفس راضية مرضية مطمئنة على ما قدمته من عطاء وخير سواء على مستوى حياتي الأسرية أو الشخصية.. اذهب قرير العين.. اذهب إلى حياتك البرزخية.. اذهب إلى جوار رب غفور رحيم.. اذهب فيقيني بالله كبير بأن يحييك حياة برزخية كريمة وايماني به عظيم بأن يدخلك فسيح جناتك. لقد آسرت قلوبنا بتقديمك الرائع فرحمة الله عليك تغشاك إلى يوم القيامة.. سننتظر هذه السنة إن شاء الله فرسان الميدان معاداً وهذا ما أتمناه من قناة السعيدة ونرجوها أن تعيد بث هذا البرنامج الرائع الذي لايمل أحد من مشاهدته حتى وإن تمت اعادته يومياً.. رحم الله زميلنا واستاذنا الإعلامي الجميل يحيى علاو وإلى جنة الخلد بإذن الله.